رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
1 وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ، كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. 2 وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ، كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ، وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، 3 وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ، وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4 وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا. 5 وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. 6 فَلَمَّا صَارَ هَذَا الصَّوْتُ اجْتَمَعَ الْجُمْهُورُ، وَتَحَيَّرُوا، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَتِهِ. 7 فَبُهِتَ الْجَمِيعُ وَتَعَجَّبُوا، قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَتُرَى لَيْسَ جَمِيعُ هَؤُلاَءِ الْمُتَكَلِّمِينَ جَلِيلِيِّينَ؟ 8 فَكَيْفَ نَسْمَعُ نَحْنُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لُغَتَهُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا: 9 فَرْتِيُّونَ وَمَادِيُّونَ وَعِيلاَمِيُّونَ وَالسَّاكِنُونَ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ وَالْيَهُودِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَبُنْتُسَ وَأَسِيَّا 10 وَفَرِيجِيَّةَ وَبَمْفِيلِيَّةَ وَمِصْرَ وَنَوَاحِىَ لِيبِيَّةَ الَّتِي نَحْوَ الْقَيْرَوَانِ وَالرُّومَانِيُّونَ الْمُسْتَوْطِنُونَ يَهُودٌ وَدُخَلاَءُ 11 كِرِيتِيُّونَ وَعَرَبٌ، نَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا بِعَظَائِمِ اللهِ؟» 12 فَتَحَيَّرَ الْجَمِيعُ وَارْتَابُوا، قَائلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟» 13 وَكَانَ آخَرُونَ يَسْتَهْزِئُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّهُمْ قَدِ امْتَلأُوا سُلاَفَةً.» ع1: كان عيد الخمسين هو أحد الأعياد الثلاثة الكبرى عند اليهود، وهي الفصح والخمسين والمظال، الذي يلزم أن يحضر فيه جميع الذكور في أورشليم عند الهيكل. وكان يأتي بعد خمسين يومًا من ثاني أيام عيد الفصح ويسمى عيد الجمع أو الحصاد، فيقدم فيه كل يهودي باكورة حصاده، وكان يأتي يوم أحد. وكان المائة والعشرون المجتمعون في العلية مستمرين في الصلاة حتى هذا اليوم بقلب واحد. ع2: صار في بيت مارمرقس صوت مثل صوت الريح، لكن آتيًا من فوق وليس من الأفق البعيد كما اعتدنا أن نسمع الريح (قارن يو 3: 8)، وكان هذا الصوت لتنبيه الناس لما يحدث في العلية. ع3: ظهر ما يشبه نار تشكلت إلى ألسنة منقسمة، وكانت طائرة في الهواء ثم استقرت على رأس كل واحد من المجتمعين في العلية إشارة إلى ما سيمنحه الله لهم من ألسنة نارية في الكرازة، لأن النار ترمز للتطهير والقوة. ع4: عندما استقرت الألسنة على كل واحد منهم، امتلأ الجميع من عمل الروح القدس، وإظهارًا لذلك تكلم كل منهم بلغة لم يكن يعرفها حسب الوعد الإلهي (مر16: 17). وهكذا ظهرت ثلاث معجزات هى، صوت الريح والألسنة النارية والتكلم بلغات غريبة، لإعلان حلول الروح القدس وتأسيس الكنيسة. ع5: حضر اليهود من بلاد العالم المختلفة وسكنوا في أورشليم لحضور عيد الخمسين. وكانوا من الأتقياء المهتمين بالعبادة بدليل احتمالهم مشاق السفر وتكاليفه. ع6-8: هذا الصوت: أي صوت الريح، فاجتمع اليهود وانتشر الخبر وتجمعت اعداد كبيرة حول البيت. يبدو أن المجتمعين خرجوا من العلية وسط الجماهير المحتشدة وتكلم كل منهم بلغة غريبة عن اللغة السائدة بين اليهود وهي الآرامية، فتجمع حوله العارفون بهذه اللغة الجديدة وكانوا في حيرة شديدة، كيف يستطيع أناس ضعفاء في تعليمهم وثقافتهم أن يجيدوا هذه اللغات الأجنبية الكثيرة، خاصة وأن أصلهم جميعًا من الجليل، ولم يذهبوا إلى بلاد العالم الأخرى ذات اللغات الأجنبية. والسامعون أجادوا هذه اللغات نتيجة نشأتهم فيها منذ طفولتهم، ولكن الغريب أن يعرفها فجأة هؤلاء الجليليين. ع9-11: يظهر القديس لوقا عظمة المعجزة بكثرة اللغات التي تكلموا بها، فذكر بلاد العالم المختلفة التي أتى منها اليهود وكل واحد له لغته الخاصة، ورتب البلاد من شرق آسيا إلى غربها ثم أوروبا وبعد ذلك أفريقيا ثم عاد إلى آسيا ثانية. فرتيون وماديون وعيلاميون: وهم يسكنون بجوار إيران. ما بين النهرين: أي ما بين نهرى دجلة والفرات وهي العراق. اليهودية: وهي القسم الجنوبى من مملكة اليهود ويمثلون أكبر عدد من المجتمعين، وكانت لغتهم تختلف في طريقة نطقها إلى حد ما عن لغة أهل الجليل. كبدوكية وبنتس وآسيا وفريجية وبمفيلية: هي بلاد نواحى تركيا الحالية. مصر: وهي مصر الحالية وكانت تتكلم في هذا الوقت باللغة القبطية. ليبيا والقيروان: وهي ليبيا الحالية وقيروان مدينة فيها، وتقع في شمال أفريقيا وغرب مصر. الرومانيون المستوطنون: أي يهود استوطنوا في إيطاليا ولغتهم هي اللاتينية. يهود ودخلاء: أي يهود يعيشون في بلاد أخرى غير اليهودية، أو أمميون انضموا إلى الديانة اليهودية فيسموا دخلاء. سواء هذا أو ذاك فقد حضروا من بلاد العالم وكل واحد له لغته. كريتيون: وهم سكان جزيرة كريت. عرب: ويعيشون في شبة الجزيرة العربية. عظائم الله: كان الذين حل عليهم الروح القدس يتكلمون عن المسيح وفدائه وقيامته وخلاصه المقدس للعالم كله. ع12: تعجب السامعون بهذه اللغات وتحيروا في معرفة سبب هذه المعجزة هل هي من الله أم بأى سبب آخر؟ ع13: هنا بدأ اليهود الأصليون، الذين لا يعرفون هذه اللغات، يسخرون وظنوا أن الرسل والمؤمنين قد شربوا خمرًا جيدًا وهى السلافة. |
|