منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 08 - 2024, 05:34 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

فحسُن الكلام في عينيّ الرب لأن سليمان سأل هذا الأمر




اختيار سليمان للحكمة:

8 وَعَبْدُكَ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ، شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ. 9 فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْبًا فَهِيمًا لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ الْعَظِيمِ هذَا؟» 10 فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، لأَنَّ سُلَيْمَانَ سَأَلَ هذَا الأَمْرَ. 11 فَقَالَ لَهُ اللهُ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أَيَّامًا كَثِيرَةً وَلاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى، وَلاَ سَأَلْتَ أَنْفُسَ أَعْدَائِكَ، بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَمْيِيزًا لِتَفْهَمَ الْحُكْمَ، 12 هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْبًا حَكِيمًا وَمُمَيِّزًا حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ. 13 وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضًا مَا لَمْ تَسْأَلْهُ، غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي الْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ. 14 فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ، كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ، فَإِنِّي أُطِيلُ أَيَّامَكَ». 15 فَاسْتَيْقَظَ سُلَيْمَانُ وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ. وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَقَفَ أَمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، وَعَمِلَ وَلِيمَةً لِكُلِّ عَبِيدِهِ.

"وعبدك في وسط شعبك الذي اخترته،
شعب كثير لا يُحصى ولا يَّعد من الكثرة.
فأعطِ عبدك قلبًا فهيمًا لأحكم على شعبك،
وأُميِّز بين الخير والشرّ،
لأنَّه من يقدر أن يحكم على شعبك العظيم هذا؟" [8-9].
لم يقل سليمان "شعبي" بل "شعبك"، فهو ليس بالملك الحقيقي، وإنَّما ممثِّل له. إنَّه سفير لملك الملوك يعمل وسط شعب الله، لا شعبه هو. إن كان هذا الشعب قد اختاره الرب، والملك اختاره الرب، إذن فالعامل هو الرب نفسه المهتم بشعبه كما بعبده الذي أقامه لخدمتهم. إنَّه عبد الرب المحتاج إلى فهم وحكمة لخدمة شعب سيِّده. لقد أدرك أن "الرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ فَمِهِ الْمَعْرِفَةُ وَالْفَهْمُ" (أم 2: 6). وكما يقول الرسول: "إن كان أحدكم تُعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يُعطي الجميع بسخاء ولا يُعيّر فسيُعطى له" (يع 1: 5).
الله هو ينبوع كل حكمة ومعرفة وفهم. والحكماء والفهماء الحقيقيُّون هم قنوات يفيض خلالها الله بالحكمة على كثيرين كما
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الحكمة الإلهيَّة هي مجن لأُناس الله الذين يسلكون باستقامة، أو معِين لهم لنوال النصرة. فإنَّنا إذ نتمسَّك بالحكمة ونحفظها، تتمسَّك هي بنا وتحفظنا].
ويقول القدِّيس إكليمنضس السكندري: [بالنسبة للذين يتبرَّرون بالفلسفة، تقودهم المعرفة إلى التقوى كمُعين لهم].
لم يطلب الحكمة بوجه عام لكي يفتخر بها أو يفوق الآخرين، وإنَّما لخدمة شعب سيِّده بروح التقوى، ويقضي بينهم بروح العدالة. كان الملك في القديم قاضيًا للشعب، خاصة في الأمور الكبيرة.
* الإيمان الحقيقي والتعليم الصادق يُعلنان أن كلًا من النعمتين هي من الله. يقول الكتاب المقدَّس: [من وجهه المعرفة والفهم]، وفي سفر آخر يقول: "المحبَّة هي من الله" (1 يو 4: 7).
* "الرب يُعطي حكمة، من فمه المعرفة والفهم" (أم 2: 6). منه ينالون الرغبة ذاتها نحو المعرفة، إذا ما تَلَاحَمَت (تزوَّجت) بالتقوى.
القديس أغسطينوس


