هل الله يلعن؟
يُجيب العلامة أوريجينوس هكذا: [أعتقد أن الله يلعن أي شخص (أو كائن) آخر، إذ نقرأ أن الرب يقول للحيّة: "مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ.. وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ" (تك 3: 14)، ولآدم: "ملعونة الأرض بسببك" (تك 3: 17)، ولقايين: "ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك" (تك 4: 11)، وفي موضع آخر يقول: "ملعون الإنسان الذي يصنع تمثالًا منحوتًا أو مسبوكًا" (تث 27: 15). لا تعتقد أن هذه التعبيرات لا نجدها إلاَّ في العهد القديم فإننا نجد ما يشبهها في الأناجيل. إذ جاء فيها أن الرب يقول للذين عن يساره: "اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبديّة" (مت 25: 41)، وعندما يقول: ويل لكم أيها الكتبة والفريسيين" (مت 23: 29)، "ويل لكم أيها الأغنياء" (لو 6: 24)، ماذا يفعل إلاَّ أن يلقي عليهم اللعنات. إذًا ما هو موقف الوصيّة المُعطاة من الرسول: "باركوا ولا تلعنوا" (رو 12: 14)...؟ عندما يلعن الله إنما عن استحقاقهم للعنة، إنه ينطق بالحكم لأنه لا يخطيء لا في حكمه على طبيعة الخطيّة، ولا على نية الخطاة. لكن الإنسان لا يقدر أن يدخل إلى العمق، لا يقدر أن يرى إرادة غيره أو يدركها. فإننا أن لفظنا باللعنة حسب نظرة الديان الذي يصدر الحكم، نفعل ذلك خارج حقنا إذ نجهل شعور الخاطئ].