إنَّ الطوباوية مريم لتتَّحدُ اتحاداً وثيقاً بالكنيسة وذلك بنعمةِ الأمومة ودورها اللذين يوحدانها بابنها المخلص، وبفضل مهماتها الفريدة. وحسب تعليم القديس أمبروسيوس، إنَّ أمَّ الله هي صورة الكنيسة أعني في الإيمان، والمحبة، والاتحاد الكامل بالمسيح. وبما أن العذراء مريم تَظهر بصورة ساميةٍ وفريدةٍ مثلاً للبتولية والأمومة، فلها المكان الأول في سرِّ الكنيسة التي تُدعى بحقٍ أُمَّاً وعذراء. بإيمانها وطاعتها وَلدت على الأرض ابن الآب، يُظلِّلها الروح القدس، دون أن تخسرَ بتوليتها فكانت بمثابةِ حواءً جديدة تعطي لا للحية القديمة، بل لبشير الله، إيماناً لا يخامره شك. أمّا الابن الذي ولدت فقد أقامه الله بكراً بين إخوةٍ كثيرين (روم 8، 29) أي المؤمنين الذين تُسهم العذراء مريم بحبها الوالدي في ولادتهم وتربيتهم.