منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 03 - 2024, 08:10 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,258,113

بولس خبير إحصاء






بولس خبير إحصاء

حين اهتدى بولس على طريق دمشق، انتقل من حال إلى حال، من الشريعة إلى الإيمان، من الخطيئة إلى النعمة، من عصيان الله إلى برارة يحاول الإنسان أن يحصل عليها بأعماله الصالحة. وها هو يعود إلى الوراء، إلى ما عرفه في حياة المدن الرومانيَّة وهو ابن طرسوس (في تركيّا) المدينة الجامعيَّة، وإلى ما عرفه في العالم اليهوديّ مع الرياء »والكذب« في ما يخصُّ عالم الشريعة: يقولون ولا يفعلون. وهكذا صار خبير إحصاء. أجل، لا يستطيع أحدٌ أن يرضى بالحالة التي يعيشها: هل يرضى الوثنيّ في رومة أن يأخذ بالمبدأ المعروف: »لنأكل ونشرب لأنّا غدًا نموت«؟ وبالتالي نعيشُ، يهدِّدنا غضبُ الله المعلَن من السماء الآتي »على كُفر الناس وظلمهم« (رو 1: 18). وهل يرضى اليهوديّ أن يدين الخاطئين ويعمل مثلهم؟ أو يظنُّ مثل هذا الإنسان »أنَّه ينجو من قضاء الله؟« (رو 2: 3).

وإذ نعود إلى القرن الأوَّل المسيحيّ الذي حكم فيه بولس على البشريَّة كلِّها، وفيها اليهوديّ واليونانيّ، هل نحسب أنَّ الأمور بعيدة عنّا؟ كلا ثمَّ كلاّ. فالعالم الوثنيّ ما زال حيٌّا فينا. يشدِّد بولس على »الدعارة التي بها يهينون أجسادهم« (رو 1: 24). أتُرى زالت من محيطنا؟ بل هم شرَّعوها وأقتنوا لها أماكن خاصَّة، يذهب إليها أولئك الذين تقودهم »شهوات نفوسهم« (1: 14). وتحدَّث الرسول عن الزنى الذي يعارض الطبيعة، وننسى اليوم أنَّ القانون المدنيّ في بلدان أوروبّا سمح بزواج الرجل من الرجل. ومثل هؤلاء المتزوِّجين بدأوا يطالبون بحقوقهم. ولا نقول شيئًا عن علاقة الإنسان بحيوانات لها موضعها المهمّ في البيت مع أموال يعرضونها على الكلاب والقطط وغيرها.

وتابع الرسول رسم اللوحة المعتَّمة عن مدينة رومة وغيرها من المدن، حيث الناس »أتوا كلَّ منكر، فمُلئوا من أنواع الخبث والطمع والشرّ، مُلئوا من الحسد والتقتيل والخصام والمكر والفساد« (آ29). ويتواصل الكلام عن مثل هذا المجتمع: »مغتابون، نمّامون، أعداء الله، شتّامون متكبِّرون صلفون، متفنِّنون بالشرّ، عاقّون لوالديهم، لا بصيرة لهم ولا وفاء ولا ودّ ولا رحمة« (آ30).

ننظر إلى حولنا. هذا هو العالم. لهذا قال لنا الربّ: »أنتم في العالم ولكنَّكم لستُم من العالم«. فلا تتبعوا شهواته. وقال الربُّ في صلاته الأخيرة قبل ذهابه إلى الآلام والصلب: »لا أطلب منك أن تخرجهم من العالم، بل أن تحفظهم من الشرّير« (يو 17: 15). الخطر ما زال يُحدق بالمسيحيّين في رومة، كما يحدق بنا، فهل نرتبط بالعالم مع أنَّ يوحنّا قال لنا في رسالته الأولى: »لا تحبُّوا العالم وما في العالم. من أحبّ العالم فليست محبَّة الله فيه، لأنَّ كلّ ما في العالم من شهوة الجسد وشهوة العين وكبرياء الغنى ليس من الآب بل من العالم. العالم يزول ومعه شهواته، أمّا من يعمل بمشيئة الله فإنَّه يبقى مدى الأبد« (1 يو 2: 15-17).

