رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثمر الكسل "اَلْكَسْلاَنُ لاَ يَحْرُثُ بِسَبَبِ الشِّتَاءِ، فَيَسْتَعْطِي فِي الْحَصَادِ وَلاَ يُعْطَى" [ع 4] يبحث الكسلان عن أية علة ليجد لنفسه عذرًا فلا يعمل، يهمل حقله بينما يبذل جيرانه كل الجهد لزراعة حقولهم. وإذ يحل وقت الحصاد، ينشغل الجيران في حصاد حقولهم، بينما يستجدي منهم فضلاتهم فلا يعطونه. موسم الحرث في منطقة الشرق الأوسط هو نوفمبر وديسمبر، فيعتذر الكسلان بأنه وقت شتاء ولا يحتمل البرد، فلا عجب إن جاء موسم الحصاد فيجد حقله بلا ثمر. * ينبغي أن نعظ الكسالى بطريقةٍ، والمغامرين بطريقة أخرى. ينبغي أن يقتنع الكسالى بأن لا يضيعوا فعل الخير بتأجيله، وعلى المغامرين أن لا يفسدوا استحقاقات أفعالهم الصالحة بتسرع يفتقر إلى التروي في ترقب مواقيت هذه الأفعال. ليدرك المتكاسلون بأن عدم الرغبة قد تَحُولَ دون فعل ما نقدر على فعله من صلاح في الوقت الملائم عندما تحل هذه الرغبة. إن العقل المتبلد عندما لا يتحرك بفعل الحمية الصادقة في موعده يفقد تمامًا كل إحساس بالرغبة في فعل الصلاح، لأن هذا التهاون يكبر ويزداد بقوة، ولكن دون أن نشعر به. لذلك يقول سليمان بوضوح: "الكسَلُ يُلْقِي في السَّبات" (أم 19: 15). الكسول بالرغم من أنه يكون متيقظًا بمشاعر حقيقية إلا أن كسله يزيد من التهاون، ولذلك قيل إن الكسل يلقي بالإنسان في سبات عميق. فعندما يتوقف السعي في عمل الخير فإنه يبدأ تدريجيًا في فقدان الإحساس بالمشاعر الحقيقية. حسنًا أضيف إلى هذه الفقرة: "والنفس المتراخية تجوع" (أم 19: 15)، فعندما تهمل النفس ذاتها ولا يتم كبح جماحها بقوة، ولا تتجه بجهدها إلى الأمور السماوية، فإن الشهوات الدنيوية تؤذيها وهكذا عندما تتجاهل قيود التهذيب، فإنها بالأحرى تفقد طريقها وهي تسعى وراء الملذات، لذلك أيضًا كُتِبَ بسفر الأمثال على لسان سليمان: "شهوة الكسلان تقتله" (أم 21: 25). لأجل ذلك يعلمنا الحق ذاته أن البيت يصير نظيفًا عندما يخرج الروح الشرير، ولكن عندما يظل فارغًا يرجع إليه مع أرواح أخرى ليتملك عليه. إن الكسلان عادة ما يهمل ما يجب فعله، متصورًا العقبات والمخاوف التي لا أساس لها، وهو يركن إلى مبررات يختلقها بسبب خموله وبلادته. إلى هؤلاء يقول سليمان بالحق: "الكسلان لا يحرث بسبب الشتاء، فيَسْتَعْطِي في الحصاد ولا يُعْطَى." (أم 20: 4). الذين لا يجتهدون في أعمال البرّ الآن لن يحصدوا شيئًا (في الصيف)، وهذا يعني أنه عند ظهور شمس الدينونة الحارقة يستعطي لدخول الملكوت لكن دون جدوى. لهذا يقول سليمان أيضًا: "من يرصد الريح لا يزرع، ومن يراقب السحب لا يحصد" (جا 11: 4). إن الريح ليست إلا تجارب الأرواح الشريرة، والسحب التي تدفعها ما هي إلا النكبات التي يوقعنا فيها الأشرار. نعم تدفع الرياح السحب عندما تحرك ضربات الأرواح الشريرة الأشرار، وهكذا فإن من يرصد الريح لا يزرع، ومن يراقب السحب لا يحصد، إذ أن الذين يخشون تجارب الأرواح الشريرة وظلم الأشرار لا يبْذُرون بِذارًا صالحة الآن، ولا يحصدون بعد ذلك الثواب المقدس. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هذا هو رب الكُل |
الكسل |
الكسل |
الكسل عسل |
الكسل |