|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح نور العالم (ع 12-20): 12 ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ». 13 فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ. شَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقًّا». 14 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌ، لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ آتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. 15 أَنْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ تَدِينُونَ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ أَدِينُ أَحَدًا. 16 وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌ، لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 17 وَأَيْضًا فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌ: 18 أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي». 19 فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلاَ أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا». 20 هذَا الْكَلاَمُ قَالَهُ يَسُوعُ فِي الْخِزَانَةِ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ. وَلَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ، لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ. مقدمة: حتى لا نفقد تتابع الأحداث، فإن الحديث هنا لا زال مرتبطا بنهاية عيد المظال. ففى اليوم الأخير للعيد، استخدم المسيح طقس الماء، وعبّر عن نفسه بأنه هو الماء الحي ومصدره. وعرض القديس يوحنا بعض الأحداث العرضية، مثل: انقسام اليهود، محاولة القبض على يسوع، ثم المرأة الخاطئة والحديث القادم في ثاني يوم بعد انتهاء عيد المظال، ولا زال العيد ماثلا وراسخا في أذهان مستمعى تعليم السيد، فأخذ مثلا جديدا من طقوس العيد، واستكمل حديثه. ع12: أيضًا يربط السيد هنا كلامه بما سبق وقاله، أنه الماء الحي (يو 7: 38). فكما نادى عن نفسه حينذاك، ينادى اليوم، مقدما نفسه كنور العالم، مستخدما أيضًا أحد طقوس ورموز العيد، وهو طقس النور. فكان في الهيكل - الرواق الخارجي - أربعة أعمدة عالية جدا، وكل عمود يحمل أربعة فتائل تضاء في عيد المظال، فتعطى نورا عظيما. وكان هذا الطقس يرمز إلى الله، نور العالم، وإلى تذكار عمود النور الذي أرسله الله في البرية لقيادة شعبه ليلا في برية سيناء. فينادى المسيح مرة أخرى معلنا نفسه: "أنا هو نور العالم".. لاحظ أيها القارئ العزيز، أنه عندما كان الكلام عن المن، قدم المسيح نفسه على أنه: الخبز الحقيقي، وخبز الحياة، والخبز الحي (ص 6: 32 و35 و48 و51). والآن، الحديث عن نور العيد، فيقدم نفسه كنور حقيقي للعالم. وكأن المسيح يقول أن كل رموز الماضى الباهتة، قد صارت اليوم حقيقة لامعة في ابن الإنسان بتجسده الذي تمت فيه كل الرموز. ولنلاحظ بعض المعاني الروحية في هذه الكلمات: (1) بكونه نور العالم: صار كل ما عداه أو خارجه ظلاما. (2) بكونه نور العالم: صار مصدر الإرشاد الوحيد للنفس التائهة في الخطايا. (3) بكونه نور العالم: منح أولاده أن يكون لهم نور حياة بداخلهم يميزوا به الأشياء، يعكس نوره لكل من حولهم. (4) مع أنه نور العالم: ترك للإنسان الحرية في أن يتبعه أو لا يتبعه بإرادته. ع13: استند الفريسيون إلى أن شريعة موسى تطلب شاهدين لإثبات الدعوى، ولا تقبل شهادة الإنسان عن نفسه. وبهذا، عللوا رفضهم لقبول فكر المسيح، وقوله بأنه نور العالم. ع14: في (ص 5: 31)، يقول المسيح: "إن كنت أشهد لنفسى فشهادتى ليست حق.. الذي يشهد لى هو آخر.." قاصدا شهادة الآب للابن. أما هنا، وقد قربت أيام تجسد المسيح، ولم يبق إلا زمنا يسيرا، بدأ يعلن عن نفسه بقوة ووضوح، ويوضح أن شهادته لنفسه هي حق، لأنه هو نفسه الحق، وليس للظلمة أن تحكم على النور، فلقد سبق وشهد المعمدان لى، كذلك الآب يشهد لى، وأيضا أعمالى. أما الآن، فأنا أشهد لنفسى، وشهادتى حق، ولن تقبلوها أو تفهموها، لأنكم لا تدركون سر التجسد، فلا تعلمون من أين أتيت، ولا تعلمون إلى أين أذهب بعد ذلك، قاصدا وجوده الأزلي في حضن الآب، ثم صعوده للسماء. ع15: "أنتم حسب الجسد تدينون": لها معنيان: المعنى الأول: إنكم تدينون حسب أهوائكم الجسدية وميولكم. وذلك لأنهم أدانوا المسيح، واعتبروه كاذبا، عندما قالوا لا نقبل شهادتك. المعنى الثاني: إنهم يحكموا بحسب رؤيتهم الجسدية لشخص المسيح، ومعرفة نسبه ووطنه الأرضى. وهي رؤية قاصرة بحسب الظاهر، تخلو من البصيرة الروحية التي تدرك حقيقة جوهر المسيح الإلهي. "أما أنا فلست أدين أحدا": وذلك لأنه لم يأت ليدين العالم، بل ليخلصه (ص3: 17)؛ وقد دلل المسيح على ذلك أيضًا بعدم إدانته للمرأة الزانية التي قدموها إليه. ع16: أي وإن كنت لا أدين الآن، فإن المهمة الحالية هي تقديم الخلاص، لكن الدينونة من صفاتى اللاهوتية. ودينونته حق، لأنه هو الحق. ويعود ثانية السيد المسيح لربط نفسه بالآب في وحدانية اللاهوت، فالدينونة هي حق الله، وقد أعطاها الآب للابن (ص5: 22) الذي سيدين كل من لا يقبل عمل خلاصه، أو يرفض وصيته ولا يعمل بها. ع17-18: يقدم المسيح للفريسيين الرد على اعتراضهم عن عدم قبول شهادته في (ع13) بأنه، وإن كانت شهادته لنفسه حقًا، إلا أن هناك من يشهد ويؤكد ذلك، وهو الآب السماوي الذي أرسله، وبذله خلاصًا للعالم (تث 17: 6). ع19: سأل اليهود بخبث لإيقاع المسيح، فعندما تكلم عن أبيه السماوي في (ص5: 18)، طلبوا أن يقتلوه. وهنا أيضًا أرادوا اصطياده بكلمة، ولكن المسيح لم يجبهم بما سألوا، بل أظهر أن سبب عدم معرفتهم للآب جهلهم لشخصه، إذ هو الصورة المنظورة للآب غير المنظور؛ ولنراجع قولا للمسيح في مكان آخر: "لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالا لم يعملها أحد غيرى لم تكن لهم خطية، وأما الآن فقد رأوا وأبغضونى أنا وأبى" (يو 15: 24 و25). ع20: الخزانة أحد الأماكن في الهيكل في رواق النساء. واستخدم السيد هذا المكان، لأنه كان أكثر الأماكن ازدحاما بالناس، لسبب تقديم النذور وما شابه. وبالرغم من شدة كلام المسيح مع اليهود، فلم يستطع أحد القبض عليه، لأنه وحده المحدد لساعته، وليس بحسب رأي أو مشورة إنسان. |
|