لازالّ يسوع بحضوره يصرخ في كلًا منا ونحن الّذين نتردد على الكنائس والمعابد الدينية ولكن بسبب مصالح شخصيّة، وهنا يأتي نداء يسوع لنا اليوم قائلاً: «اُنقُضوا هذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام! أَمَّا هو فكانَ يَعْني هَيكَلَ جَسَدِه» (يو 2: 19- 20). وهذا هو معنى الهيكل الجديد الّذي حمله يسوع من خلال عنفه وطرد الباعة من الهيكل. والهيكل هو جسد يسوع الإبن، فالله الآب لا يرغب في مكان اللقاء معنا بقدر أنّ نلتقي به في إبنه فنصير أبناء وهياكل حية مثل يسوع تحمل غنى كلمات يسوع.
مجانيّة يسوع الّذي لا يحتفظ بأبوة الله لذاته، بل ليشاركنا بنوته فيصير أبًا لنا جميعًا ويأتي ليطّهر باطننا بقيامته ويصالحنا بالله الآب ونجعل من ذواتنا هياكل تقبل مجانيّة الحب الأبديّ الّذي بدأ في كلماته العشر ووصل إلى ذروته في يسوع الكلمة الحيّة.