رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سفر مراثي إرميا وسماته 1. يكشف الكاتب عما وراء هذه الكارثة، فلا نعجب أن صوَّر المدينة خربة لا ساكن فيها (مرا 1: 3)، وفي نفس المرثاة أنهم قاطنون فيها (مرا 1: 11). يمكن القول أنها تصور ما بلغه الشعب من وحشية، وأنهم آكلو لحوم بشر (مرا 2: 20؛ 4: 9-10) Canniblism. وأن الذين أجرموا في حقهم هم الكهنة والأنبياء الكذبة (مرا 4: 13)، صاروا في حاجة إلى شراء ماء للشرب (مرا 5: 4)، مع غياب تام للفرح والموسيقى في أورشليم (مرا 5: 14) [4]. 2. يقدم لنا السفر ما يشبه شعائر جنائزية للمدينة الجميلة والتي كانت تُحسب مدينة الله، فقد بلغت كما إلى الموت. لكنه يفتح لنا باب الرجاء في الرب، ويضع لنا الطريق العملي لمعالجة المتاعب والكوارث المُرة. 3. يكشف السفر عن شخصية إرميا النبي الذي كان يحذر القادة والشعب، والآن بعد حلول التأديب لا تتوقف دموعه. كتب أروع رثاء عرفه العالم، ينطلق من قلبٍ محبٍ ومخلصٍ! لم يكن أمام إرميا النبي وسط دموعه التي لا تجف إلا أن يختم كل قصيدة بصلاة، يصرخ بها نحو الله، ماعدا القصيدة الرابعة. 4. جاء جوهر الرسالة أن ما يزرعه الإنسان إيّاه يحصد (غل 6: 7)، وأن ندرك أن التمرد على الله، ورفض عمل نعمته، وعصيان وصيته إنما هو دعوة لحلول كوارث مُرة مع فقدان لأبدية مطوّبة، وشركة مع السمائيين. 5. عدم استجابة الله لصلوات إرميا من أجل الشعب، لأن الله يطلب توبتهم وتقديسهم. يقوم الله بالتأديب، لا للنقمة، بل للإصلاح والتعلم والنمو في الروح. 6. دعوة للعمل الجاد، خاصة في سن الشباب (مرا 3: 27)، فقد دُعي يوسف للعمل وهو شاب، وأيضًا يشوع وصموئيل وداود، وبولس وتيموثاوس. 7. تقدم لنا هذه المراثي الخط الواضح للتصرف في وقت الشدة والتجارب. "ارْددْنا يا ربّ إليْك فنرْتدّ. جدّدْ أيّامنا كالْقديم. هلْ كلّ الرّفْض رفضْتنا؟ هلْ غضبْت عليْنا جدًّا؟" (مرا 5: 21-22). 8. تكشف هذه المراثي عن فتح أبواب الرجاء في مراحم الله، فإنه لا يوجد وقت يُقال فيه إنها قد أُغلقت، وأنه قد فات الأوان، حتى وإن اشتدت الظلمة تمامًا. ما دام يوجد نفَس ولو كان النفس الأخير، فالله ينتظر رجوعنا إليه. "لأنّ السيّد لا يرْفض إلى الأبد. فإنّه ولوْ أحْزن يرْحم حسب كثْرة مراحمه. لأنّه لا يذلّ منْ قلْبه، ولا يحْزن بني الإنْسان" (مرا 3: 31-33). "يشرق الله بنوره على مؤمنيه وسط الظلمة" (مرا 22:3-27). هذا وتكشف هذه المراثي عن ممارسة التوبة في جدّيةٍ، وليس بفكرٍ ضحلٍ. 9. مع أن الحديث في معناه الحرفي يشير إلى السبي البابلي، إلا أن كلمة "بابل" لم ترد في السفر، ليعلن الكاتب أن المراثي لا تُحد بحدثٍ معينٍ، وإنما تقدم صورة مرة لثمار عدم الإيمان الحيّ، والعصيان ضد الله، والتهاون في الوصية الإلهية. 10. إن كان الله لا يتردد في تأديب شعبه المحبوب (تث 32: 10)، فماذا يفعل بالأمم التي ترفض كلمته؟ 11. حملت المراثي تعزيات إلهية، وهي تُحسب دعوة للصلاة والالتجاء إلى الله وسط الضيق. 12. جوهر هذا السفر هو أن الله عظيم في أمانته (مرا 3: 22-24). 13. يرى البعض أن هذه المراثي تكشف عن خطة الله لخلاص هذا الشعب في عناده المستمر، فاستخدم التأديب الذي يبدو قاسيًا أشبه بصدمات كهربائية في يد طبيبٍ ماهرٍ للعلاج [5]. في وسط مرارة التأديب يلزمنا أن ندرك أبوة الله (عب 12: 10)، ففي كل مرثاة يكشف النبي عن نعمة إلهية: أ. في المرثاة الأولى مع الإحساس بالأسى الشديد، وتخلي الله عنه فجأة يقول النبي: "بار هو الرب، لأني قدْ عصيت أمْره" (مرا 1: 18). ب. في المرثاة الثانية تمتع النبي ببصيرة أعمق للحق فقال: "فعل الرب ما قصد. تمم قوْله الذي أوْعد به منْذ أيام الْقدم. قدْ هدم ولمْ يشْفقْ، وأشْمت بك الْعدو. نصب قرْن أعْدائك" (مرا 2: 17).تحقق إرميا أن الله وعد بأن يفتح لشعبه كوى السماء إن أطاعوا وصاياه. وأن الله كشف له بأن السبي سينتهي بعد سبعين عامًا (إر 25: 11). ج. في المرثاة الثالثة عبّر النبي عن آلامه، لكنه وسط نحيبه يقدم لنا عبارات مملوءة تعزية، فيقول: "إنه منْ إحْسانات الرب أننا لمْ نفْن، لأن مراحمه لا تزول. هي جديدةٌ في كل صباحٍ. كثيرةٌ أمانتك. نصيبي هو الرب قالتْ نفْسي، منْ أجْل ذلك أرْجوه. طيبٌ هو الرب للذين يترجونه، للنفْس التي تطْلبه" (مرا 3: 22-25). د. في المرثاة الرابعة يعلن في ختامها: "قدْ تم إثْمك يا بنْت صهْيوْن. لا يعود يسْبيك. سيعاقب إثْمك يا بنْت أدوم، ويعْلن خطاياك" (مرا 4: 22). هـ. في المرثاة الخامسة يظهر بهاء الحق الإلهي الذي يملأ النفس رجاءً فيه: "أنْت يا رب إلى الأبد تجْلس. كرْسيك إلى دوْرٍ فدوْرٍ" (مرا 5: 19). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
استخدام سفر مراثي إرميا |
غاية سفر مراثي إرميا |
سفر مراثي إرميا الأصحاح 3 |
مراثي إرميا 2 : 7 – 11 |
مراثي إرميا |