* إننا نفهم نحن المؤمنون وصايا الله أكثر من اليهود، لأن ربنا يسوع المسيح حكَّمنا بروح قدسه لكي نفهم روح الكتاب. هم فهموا ظاهره وجسده... أما نحن المؤمنون فقد تمسكنا بفحواه ومعانيه الروحية التي تدوم لنا إلى الأبد.
دعاهم النبي أعداء، لأنهم يعادوننا ويبغضوننا ويلعوننا، أما نحن فنحبهم، ونصلي من أجل خلاصهم، ونباركهم كما أمرنا الرب.
الذين سبق فدعاهم النبي أعداء يدعوهم أيضًا معلمين، لأنهم أؤتمنوا على أقوال الله قبلنا، وهي شريعته. وكان عندهم موسى والأنبياء. ومن هذه الأسفار الإلهية اتخذنا نحن العلم، وفهمنا أكثر منهم، إذ قبلنا شهادات ربنا يسوع المسيح وندرسها على الدوام.
كان عيسو أكبر من أخيه يعقوب؛ وأما بركة أبيهما إسحق فكانت عتيدة أن تكون للأكبر. ولكن لما طلب منه إسحق طعامًا، خرج إلى البرية ليصطاد ويفترس مثل الوحوش. هكذا كان الإسرائيليون (كشيوخ) أكبر منا نحن الأمميين؛ وكان مقامهم مقام شيوخ مختبرين. وكانت البركات مُعدة لهم، لأن الشرائع والآنبياء أُعطيت لهم. ولكنهم راموا أن يرضوا الله بسكب دماء حيوانية مثل الوحوش، فعندما خرجوا من بيت أبيهم الله أب كافة البشرية، تزينا نحن بمشورة أمنا الكنيسة المقدسة متجملين بالأسفار الإلهية التي كانت حلتهم وزينتهم، وتوشحنا بجلد الحمل الذي ذُبح لأجلنا، أعني بإيمان ربنا يسوع المسيح، وتقدمنا إلى أبينا ليهدينا، وأخذنا البركة وأوائل البكورية. أما هم فاعتزلوا منها، وصاروا في ويلٍ وأسفٍ وعبوديةٍ للشيطان إلى أن يرجعوا إلى الله بالتوبة والإيمان...
أنثيموس أسقف أورشليم