منذ ألفي سنة وبولس الرسول يُلاحَق. ففي أعمال الرسل نرى اليهود يلاحقونه من مدينة إلى مدينة ويحرِّضون الناس عليه، وفي النهاية اعتبروه خائنًا لشعبه ولدينه. والكتب عديدة في أيّامنا عن دور شاول - بولس الذي حوَّر المسيحيَّة بحيث أضعنا وجه يسوع الحقيقيّ، فقال بعضهم: ما العلاقة بين يسوع ابن الجليل وبولس ابن طرسوس الذي لا حدود لأسفاره؟ ورسالة بطرس الثانية تعلن أنَّ في ما كتبَه بولس أمورًا صعبة الفهم يحرِّفها الجهّال وغير الراسخين في الحقّ (2 بط 3: 16). ومع ذلك أعلنت الكنيسة الكاثوليكيَّة بفم قداسة البابا بنديكتس السادس عشر هذه السنة (2008-2009) سنة بولسيَّة. وفي اجتماع بيبليّ في دار السلام بتنزانيا، تنادت الرابطة الكتابيَّة العالميَّة لكي ينفتح الباب واسعًا للمؤمنين بحيث يتعرَّفون إلى هذا المفكِّر السامي الذي طبع بطابعه العهد الجديد كلَّه. ونحن في هذا الشرق، كيف نقرأ القدّيس بولس اليوم، وكيف نفهم هذا الفكر العبقريّ الذي أخرج المسيحيَّة من قوقعتها في القدس الحاليَّة، في أورشليم، فأرادها ديانة عالميَّة لا تترك إنسانًا لامباليًا أمام كتاباته.