"فحسُن الكلام في عينيّ الرب،
لأن سليمان سأل هذا الأمر" [10].
جاءت طلبة سليمان من الله في حلم، كشفت عمَّا في أعماق قلبه من روح الشكر لله، والوقار لوالده، والتواضع، وشهوة خدمة شعب الله بأمانة وحكمة. لهذا سُرّ الله به، وبما يحمله من إرادة مقدَّسة. وجد الله مسرَّته في قلب سليمان وفكره وإرادته. سُرّ بتقدماته الصادرة عن نقاوة قلبه، وصلواته نهارًا، وطلباته ليلًا حتى في أحلامه.
نال سليمان عطيَّة القلب الحكيم، وتجلَّت حكمته في الآتي:
* سأل الله ليعطيه فهم قلب يحكم به الشعب (1 مل 3: 9).
* حمل بصيرة داخليَّة بروح التمييز (1 مل 3: 16-28).
* فاق غيره من الحكماء (1 مل 4: 29-31).
* نطق بأمثال وحِكم، وضع 3000 مثلًا (1 مل 4: 32)، و1005 نشيدًا (1 مل 4: 32) من بينها المزموران (مز 72؛ 127). جاء إليه البعض من أنحاء العالم ليسمعوا حكمته، من بينهم ملكة سبأ (1 مل 10: 1-9). كثير من الأمثال القديمة في إسرائيل وإثيوبيا والعربيَّة يرجع أصلها إلى سليمان الحكيم.
* بحكمة وقف أمام الهيكل (1 مل 5-6).
* بحكمة قدَّم صلاة التدشين (1 مل 8: 22-53).


* وضع بإعلان الروح القدس أسفار الأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد.
* أوضّح أنَّه صاحب معرفة في أمور علميَّة كثيرة، مثل علم النباتات والحيوان والأسماك (1 مل 4: 33؛ أم 30: 24-31؛ جا 2: 4-6).
* في القضاء حكم في قضيَّة السيِّدتين اللتين ادعتا أنَّهما والدتان لطفلٍ ما (1 مل 3: 16-28).
لكن ما أفسد حكمته هو:
1. الحياة المدلَّلة المبالغ فيها (1 مل 4: 22-28؛ 10: 21).
2. تزوُّجه الوثنيَّات (1 مل 11: 1-2؛ نح 13: 23-26).
3. حساسيَّته المُبْالَغ فيها (1 مل 11: 3).
4. انحرافه إلى الوثنيَّة (1 مل 11: 4-10).
5. كان يصنع ما يحسن في عينه (1 مل 11: 33).
6. ظلمه للشعب (1 مل 12: 4).
"فقال له الله:
من أجل أنَّك قد سألت هذا الأمر ولم تسأل لنفسك أيَّاما كثيرة،
ولا سألت لنفسك غِنى،
ولا سألت أنفس أعدائك،


