مورة: المطر المبكر الذي ينزل في الخريف. وهو ضروري لسقي الزرع في بداية حياته.
يبين المزمور الوسيلة التي ينال بها المؤمنون بركات الله. فيعلن أن هذا يتم عن طريق عبورهم وادي البكاء، وهو أحد الطرق المؤدية لأورشليم، وكان جافًا جدًا؛ حتى أن من يسير فيه كان يتعرض للموت عطشًا. لذلك كانوا يحفرون حوله حفرًا امتلأت بمياه الأمطار؛ لمساعدة السائر في الطريق؛ ليشرب منها. أي أن من يعبر في الطريق إلى أورشليم؛ ليسجد ويعبد الله يحتمل آلامًا ويصلي وتسيل دموعه، ولكن إن ثابر في الطريق فإنه يصير قلبه ينبوع ماء مملوء بركات؛ لأن الله يفيض عليه بنعم كثيرة كما تفيض المياه المبكرة بالأمطار على الزرع، فمن يجاهد ويحتمل الآلام يفيض عليه الروح القدس ببركات كثيرة، مثل أمطار مورة، بل وأكثر منها، فتعطيه البركات عن كل جانب.
إن وادي البكاء هو دموع التوبة التي تصير كينبوع ماء ينبع من قلب التائب، فتحول جفاف قلبه إلى مياه غزيرة، وتمتلئ حياته بالبركات الإلهية. فهو هنا يطوب التائبين ويعدهم بكل بركات الله.