رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المجازفة الإلهيّة (لو 1: 26- 33) على ضوء ما قرأناه من سفر صموئيل الثاني وهو بمثابة النداء الرابع بالمجازفة الموجّه لداود والّذي يحمل تلبية لنداء مُجازف من مريم صبيّة الناصرة. هذا النداء هو بمثابة النداء الأخير كتابيًا الّذي يحمله لنا هذا العام زمن المجيء. هذا النداء بالمجازفة يُكلل مسيرتنا الصغيرة من المقالات الثلات السابقين، والّتي بدأناها مع بدء زمن المجيء والّذي حملنا على النداء باليقظة من غفلتنا ثم النداء بالإستقامة من المسارات المتعرجة، والنداء بالفرح بالمقال الأخير. وبهذا المقال الّذي أطلقتنا عليه النداء بالمجازفة الـمُنطلقة وهي تسرد كيف أنّ الكلمة الإلهيّة حملت النداء بالمجازفة لداود الملك سابقًا هي ذاتها الّتي تحمل ذات النداء لمريم أمّ المسيّا أيّ الملك المستقبلي الّذي لا نهاية لملكه. نجد مريم الصبيّة بعد تُلبي نداء الله الـمُجازف أيضًا ليدخل في البشريّة ويتممّ خلاصها. ففي المقطع الإنجيلي بحسب لُوقا (1: 26 – 38) نقرأ بُشارة الملاك لمريم، فهي الصبيّة الّتي تتحلى بروح المجازفة وتستجيب لمجازفة الله ليعيد للبشريّة سلامها وأمانها. بناء على ما قرأناه بحسب صموئيل الثاني 7، يتضح لنا تحقّق الوعد الإلهي ببناء بيت أو خيمة للرّبّ ولكن ليس من الحجر بل من اللحم البشري مثلنا. هذه البُشرى لا ينبغي أنّ نقرأها فقط من خلال الإشارة إلى سلالة داود الّتي ينتمي إليها يسوع، ولكن أيضًا كحدث يظهر فيه عمل الله الحرّ الّذي يقلب الموازين. من خلال "البيت" أو "الخيّمة" فما هي إلّا رمز لمريم الصبيّة الّتي تقبل النداء الإلهي وتلقي بذاتها في قلب المجازفة الإلهيّة. مريم هي الشخص الّذي يتعاون مع الله ليبني بيتًا للبشريّة جمعاء من خلالها كخيمة بشريّة بالحبل البتولي. يتضح هذا من خلال كلمات الملاك القائل:«لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله.فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابناً فسَمِّيهِ يَسوع. سَيكونُ عَظيماً وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية» (لو1: 32- 33). تحقق وعد الله سيتمّ بعد مرور ألفيّة من الأعوام، وهي ما نطلق عليها الألفيّة العُظمى الّتي بدأت مع داود وتكلّلت في تجسد يسوع من نسل داود، فهو الملك المستقبلي للبشريّة. |
|