![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لغة يسوع (يو 6: 51- 58) أنّ لغة يسوع تحملنا للجلوس معًا على مائدة سريّة وذات نوع خاص الطعام الموضوع عليها. تشير لغة يسوع لمصدر التغذية السلّيمة، إذّ يكشف في حديثه عن ذاته وعن علاقاته بتلاميذه أنّ الخبز الحقيقيّ والشّراب الحقيقيّ، ليس بالقدرة على إفراط الإنسان في التغذية أو بتناول القليل منه. إنّ هذا الطعام والشراب الـمُقدمين في وليمة السيدة الحكمة، من نص العهد الأوّل، هما على لسان يسوع طعام وشّراب محددين للغاية: «لأَنَّ جَسَدي طَعامٌ حَقّ وَدمي شَرابٌ حَقّ» (يو 6: 55). هناك إستعارتين هامتين يشير بهما يسوع من طعام وشّراب حقيقييّن، إلى المؤمن وهما: 2.1. الدم (يو 6: 54- 56) من خلال لغة يسوع في هذا الخطاب الشهير بحسب اللّاهوت اليوحنّاوي يستخدم لفظ «الدم». يشير هذا اللفظ في الكتب المقدسة إلى حياة المرء ذاتها، تلك الحقيقة الغير الملموسة الّتي تخص الله الخالق وحده منذ الخلق، إذ يبثّ الدم نعمة حياة الله في كل إنسان. هذه الحقيقة الغير ملموسة والغير مرئية معًا، لا يستطيع الإنسان التخلص منها. إنّ حقيقة دعوة يسوع لتلاميذه بقوله: «مَن أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي فلَه الحَياةُ الأَبدِيَّة وأَنا أُقيمُه في اليَومِ الأَخير [...] مَن أَكَلَ جَسدي وشَرِبَ دَمي ثَبَتَ فِيَّ وثَبَتُّ فيه» (يو 9: 54. 56) . إذن دعوة يسوع لتلاميذه، نحن اليّوم، هي أنّ نشرب من دمه تشير إلى أنّ هذه النعمة هي عطيّة خالصة من الله وإنّها تتمثل في مشاركتنا في حياته، دون أي إستحقاق منّا فهي حياته الممنوحة للجميع بحبّ وبمجانيّة مُطلقة. 2.2. الجسد (يو 6: 51- 53) أما بالنسبة للجسد فهو لفط يشير معناه من اللغة اليونانيّة إلى sarxs، وفي اللغة العبريّة bessar وهو يشير حالة الإنسان الضعيفة والّتي تتميز بالوهن والفناء والزوال والّتي تتسم نهايتها بالموت. في الواقع أن لفظ الجسد لا يدل على حالة سلبية أو واقع الخطيئة، بل بحسب الإيمان المسيحي ما هو إلّا بداية تنتظر الإكتمال. فنحن قد لا نستطيع أنّ نفهم، بشكل مباشر، معنى ما يريد الإنجيلي قوله بإستخدام مُصطلح جسد، وما يعنيه أكل لحمه، إذا لم نأخذ بعين الإعتبار إعلان خاص بوجه يسوع، كشف عنه كثيراً الإنجيليّ وهو يُشكل أحد أجرأ وأقوى تعبيراته اللّاهوتيّة في الإنجيل الرابع. وأهم هذه التعبيرات قوله: «في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله [...] والكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا» (يو1: 1. 14). ولم يُقال إنّ الكلمة صار إنسانًا، بل إنّ الكلمة صار جسدًا. أي إنّه شارك بشكل كامل في بُعد المحدوديّة والفقر والموت الّذي يُميز الطبيعة البشريّة. لقد تولى البداية ليكملها في جسده، هذا هو إذن الواقع البشري الملموس والهش والمحدود الّذي تتخذه كلمة الله. بناء على سرّ تجسده الإلهي يكشف يسوع في خطابه ما يود أن يتركه للأبد كنعمة تعطي حياة أبديّة للمؤمنين به: «أَنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد. والخُبزُ الَّذي سأُعْطيه أَنا هو جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العالَم [...] إِذا لم تَأكُلوا جَسدَ ابنِ الإِنسانِ وتَشرَبوا دَمَه فلَن تَكونَ فيكُمُ الحَياة» (يو 6: 51- 53). إذن كلام يسوع وتقديمه ذاته واضح جداً ولنا من الحريّة أنّ نستمر في أنّ نحيا لنأكل أم نأكل فقط لنحيا! |
![]() |
|