بل سألت لنفسك تمييزًا لتفهم الحكم.
هوذا قد فعلت حسب كلامك،
هوذا أعطيتك قلبًا حكيمًا ومميِّزًا حتى أنَّه لم يكن مثلك قبلك،
ولا يقوم بعدك نظيرك [11-12].
سأل سليمان لنفسه الحكمة أو التمييز ليفهم الحكم، أي طلب الحكمة العمليَّة التي خلالها يمارس الحياة اللآئقة بالمؤمن. وهبه الله الحكمة العقليَّة والعمليَّة، حتى لم يكن من هو مثل سليمان، ولا من يأتي بعده مثله، حتى يأتي من هو أعظم من سليمان (مت 12: 42؛ لو 11: 31).
* الآن إذ كان الابن الحكيم لأب حكيم، لهذا أضيف اسم داود الذي ولد منه سليمان وهو طفل تعلَّم في الكتب المقدَّسة، ونال سلطانه لا بالقرعة ولا بالقوَّة بل بحكم الروح وقانون الله.
لمعرفة حكمة وأدب (أم 1: 2) من يعرف حكمة الله يتقبَّل منه أيضًا الأدب. ويتعلَّم بها أسرار الكلمة. ومن يعرفون الحكمة السماويَّة الحقَّة بسهولة يفهمون كلمات هذه الأسرار.
لذلك يقول: [لإدراك صعوبة الكلمات] (أم 1: 2). فإن الأمور التي ينطق بها بلغة غريبة بالروح القدس تصير مدركة للذين لهم قلوب مستقيمة بالرب.
القديس هيبوليتس
"وقد أعطيتك أيضًا ما لم تسأله غِنى وكرامة،
حتى أنَّه لا يكون رجل مثلك في الملوك كل أيَّامك" [13].
إذ نطلب ملكوت الله وبرّه يُزاد عليها كل البركات الزمنيَّة من أمور ماديَّة وكرامة حقيقيَّة (مت 6: 33). إذ نطلب من الله نعمته الفائقة يهبنا مع النعمة السماويَّة احتياجاتنا الزمنيَّة. فإنَّنا إذ ننعم بالنعمة الإلهيَّة تصير كل الخيرات الأرضيَّة لخيرنا، أمَّا بدون النعمة فإن هذه الخيرات تستعبد نفوسنا.
"فإن سلكت في طريقي وحفظت فرائضي ووصاياي كما سلك داود أبوك،
فإنِّي أطيل أيَّامك" [14].
وعده الله بإطالة أيَّامه بشرط السلوك في طريقه وحفظ فرائضه ووصاياه كما فعل أبوه داود. لم يحقِّق سليمان الشرط، فمات قرابة التسعة وخمسين عامًا أو بالأكثر في الستين من عمره.


* إذ طلب سليمان ما يجب طلبه أنظر كيف نال بسرعة. أمران يجب أن يكونا في من يصلِّي: أن يطلب بغيرة، ويسأل ما يجب طلبه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"فاستيقظ سليمان
وإذا هو حلم.
وجاء إلى أورشليم،
ووقف أمام تابوت عهد الرب، وأصعد محرقات وقرَّب ذبائح سلامة،
وعمل وليمة لكل عبيده" [15].
إذ أتم سليمان الخدمة الروحيَّة في جبعون حيث توجد خيمة الاجتماع انطلق إلى المركز الثاني للعبادة، أورشليم، حيث تابوت العهد في جبل صهيُّون (2 صم 6: 13). لقد أقام وليمة عظيمة مع تقديم ذبائح سلامة. مع المحرقات التي قدِّمت في جبعون قدِّمت الذبائح لتستهلك كلُّها بالنار علامة تكريس القلب كلُّه لله. وفي ذبائح السلامة يُعطي نصيب من اللحم للآويِّين والغرباء والأيتام والأرامل (تث 14: 29). علامة الارتباط بالحياة الكنسيَّة العمليَّة والعطاء والاهتمام بالمحتاجين.
استيقظ سليمان وقد رأى حلمًا من قِبل الله، تمتَّع بإعلانٍ إلهي من قِبل الله، أو بظهور إلهي في حلمٍ. قام سليمان من نومه متهلِّلًا بالروح فقد رأى الرب، وتلامس مع محبَّته وحنانه. اشتهى سليمان أن يتمتَّع كل الشعب بهذا الفرح الداخلي، فأقام لهم وليمة روحيَّة عظيمة. القائد الحيّ هو الذي يتمتَّع بالفرح بالرب ويبث روح الفرح في إخوته.
بدأ سليمان يمارس القضاء بالقلب الحكيم الذي وهبه الله، فنال مخافة لدى الشعب، هي انعكاس للمجد الذي وعده الله به.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هو الكمال في عينيّ الله
يتحقَّق ذات الأمر عندما يتقدَّس الإنسان ويتطهر ويبلغ أعلى درجات الكمال
الأمر أصعب بكثير مِن مقدرتي على الكلام.💔
من عند الرب خرج الأمر (تك 24 : 50)
كن مطمئنا جدا جدا ولا تفكر فى الأمر كثيرا بل دع الأمر لمن بيده الأمر


الساعة الآن 10:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024