رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإيمان الحي قاد عزرا الكاتب حملة لرجوع المسبيين من بابل إلى أورشليم، وتوقف عزرا عند نهر قرب مدينة أهوا، ونادى هناك بصوم للشعب، لكي يطلبوا معونة الله وحفظه لهم في الطريق، كقوله: "وَنَادَيْتُ هُنَاكَ بِصَوْمٍ عَلَى نَهْرِ أَهْوَا لِكَيْ نَتَذَلَّلَ أَمَامَ إِلهِنَا لِنَطْلُبَ مِنْهُ طَرِيقًا مُسْتَقِيمَةً لَنَا وَلأَطْفَالِنَا وَلِكُلِّ مَالِنَا. لأَنِّي خَجِلْتُ مِنْ أَنْ أَطْلُبَ مِنَ الْمَلِكِ جَيْشًا وَفُرْسَانًا لِيُنْجِدُونَا عَلَى الْعَدُوِّ فِي الطَّرِيقِ، لأَنَّنَا كَلَّمْنَا الْمَلِكَ قَائِلِينَ: إِنَّ يَدَ إِلهِنَا عَلَى كُلِّ طَالِبِيهِ لِلْخَيْرِ، وَصَوْلَتَهُ وَغَضَبَهُ عَلَى كُلِّ مَنْ يَتْرُكُهُ" (عز 8: 21- 22). خجل عزرا أن يطلب من الملك معونة عسكرية، لحفظه هو والشعب الذي معه. لأنه كان قد سبق وكلم الملك عن إيمانه بحفظ الله لهم، ولهذا قرر عزرا الاتكال على الله، ونادى بالصوم والصلاة. وكان هذا إثبات وشهادة لإيمانه الحي بالله، لأن الإيمان الحي لا بد أن يثمر عملًا يعبر عنه، كقول الكتاب: "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ" (يع2: 26). إن الإيمان الحي يدفع صاحبه للصلاة بثقة في استجابة الله، لأنه يثق في قدرة الله وحبه له، وهو لا يتوقف عند الطلب فقط، لكنه يدفعه أيضًا للطاعة والعمل بحسب الإيمان. لم يكتف عزرا الكاهن بالصلاة والصوم فقط، لكنه تشدد، وقاد الشعب في الطريق الخطر إلى أورشليم، كقوله: "ثُمَّ رَحَلْنَا مِنْ نَهْرِ أَهْوَا فِي الثَّانِي عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ لِنَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَكَانَتْ يَدُ إِلهِنَا عَلَيْنَا، فَأَنْقَذَنَا مِنْ يَدِ الْعَدُوِّ وَالْكَامِنِ عَلَى الطَّرِيقِ" (عز 8: 31). ويتطلب الإيمان طاعة وصايا الله، وتنفيذها بدقة. أما المبالغة في الخوف على النفس فهو يعبر عن عدم ثقة بالله، الذي قال: "فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهذَا يُخَلِّصُهَا" (لو9: 24). وقد يكون سبب عدم العمل بالوصية هو عدم الإيمان بمجازاة الله، كقوله: "وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ" (عب 11: 6). القارئ العزيز... ضع نصب عينيك الفوز برضا الرب عليك، وتأمل دائمًا في شخصه العجيب، حتى يلتهب قلبك بالإيمان، وتتشدد للعمل بوصاياه، وأنت غير مبال بالصعوبات أو التضحيات، واثقًا في قوله: "عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ" (كو3: 24). |
|