عدما تحدث عن عطية الروح العظمى التي قدمتنا شهودًا للحق، نعلن عن تمتعنا بالله مخلصنا كرب الجنود، قائد المعركة الروحية، ومشبع الكل بكونه الأول والآخر، سند رجال العهد القديم وأيضًا مؤمني العهد الجديد... الآن يُقارن بين شهادة المؤمنين وشهادة عبدة الأوثان:
الشهادة للمخلص تهب شبعًا وارتواء وإثمارًا: "لأني أسكب ماء على العطشان وسيولًا على اليابسة... فينبتون بين العشب مثل الصفصاف" [3، 4]، أما الشهادة للأوثان فتقدم بطلانًا وفراغًا وجوعًا مع عمى وجهل: "الذين يُصّوِرون صنمًا كلهم باطل، ومشتهياتهم لا تنفع، وشهودُهُم هي؛ لا تبصر ولا تعرف حتى تَخزى" [9].
مسيحنا مشبع للأعماق، فيه كل الكفاية؛ الذين اختبروه شعروا بالشبع ولم يعوزهم شيئًا قط؛ أما خارجه ففقدان لكل شبع داخلي وحرمان للتمتع بالشركة مع الله مصدر الحياة والشبع.