رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إيليا وعلاج اليأس مَا لَكَ هَهُنَا يَا إِيلِيَّا؟ ( 1ملوك 19: 13 ) نجح العدو أن يضرب رجل الله إيليا باليأس إذ جعل عينيه على تهديدات إيزابل، بل وقاده هذا التهديد أن يمضي لأجل نفسه, لذلك نراه يائسًا نائمًا تحت الرتمة وطالبًا الموت لنفسه. لكن ما أروع الرب الذي «يعطي المُعيي قُدرةً، ولعديمِ القوة يُكثِّر شدَّةً»! ( إش 40: 29 )، فلقد اهتم الرب بعلاج اليائس بكل حنان وحب من خلال ثلاثة أمور: أولاً: خدمة ملائكية. «وإذا بملاكٍ قد مسَّه وقال: قُم وكُلْ» ( 1مل 19: 5 ). قد تظن – قارئي العزيز - في يأسك أن الكل تخلَّى عنك، واستحال وصول الناس لمعونتك، لكن إلهك عنده ملائكة؛ أرواحًا خادمة, تَصِل لخدمة قديسيه في أي مكان في الكون، داخل البرية كإيليا, أو في جُب الأسود كدانيال «لأنه يُوصي ملائكتهُ بكَ لكي يحفظوكَ في كل طُرقك» ( مز 91: 11 ), بل «ملاكُ الربِّ حالٌ حولَ خائفيهِ، ويُنجيهِم» ( مز 34: 7 ). ثانيًا: عناية إلهية. يهتم الرب بنفسه بإيليا اليائس، وبحنان منقطع النظير يهمس له قائلاً: «قُمْ وكُلْ ... ثم عادَ ملاكُ الربِّ ثانيةً فمسَّهُ وقال: قُم وكُلْ، لأن المسافة كثيرةٌ عليكَ» ( 1مل 19: 7 ). ويا له من اهتمام من راعٍ أمين وصالح! «كراعٍ يرعى قطيعَهُ» ( إش 40: 11 )، وأيضًا بحنان أبوي «كما يترأَّف الأَبُ على البنين يترأَّف الربُّ على خائفيهِ» ( مز 103: 13 ), وفي محبته يُقدِّم طعام وماء لإيليا، وهو عين ما يفعله معي ومعك في خِوارنا. ثالثًا: مقابلة شخصية. وجاء الرب ليقابل إيليا لعلاجه تمامًا في جبل حوريب, وسأله: «ما لكَ ههنا يا إيليا؟». إنه سؤال موجَّه إلى كل يائس: لماذا أنت هكذا؟ وما الذي أوجدَك في هذه الحالة؟ وكأن الرب يريد أن يقول: إن هذا ليس مكانك ولا حالك الذي أُريدك فيه، لا في المغارة ولا تحت الرتمة, بل مكانك وقوَّتك في الرب الحي «الذي وقفت أمامه». ثم في صوتٍ منخفضٍ خفيف يشجع الرب إيليا بالرجوع مرةً أخرى، فأطاعه. عزيزي: «الربُّ عاضدٌ كل الساقطين، ومُقوِّمٌ كلَّ المُنحنين» ( مز 145: 14 )، فلا تستسلِم لهجمات اليأس، ها هو إلهك المُحب قريب منك يُحيط بك بشخصه, ويخدمك بملائكته, وينادي عليك: «قُمْ وكُلْ»، فهل تتجاوب معه؟ أمسِكْ بيدِنا اليمينْ يا أيُّها الربُّ الأمينْ قُدْنا بروحِكَ المُعينْ واذكرْ نفوسَ الساقطينْ |
|