عمليَّة إحصائيَّة أولى تصيبنا نحن أيضًا. والعمليَّة الإحصائيَّة الثانية تصيب الذين يؤمنون بالله الواحد. هم يعتبرون أنَّهم يتميَّزون عن »الوثنيّين« الذين لهم »أصنام« يتعبَّدون لها، وكأنَّ المؤمن لا أصنام له. أعطانا الربُّ صنمًا أوَّل نفضِّله عليه: المال، كم من الناس يعبدون المال على حساب الله! ونقول نحن المؤمنين: حرام على هؤلاء الذين لا يؤمنون إيماننا: لا رجاء لهم ولا إله في هذا العالم (أف 2: 12). وهل نعرف طرق الله كلَّها لكي نحكم على الناس ونحسب الآخرين زؤانًا ونحن حنطة؟

إلى اليهود بيَّن يسوع أنَّ الختانة جرحٌ خارجيّ في الجسد. لا بأس. هي علامة تدلُّ على انتماء إلى الله. ولكن إذا كنّا لا نعيش بحسب هذا الانتماء، ماذا تنفع الختانة؟ صارت في أيّامنا »عمليَّة جراحيَّة« لا بُعدَ دينيٌّا لها. وكان بولس قاسيًا لهؤلاء: »إذا كنتَ أنت تُدعى يهوديٌّا وتعتمد على الشريعة وتفتخر بالله وتعرف مشيئته وتميِّز ما هو الأفضل بفضل تلقينك الشريعة، وتوقن أنَّك قائد للعميان ومنوِّر للذين في الظلام ومؤدِّب الجهّال ومعلِّم للسذّج لأنَّ لك في الشريعة أصول المعرفة... أفتعلِّم الغير ولا تعلِّم نفسك؟« (رو 2: 17-21).

انظروا التكبُّر: أنا مؤمن والآخرون غير مؤمنين. أنا أعرف الشريعة والآخرون هم بلا شريعة. هكذا كان يتصرَّف اليهوديّ المتزمِّت مع غير اليهود. لا يسلِّم على الوثنيّ، لا يأكل معه، يبيعه ما لا يقدر هو أن يأكله بسبب المحرَّمات المعروفة. ويعطيه دَينًا بالربى الفاحش، وهكذا يعلِّمه أن يسرق مع أنَّه وعظه »بالامتناع عن السرقة« (آ21). وكثيرون يريدون أن يتمثّلوا بمثل هؤلاء »المؤمنين« ونحن نؤخذ بهم. قال الربّ: »من ثمارهم تعرفونهم«. وخصوصًا نحن نريد أن نزيل القشَّة من عين أخينا، الذي يكون من فئة مختلفة أو من دين مختلف، وننسى الخشبة في عيننا.

والنتيجة: اليهود وغير اليهود هم خطأة. المسيحيّون وغير المسيحيّين هم خطأة. المؤمنون في ديانة من الديانات واللامؤمنون خطأة. ومن رفض مثل هذا القول شابه الفرّيسيّ في المثل الإنجيليّ: »أشكرك يا ربّ، لست مثل سائر الناس الطامعين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشّار« (لو 18: 11). أنا أصوم، أدفع العشر وأزكّي أموالي، أمضي إلى الصلاة. وماذا قال فيه الربّ: »ما كان مقبولاً لدى الله« (آ14). يا ليته لم يذهب إلى الهيكل. ونحن أيضًا نُرفَض حين نَرفع مثل هذه الصلاة.

والنتيجة الثانية: نحتاج كلُّنا إلى الخلاص بيسوع المسيح. »ولهذا نلنا البرَّ (أو الطهارة والقداسة) مجّانًا بنعمة الله، ويعود الفضل إلى الفداء الذي قام به يسوع المسيح، وجعله الله كفّارة (هو كفَّر عن خطايانا) في دمه بالإيمان ليظهر ما هو برُّه« (رو 3: 24-25) ذاك هو مشروع الله: أن يحمل الخلاص للبشر كلِّهم. وكيف نتجاوب مع هذا الخلاص؟ ألأنَّنا نلنا الختان، تطهَّرنا؟ ألأنَّنا اعتمدنا في هذه الكنيسة أو تلك؟ ألأنَّ عاداتنا غير عادات الآخرين؟ كلُّ هذه أمورٌ خارجيَّة، فيصبح الختان لاختانًا، لأنَّنا نكذب على الله، والعماد كأنَّه لاعماد لأنَّنا لا نمارس ما وعدنا به حين اعتمدنا. فيهدِّدنا الرسول: »بقساوتك وقلَّة توبتك تدَّخر غضبًا ليوم الغضب« (رو 2: 5)، أي ليوم الدين. حينئذٍ قد نسمع صوت الربّ: »لا أعرفكم. ابتعدوا عنّي يا أشرار« (مت 7: 23). وينهي الرسول كلامه: »الشدَّة والضيق لكلِّ من يعمل الشرّ، اليهوديّ أوَّلاً ثمَّ اليونانيّ. والمجد والكرامة والسلام لكلِّ من يعمل الخير، اليهوديّ أوَّلاً ثمَّ اليونانيّ، لأنَّ الله لا يحابي أحدًا« (رو 2: 9-11). هو الله العادل، لا يحرِّف حكمه، بل يجازي كلَّ واحد بحسب أعماله.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لفهمه لا إحصاء
إحصاء أيَّامنا
إحصاء جثث الأفيال
إحصاء أيّامنا
عد | تعداد | إحصاء | اكتتاب


الساعة الآن 08:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024