![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تكلّلت الآلام بالصلب والإنجيليون الأربعة: متى ومرقس ولوقا ويوحنا يتحدثون عن صلب يسوع المسيح. الأول يقول: وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا، إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ… إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ. أمّا الثاني فيكتب: وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا مَاذَا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ. وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ… وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. أمّا لوقا البشير فيرسم صورة الصلب بريشة رائعة ويقول لنا، بينما كان اليهود يلجّون بأصوات عظيمة طالبين أن يُصلَب، مضوا به إلى الموضع الذي يدعى الجمجمة، صلبوه هناك مع المذنبين واحداً عن يمينهِ والآخر عن يساره. وأخيراً يتحدّث يوحنا الرّائي عن الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة ويُقال له بالعبرانية الجلجثة: حَيْثُ صَلَبُوهُ وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ. وَكَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَاناً وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. إذاً صفحة الآلام تلاها الصلب الذي شهد له الإنجيليون الأربعة، وكتبوا عنه رغم أن بيلاطس بذل قصارى جهده في سبيل إقناع الجمهور بعدم صلبه، ولكن جمهور اليهود منعوا الوالي عن التحلّي بضميره الطاهر والعمل بموجب إنسانيته، وكرّروا صراخهم: اصلبه، اصلبه، دمه علينا وعلى أولادنا. ولا نستغرب أن يكون وقتئذٍ بين من كان يصرخ مع الجمهور: اصلبه اصلبه، كان أيضاً يصرخ مع الجموع يوم الأحد ليسوع مع أطفال أورشليم: أوشعنا لابن داود. والمسيحيون يؤمنون بأن الرب يسوع فعلاً وحقيقةً هو الذي رُفِعَ على الصليب، كما أنه هو هو الذي تحمّل كل الآلام والإهانات من قِبل رؤساءِ الكهنة. وعملية الصلب كانت عادة فينيقية الأصل أدخلها الإسكندر الكبير إلى بلاد اليهود، لكنّهم لم يمارسوها إلاّ نادراً حتى أنّه يُروى أن هيرودس الكبير مع كل إجراءاته الوحشية أبَى استعمالها، أمّا الرومان فعاقبوا بها المحتقرين فقط كالأجانب والعبيد، أمّا نحن في المسيحية فقد تبعنا قسطنطين الكبير الذي ألغى هذا النوع من العقوبات. |
![]() |
|