![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الرَجُل النبيل الأخلاق: كيف واجه يوسف التجربة المُرّة التي تعرض لها؟؟ «لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجِدت حُبلى من الروح القدس. فيوسف رَجُلُها إذ كان بارًا، ولم يشأ أن يشهرها، أراد تخليتها سرًا» (متى 1: 18، 19). يا لها من تجربة صعبة تواجه رجلاً تقيًا بارًا؟ فكيف يكون حبل خطيبته من الروح القدس؟ وكيف يكون الابن الذي سيولد هو ابن العلي؟ بلا شك أن يوسف سمع القصة من مريم ودخل في صراع رهيب، ومما زاد حيرته أنه يريد أن يتصرف باستقامة خاضعًا لشريعة الله لكنه، في ذات الوقت يعرف طهارة خطيبته، وهو بلا شك يحبها ويحنو عليها، ويريد أن يرحمها؛ فكيف يوفِّق بين استقامته ومحبته لها، وبين كونه بارًا، ورغبته أن يكون رحيمًا تجاهها؟! وهنا، ما أبعد الفارق بينه وبين يهوذا ابن يعقوب، قديمًا، الذي بمجرد أن عرف أن كنّته ثامار زنت أمر باخراجها خارجًا وحرقها، مع أنه هو نفسه كان الجاني!! أما يوسف فلأنه كان بارًا لم يشأ أن يشهرها، أي يعلن أمرها على الملأ، لكن أراد تخليتها سرًا. الخطبة عند اليهودي أشبه بالزواج، لا يبقى فيه سوى الممارسة الفعلية في يوم القِران. ولذا فالخطيبان يصبحان أمام الله والناس زوجين، وأيّة مخالفة لهذا العهد تحكمه قواعد الحياة الزوجية. وكان أمام يوسف سبيلان للتخلص من العذراء: السبيل الأول: هو السبيل العلني؛ والذي فيه يتخلّص منها كلّيةً، مع ما فيه من تشهير رهيب بمركزها وسمعتها، فيعطيها كتاب طلاق. والسبيل الآخر هو السبيل السري؛ إذ يخليها من الرابطة الزوجية سرًّا أمام اثنين من الشهود. وهو في هذه الحالة لا يتهمها بنفس التهمة، كما في الحالة الأولى، بل هو اصلاً مبني على الكراهية. ودخل يوسف في صراع رهيب بين رغبته في التصرف باستقامة قدام الله، ومشاعر قلبه المليء بالسماحة والرقّة والحنان. |
![]() |
|