التأديب يسبب ضيقًا وتعبًا في الخارج لكنه يؤدي إلى النمو المستمر والاتساع في المجد.
سّر القوة لا في الضيق وإنما في يد الله الخفية القادرة أن تُقيم من الأموات. فقد رأى النبي شعبه أشبه بسيدة تتلوى من آلام المخاض، وبالجهد تلد فإذا بها تلد ريحًا، أي تنتهي آلام الولادة إلى لا شيء، أما إذا تدخل الله فأنه حتى وإن بلغ الإنسان في آلامه إلى الموت فأنه قادر أن يهبه القيامة، يهبه حياة جديدة مقامة مملوءة فرحًا وتسبيحًا.
الأشرار يتألمون كما في حالة الولادة، لكنهم ينجبون من عندياتهم (الأنا) ريحًا أو كبرياءً فارغًا، أما أولاد الله فيتألمون وينجبون بعمل الروح تشبيها لله. كأن الألم خارج السيد المسيح يلد ريحًا أما في المسيح فينجب قيامة!
يقول النبي: "كما أن الحبلى التي تُقارب الولادة تتلوى وتصرخ في مخاضها هكذا كنا قدامك يا رب، حبلنا تلوينا كأننا ولدنا ريحًا. لم تصنع خلاصًا في الأرض... تحيا أمواتك تقوم الجثث. استيقظوا ترنموا يا سكان التراب..." [17-19].
يقول المرتل: "لأنه هوذا الملوك اجتمعوا... لما رأوا بهتوا ارتاعوا فروا، أخذتهم الرعدة هناك والمخاض كالوالدة" (مز 48: 4-6).