منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 03 - 2024, 02:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

كان أوريجان معجبًا إعجابًا كبيرًا ببولس الرسول



سلطة الرسول

كان أوريجان معجبًا إعجابًا كبيرًا ببولس الرسول، فرأى فيه »شاهدًا مميَّزًا«، كما قدَّمه على أنَّه »المقتدي بالمسيح« (1 كو 11: 1)، و»أعظم الرسل«(5). تحدَّث عن بولس أنَّه من شعب إسرائيل، وأنَّه صورة معبِّرة، باهتدائه، عن العبور من الشريعة القديمة إلى الشريعة الجديدة. واهتدى بولسُ إلى المسيح فصار »رسولَ الأمم«. وأخيرًا، عرف بولس أعمق الأسرار فصار »معلِّم« العقيدة، وفي الوقت عينه المثالَ الذي نتبعه في الحياة المسيحيَّة.

واللافت في جواب أوريجان على هجوم الفيلسوف قلسوس (الذي جعل »أحاجيَ« كريمة في الديانة اليهوديَّة، تجاه شروح يعطيها المسيحيّون بالنسبة إلى يسوع)، هو أنَّه يقدِّم وجه بولس، ويورد مقطعًا من الرسالة الأولى إلى كورنتوس: »لكنَّنا نتكلَّم بحكمةٍ بين الكاملين، ولكن لا بحكمة هذا الدهر... نتكلَّم بحكمة الله في سرِّ الحكمة المكتومة، التي سبق الله فعيَّنها قبل الدهور لمجدنا« (2: 6-8). وإذ أكَّد قلسوس أنَّ بولس لم يمتلك ذرَّة من الحكمة، أجاب أوريجان خصمه: »ابدأ وتفحَّص رسائل هذا الكاتب، وتنبَّه إلى معنى العبارات، الموجودة مثلاً في الرسالة إلى الأفسسيِّين، والكولوسيِّين، والتسالونيكيِّين، والفيلبِّيِّين والرومانيِّين...«. ويختم أوريجان كلامه فيقول: لو أنَّ قلسوس »أخذ بقراءة متنبِّهة، فأنا متأكِّد أنَّه يُعجَب بفكر هذا الرجل الذي يقدِّم نظرات رفيعة في لغة بسيطة. أو، إن هو رفض أن يُعجَب، غطَّى نفسه بالهزء، سواء عرضَ في أيِّ معنى فهم الكاتب، أو حاول أن يردَّ عليه أو يعترض ويحسب أنَّه فهم«(6).

هذا لا يعني أنَّ بولس لم يَنمُ في الحياة المسيحيَّة بعد أن اهتدى إلى المسيح، بل إنَّ المقابلة بين الرسائل أوحت إلى أوريجان فكرةً تبيِّنُ التطوُّرَ في مسيرة الرسول. فحين دوَّن الرسالة الأولى إلى كورنتوس، أعلن أنَّه يُخضِع جسده ويَقمعه لئلاَّ يكون مرفوضًا (9: 17). في الرسالة إلى فيلبِّي، أقرَّ أنَّه لم يبلُغْ بعدُ الهدف الذي يتوق إليه (فل 3: 12). تطوَّر تطوُّرًا بحيث لا يستطيع بعده السقوط. في هذا المعنى قال: »نحن الكاملين« (آ15). ويواصل أوريجان: ولكنَّ الرسول أعلن أنَّه لم يُدرك بعدُ »وفرة الفضائل«. وبيَّن أنَّه »أكثر كمالاً« حين كتب الرسالة الثانية إلى كورنتوس (4: 10). »ففيه الذي يحمل في كلِّ مكان وفي كلِّ زمان ميتة يسوع في جسده، ما كان (الجسم) البشريّ (أي: اللحم والدم) يشتهي أبدًا ضدَّ »الروح، بل كان خاضعًا له لأنَّه ماضٍ إلى الموت على مثال موت المسيح«. فيبدو إذًا أنَّ تطوُّرًا حصل. وبالنسبة إلى أوريجان، تجاوز الرسولُ عتبةً جديدة مع الرسالة إلى أهل رومة، حيث كتب: لا شيء يفصله عن محبَّة المسيح (8: 39).

ومسيرةُ بولس هي تلك التي ينبغي على المؤمنين أن يحاولوا الاقتداء بها. رأى الغنوصيِّون أنَّ هناك فصلاً نهائيٌّا بين البشر (فالنفوس الدنيا لا تقدر أن ترتقي نحو حالات »الكمّال«)، أمّا أوريجان فعارضهم واعتبر بقوَّة أنَّ الجميع أُعطي لهم لكي يتطوَّروا على مستوى وجودهم الخلقيِّ والروحيّ، بقدر المواهب التي نالوها وبقدر قبول حرِّيَّتهم. فبولس، الشاهد للإنجيل، هو منذ الآن مثال يُحتذى من أجل حياة تتوافق مع المسيح. لهذا يطبِّق أوريجان على المسيحيِّ ما يقوله بولس عن خبرته الخاصَّة، ولاسيَّما حين يشير الرسول إلى ذروة الكمال. إنَّه يدلُّ بذلك على المثال الذي يُدعى كلُّ واحد إليه ونقرأ كيف يفسِّر رو 8: 35:

من يقدر أن يفصلنا عن هذا الحبِّ؟ إن أتت المحنة نقول لله: »في المحن وسَّعتَ لي«. إذا أحسسنا أنَّنا في ضيق، في العالم، بسبب حاجات الجسد، نبحث عن وسع حكمة الله وعلمه، حيث لا يستطيع العالم أن يضيِّق علينا. لأنِّي أعود إلى الحقول الرحبة جدٌّا، حقول الأسفار المقدَّسة أطلبُ الفهم الروحيَّ لكلام الله، وفيه من ضيق يضيق عليَّ... إذا قضيتُ حياتي كلَّها في الاضطهادات والمخاطر، أقول: »إنَّ آلام الزمن الحاضر لا تُقاس مع المجد المُقبل الذي ينكشف لنا«. قصيرٌ ومحصور هو زمنُ هذه الحياة التي نقضيها في الاضطهادات. ولكنَّه أبديٌّ ودائم ذاك الذي ننتظره في المجد. لهذا يقول بولس: »في كلِّ هذا نحن منتصرون«، لا بواسطة فضيلتنا، بل »بواسطة ذاك الذي أحبَّنا«.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أوريجان معلِّم الإسكندريَّة وبولس الرسول
نعلم ما الذي جعل “العبد الهارب” يتصل ببولس الرسول
إن مريم التي تعبت كثيرًا من أجل الرسول بولس
توأم مختلف اللون يثير إعجابًا واسعًا
فاروق حسني كنت معجبًا بأداء حبيب العادلي.. وهذا خطأه


الساعة الآن 03:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024