رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إيواء الغرباء: "كُنتُ غَريبًا فآويتُموني" الغَريب حسب الإنجيل هم الوَثنيُّون، السَّامريُّون، العشَّارون، البُّرص، الزناة... أي شخص غير يهودي كان غريبًا. وإن الغَريب في كل الثقافات هو مصدر خَوف، لأنَّه مُختلف عنَّا في التَّفكير، غَريب في أسلوب الحديث، غَريب في أسلوب إقامة العلاقة. وأوَّل ما نصادف شخصًا هكذا، نقول: "لا"، وممكن أن ننتقد، نتذمر، نتجنب ونهرب. لكنَّ يسوع يقول لنا هنا أن نأوي الغَريب، وضرب مثل السامري الرحيم الذي أسعف الغريب الذي وقع بين أيدي اللصوص: " ووَصَلَ إِلَيه سَامِرِيٌّ مُسافِر ورَآهُ فأَشفَقَ علَيه، فدَنا منه وضَمَدَ جِراحَه، وصَبَّ علَيها زَيتاً وخَمراً، ثُمَّ حَمَلَه على دابَّتِه وذَهَبَ بِه إِلى فُندُقٍ واعتَنى بِأَمرِه. وفي الغَدِ أَخرَجَ دينارَيْن، ودَفَعهما إِلى صاحِبِ الفُندُقِ وقال: " اِعتَنِ بِأَمرِه، ومَهْما أَنفَقتَ زيادةً على ذلك، أُؤَدِّيهِ أَنا إِليكَ عِندَ عَودَتي" (لوقا 10: 33-36). وفي موضع آخر قال يسوع: " مَن قَبِلَكم قَبِلَني أَنا، ومَن قَبِلَني قَبِلَ الَّذي أَرسَلَني. مَن قَبِلَ نَبِيًّا لأَنَّه نَبيٌّ فَأَجرَ نَبِيٍّ يَنال، ومَن قَبِلَ صِدِّيقًا لأَنَّه صِدِّيقٌ فَأَجرَ صِدِّيقٍ يَنال " (متى 10: 40-42) " كُونوا لِلقِدِّيسينَ في حاجاتِهِم مُشارِكين وإلى ضِيافةِ الغُرَباءِ مُبادِرين" (رومة 12: 13)، "لا تَنسَوُا الضِّيافَة فإِنَّها جَعَلَت بَعضَهم يُضيفونَ المَلائِكَةَ وهُم لا يَدْرون" (عبرانيين 13: 2)، كما حدث في ضِيافة أبانا إبراهيم إلى ثلاث رجال حلوّا عليه ضُيوفًا في خيمته في مَمْر الخليل. (التَّكوين 18: 2-5)، وضيافة لوط إلى الرَّجال الذِين حلُّوا عليه في سدوم (التَّكوين 19: 1-3). وكيف نستقبل الضُّيوف؟ وتجيب القِديسة تريزا للطفل يسوع: إن أتى أحدٌ إليك، لا تدعه يتركك إلاّ وهو أفضل حالاً، وأكثر سعادة ممّا كان عليه قبل زيارتك. يكن التَّعبير الحيّ عن محبة الله: في وجهك، في عينيك، في ابتسامتك، وفي ترحابك الحارّ". وفي هذا الصدد يقول البابا فرنسيس: "الرحمة هي الشريعة الأساسية التي تسكن في قلب كل من ينظر بعيون صادقة إلى الأخ الذي يلتقي به على طريق الحياة" (المرسوم للسنة اليوبيلية الاستثنائية تحت شعار "رحماء كالآب"، رقم 2). |
|