رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
+ وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟». فَقَالُوا: «قَوْمٌ (من الناس يقول) يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ (على أساس هذا الإيمان) يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». (متى 16: 13 – 19) في واقعية التوبة حسب الإنجيل فأن لا أساس لها ولا فاعلية سوى بطبيعة إيماننا بشخص يسوع، لأن أن لم نعي ذلك الإيمان وطبيعته فأننا سنخيب في توبتنا وتُصبح مبتورة مشوشة ولن نثبت فيها أبد الدهر، بل سنظل نشكو ونهجو أنفسنا لأننا لا نستطيع أن نثبت ونحيا بالتوبة حياة صحيحة فيها راحة داخلية ونشاط روحي متقد. وعلينا الآن أن ننتبه لهذا الحوار السري الفائق العمق الذي جرى بين المسيح الرب وبطرس الرسول، لأن فيه إعلان إلهي واستجابة بشرية ترفع النفس لمستوى فائق للطبيعة وتدخلها لعرش الرحمة لتنال عوناً في حينه وقوة تفوق الشرح والوصف، بل وتثبتها في الحضرة الإلهية وتمتلئ بالنور وتحيا بالبرّ، ولا تعود للظلمة حتى لو تعثرت، لأن عين القلب مثبته على الوجه الحسن المشع بالنور الشافي لكل قلب: وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا فَتَخْرُجُونَ وَتَنْشَأُونَ (فَتَنْطَلِقُونَ مُتَوَاثِبِينَ) كَعُجُولِ الصِّيرَةِ (ملاخي 4: 2) إخوتي الأحباء لكي نتقدَّم لله بتوبة فاعلة علينا أن نُحدد موقفنا من شخص يسوع، لأن هذا فيه سرّ الغفران كله، ويجعلنا نتغير عن شكلنا بتجديد أذهاننا مختبرين إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة، وبذلك نعيش خليقة جديدة على المستوى العملي، بطبيعة سماوية يحققها فينا الابن الوحيد بالروح القدس الرب المُحيي الساكن فينا. الرب سأل التلاميذ عن ماذا يقول الناس عنه حسب ما سمعوا، ولننتبه لكلام الرب، لأنه نقل التلاميذ من المستوى الطبيعي لمستوى آخر تماماً لكي يدخلهم في سرّ التدبير، لأن مستوى الإيمان المبني على فكر الناس والاستماع للآخرين هو مستوى ضعيف للغاية، فلا يكفي أبداً أن نُصدق الناس ونستمع إليهم فيما يظنون، كما أنه لا ينفع الإيمان الموروث بصفتي مولود في جو مسيحي متعلماً بالسمع والدراسة بالفكر والتلقين سواء من أُسرتي أو داخل الكنيسة من هو شخص المسيح، بل ينبغي أن يكون معرفتي معرفة شخصية على مستوى الإعلان الإلهي. فالسؤال المطروح على كل واحد فينا بصفته خاطي أو يُريد التوبة ويشتهيها، أو حتى يُريد أن يحيا مع الله ويتبع المسيح الرب بصفة شخصية، هو: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فيا إخوتي مطلوب منا أن نتفحص الأمر بدقة، لأنه أمر صالح جداً للنفس، فهل يُريد أحدكم أن يتوب ويحيا مع الله بالبرّ، عليه أن يُحدد اعترافه الخاص بشخص المسيح، وهذا ما يُسمى سرّ الاعتراف الحسن، فالتوبة مبنية وقائمة على أساس هذا الاعتراف، ولا تُقام على غيره إطلاقاً، فحسب رؤيتي للمسيح الرب ومعرفتي بمن هوَّ، تكون توبتي صالحة نافعة، لذلك فمن هو يسوع؟ في بدء الإنجيل يُظهر اسم يسوع ومعناه، لا كمجرد تعريف عادي بل كقوة خاصة مقدمة لكل إنسان، فالنبوة تُعلن اسمه العظيم والإنجيل يشرح معنى اسم يسوع: لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ، وَنُعْطَى ابْناً، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيّاً، رَئِيسَ السَّلاَمِ؛ «هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي، أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ، لاَ يُخَاصِمُ، وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ، قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ، وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ»؛ «هوذا العذراء تحبل و تلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا؛ فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». (أشعياء 9: 6؛ متى 12: 18 – 21؛ 1: 23؛ 21) فانتبهوا يا إخوتي، لأننا نقف أمام جبل الغفران الشاهق، الغفران الأبدي، فشخص يسوع المسيح ربنا هو وسيط عهد جديد قائم على غفران بسفك دم حمل الله رافع خطية العالم، فنحن نتقدم به إلى الآب للنال باسمه كل الميراث السماوي لأن ما هو لهُ صار لنا بسبب انتسابنا إليه، لأنه اتحد بجسم بشريتنا حسب التدبير، ولأَنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُوماً فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إِلَى الآبِ (أفسس 2: 18)، لذلك نَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي حِينِهِ (عبرانيين 4: 16)، فنحن لا نتقدم لكي نتوسل ونستعطف الله بأعمال صادرة منا، أو بإنسان وسيط لكي نتشكك في الغفران ونقول هل الله سيغفر لي أم لن يُسامحني، لأن وساطة الناس قد تنجح وقد تفشل، لكن حينما يكون الوسيط إله فكيف أُرفض أنا، ومن يتقدمني هو الله الكلمة المتجسد الذي يقدمني في بره إلى الآب، وباسمه لنا غفران وحياة أبدية لا تزول أو تتزعزع إطلاقاً. فبطرس الرسول حينما اعترف قائلاً «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ» نال الطوبى فوراً، لأن ما في قلبه إعلان إلهي فائق، وعلى هذا الأساس بُني الإيمان كله، وهذا هو إيمان الحل والبركة لكل إنسان، لأن أساس مسك الخطايا هو إنكار شخص المسيح كإله حي وحضور مُحيي، والشك فيه كقوة غفران أبدي كوسيط عهد جديد، أما الحل من الخطايا هو الإيمان به كونه حمل الله رافع خطية العالم، لأن ينبغي أن نعلم بمن آمنا لكي ننال قوة الشفاء، لأن الغفران عند الله هو خلاص النفس أي شفاء القلب، فليتنا نعي بمن نؤمن، ويكون لنا فيه ثقة لأنه ليس بإنسان، بل حمل الله رافع خطية العالم: عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفاً سَابِقاً قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْداً، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ. (1بطرس 1: 18 – 21) فلا ينبغي أن يشك أحد فينا في قبول الله لنا أو غفرانه، أو يستكثر خطيئته على دم يسوع المسيح المكتوب عنه: فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدِّم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي؛ ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح. (عبرانيين 9: 14؛ أفسس 2: 13) يا إخوتي آمنوا فقط فتبرأ نفوسكم، ولا تجعلوا إيمانكم مهتز وتشكون في راحة الله وغفرانه لنا، لأن الدعوة أتت إلينا بعدما سُفك الدم الطاهر على عود الصليب، وأن كان موسى رفع الحية النحاسية قديماً كمجرد رمز وكل من نظر إليها برأ في الحال، فكم يكون النظر لحمل الله الوحيد الحي وسيط العهد رافع خطية العالم، فنحن نأتي إلى الآب على حساب غفرانه في الابن الوحيد كالتدبير، فالغفران مضمون بخاتم ملوكي موثق أبدياً لأنه قائم على سفك دم يطهر ويغفر ويغطي بالتمام، أيطلب أحدكم شفاء لنفسه فليسمع كلمة المسيح الرب: لا تخف آمن فقط فهي تُشفى (لوقا 8: 50) |
25 - 01 - 2018, 03:11 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأساس الحي الذي يُبنى عليه توبتنا الحقيقية
لا تخف آمن فقط فهي تُشفى (لوقا 8: 50)
رووووووووووعة حببتي ربنا يفرح قلبك |
||||
25 - 01 - 2018, 07:57 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: الأساس الحي الذي يُبنى عليه توبتنا الحقيقية
ميرسى على مرورك الغالى |
||||
|