|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذ تمتعوا بعمل القيامة فيهم فنالوا الإيمان الحي، وتمتعوا بتغيير القلب لممارسة الحياة الفاضلة في الرب صارت لهم الوصية أن يكرزوا في العالم كله وللخليقة كلها. فالقيامة تنزع عن الكارز انغلاق القلب أو ضيقه وترفعه فوق كل تعصب. يرى في نفسه أنه كسائر البشر قد سقط تحت ثقل الموت وقام دون فضل من جانبه، لذا يود أن يقوم العالم كله وينعم بالحياة الجديدة المجانية. لذلك فالأسقف أو الكاهن في عيني القديس يوحنا الذهبي الفم قد [أؤتمن على العالم كله وصار أبًا لجميع الناس.] لقد بدأ الإنجيلي هذا السفر بالصوت الصارخ في البرية، ويختمه بدعوة للرب للكرازة في العالم كله كصوت يدوي في البرية. يقول البابا غريغوريوس (الكبير): [يمكن أن تفهم "كل الخليقة" بمعنى "كل الأمم"]، كما يقدم لنا لهذا التعبير تفسيرًا رمزيًا بأن "كل الخليقة" تعني الإنسان بكليته، فهو يشترك في جوانب معينة مع الحجارة والجمادات التي لا تحيا ولا تحس، وفي جانب آخر مع النباتات التي تعيش ولا تحس، وفي جانب ثالث مع الحيوانات التي تحيا وتحس لكن بلا تعقل، وفي جانب أخير مع الملائكة العاقلين... فالكرازة للإنسان هي كرازة لكل الخليقة فيه بتقديسه تقديسًا كاملًا. |
|