رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انتزاع القيادات الناضجة: 2 الْجَبَّارَ وَرَجُلَ الْحَرْبِ. الْقَاضِيَ وَالنَّبِيَّ وَالْعَرَّافَ وَالشَّيْخَ. 3 رَئِيسَ الْخَمْسِينَ وَالْمُعْتَبَرَ وَالْمُشِيرَ، وَالْمَاهِرَ بَيْنَ الصُّنَّاعِ، وَالْحَاذِقَ بِالرُّقْيَةِ. 4 وَأَجْعَلُ صُبْيَانًا رُؤَسَاءَ لَهُمْ، وَأَطْفَالًا تَتَسَلَّطُ عَلَيْهِمْ. 5 وَيَظْلِمُ الشَّعْبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَالرَّجُلُ صَاحِبَهُ. يَتَمَرَّدُ الصَّبِيُّ عَلَى الشَّيْخِ، وَالدَّنِيءُ عَلَى الشَّرِيفِ. 6 إِذَا أَمْسَكَ إِنْسَانٌ بِأَخِيهِ فِي بَيْتِ أَبِيهِ قَائِلًا: «لَكَ ثَوْبٌ فَتَكُونُ لَنَا رَئِيسًا، وَهذَا الْخَرَابُ تَحْتَ يَدِكَ» 7 يَرْفَعُ صَوْتَهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلًا: «لاَ أَكُونُ عَاصِبًا وَفِي بَيْتِي لاَ خُبْزَ وَلاَ ثَوْبَ. لاَ تَجْعَلُونِي رَئِيسَ الشَّعْبِ». 8 لأَنَّ أُورُشَلِيمَ عَثَرَتْ، وَيَهُوذَا سَقَطَتْ، لأَنَّ لِسَانَهُمَا وَأَفْعَالَهُمَا ضِدَّ الرَّبِّ لإِغَاظَةِ عَيْنَيْ مَجْدِهِ. 9 نَظَرُ وُجُوهِهِمْ يَشْهَدُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ يُخْبِرُونَ بِخَطِيَّتِهِمْ كَسَدُومَ. لاَ يُخْفُونَهَا. وَيْلٌ لِنُفُوسِهِمْ لأَنَّهُمْ يَصْنَعُونَ لأَنْفُسِهِمْ شَرًّا. 10 قُولُوا لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ! لأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ ثَمَرَ أَفْعَالِهِمْ. 11 وَيْلٌ لِلشِّرِّيرِ. شَرٌّ! لأَنَّ مُجَازَاةَ يَدَيْهِ تُعْمَلُ بِهِ. 12 شَعْبِي ظَالِمُوهُ أَوْلاَدٌ، وَنِسَاءٌ يَتَسَلَّطْنَ عَلَيْهِ. يَا شَعْبِي، مُرْشِدُوكَ مُضِلُّونَ، وَيَبْلَعُونَ طَرِيقَ مَسَالِكِكَ. 13 قَدِ انْتَصَبَ الرَّبُّ لِلْمُخَاصَمَةِ، وَهُوَ قَائِمٌ لِدَيْنُونَةِ الشُّعُوبِ. 14 اَلرَّبُّ يَدْخُلُ فِي الْمُحَاكَمَةِ مَعَ شُيُوخِ شَعْبِهِ وَرُؤَسَائِهِمْ: «وَأَنْتُمْ قَدْ أَكَلْتُمُ الْكَرْمَ. سَلَبُ الْبَائِسِ فِي بُيُوتِكُمْ. 15 مَا لَكُمْ تَسْحَقُونَ شَعْبِي، وَتَطْحَنُونَ وُجُوهَ الْبَائِسِينَ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ». أقام الله لشعبه قيادات ناضجة قادرة على العمل مثل موسى العظيم في الأنبياء وداود الملك البار ودبورة النبية والقاضية إلخ... لكن الشعب انحرف مع قياداته العسكرية والقضائية والمدنية والروحية. اتكلوا على الذراع البشري بقدراته وفكره وظنوا أنهم ينجحون ويتقدمون بالرغم مما حلَّ بهم وبقياداتهم من فساد. لهذا انتزع الله منهم القيادات الناضجة الحكيمة ليتركهم يقيموا لأنفسهم قيادات ضعيفة وعاجزة، فيدركوا حاجتهم إلى العون الإلهي حتى في التمتع بقيادات حيّة وقوية. "(ينزع) الجبار (القدير) ورجل الحرب؛ القاضي والنبي والعرّاف (المتدبر) والشيخ، رئيس الخمسين والمعتبر والمُشير والماهر بين الصناع والحاذق بالرقية (الحاذق في الخطابة)" [2-3]. ربما قصد بانتزاعهم ليس طردهم ولا موتهم وإنما تجريدهم مما وهبهم من قدرات وإمكانيات، فيضعف الجبابرة وينهار رجال الحرب أما العدو ويفقد القضاة الحكمة وتفسد بصيرة الأنبياء الكذبة إلخ... بهذا يجني الشعب ثمرة اتكاله على الذراع البشري، إذ يجد نفسه منهارًا في الداخل والخارج. هذا ما يحل بالإنسان الرافض لعمل الله فيه؛ تُنزع النعمة الإلهية (القدير) عنه؛ ويُحرم من الشركة مع السمائيين (رجال الحرب الروحيين) ليجد نفسه بلا عون إلهي ولا سند سماوي؛ ويفقد مواهب الروح من حكمة (القاضي) وتمييز (النبي)، ولا يستطيع أن يأخذ قرارًا (انتزاع المتدبر والشيخ)؛ ويشعر بالفشل حتى في عمله الزمني (انتزاع الماهر في الصناعة)؛ ويعجز حتى عن الكلام (انتزاع الحاذق في الخطابة). بمعنى آخر يفقد الإنسان حياته وقدراته حتى الطبيعية ليعيش في فراغ داخلي وفساد وفشل بالرغم مما يحمله من مظاهر القوة والحكمة والغنى والنجاح. |
|