رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد أصاب اليأس النبي إيليا لأنه ركَّز نظره على نفسه، قال للرب: «بقيتُ أنا وحدي». وإحساس الإِنسان بالوحدة إحساس قاتل. وعلى الإنسان منا أن يحيا دوماً بالقرب من ربه، بدرجة تحفظه من الشعور المؤلم بالوحدة، على مثال السيد المسيح الذي قال لتلاميذه قبل الصلب مباشرة: «هُوَذَا تَأْتِي سَاعَةٌ، وَقَدْ أَتَتِ ٱلآنَ، تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ، وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ ٱلآبَ مَعِي» (يوحنا 16: 32). صحيح أن غلام إيليا كان يرافقه في تلك الرحلة الطويلة إلى بئر سبع، لكن لم تكن هناك مشاركة وجدانية بين النبي وغلامه. كثيراً ما يكون الإِنسان منا وسط مجموعة كبيرة من الناس، وبالرغم من ذلك يحس بالوحدة، لعدم وجود ارتباط وجداني بينه وبين الآخرين. ونحن نحتاج إلى جماعة المؤمنين ليكونوا من حولنا، يؤازروننا ويشجعوننا. فالإنسان منا لا يستطيع أن يعيش في جزيرة، منعزلاً عن الآخرين. لذلك صلى المسيح من أجل المؤمنين قائلاً: «لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ ٱلْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ» (يوحنا 17: 15). ونحن، عندما نحوّل نظرنا عن اللّه لنثبتَه على الظروف حولنا، تصيبنا خيبة الأمل والرعب، ونحتاج أن نستمع إلى ما يقوله الإنجيل المقدس عن موسى، إنه عندما ترك مصر كان غير خائف من غضب الملك، لأنه تشدَّد كأنه يرى من لا يُرى (عبرانيين 11: 27). وإيماننا ينجح دائماً عندما نرى اللّه ونثبّت عيوننا عليه، لذلك يقول الإنجيل لنا: «نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ ٱلإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ» (عبرانيين 12: 2). لقد فكر إيليا كثيراً في تهديدات الملكة الشريرة إيزابل، مع أنها من تراب ورماد، ونسي أن الرب صانعه هو خالق السماء والأرض. فلما تأمل أقوال الملكة إيزابل ونسي سلطان اللّه، هرب إلى الصحراء لينجّي نفسه. وكم نشكر اللّه أنه لم يستجب صلاة إيليا عندما طلب أن يموت، وما أعظم مراحم اللّه عندما لا يستجيب كل صلواتنا. فنحن نطلب أحياناً ما لا ينفعنا - واللّه في محبته لا يعطي إلا الخير. ولذلك فهو لا يعطي كل ما نطلبه، بل يعطي كل ما نحتاج إليه، لذلك يقول المرنم: «اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ» (مزمور 23: 1). لا يحتاج المؤمن إلى شيء ما دام مع اللّه، لأن اللّه يكفي المؤمن احتياجاته جميعاً، وخير لنا أن نترك أمورنا كلها بين يدي اللّه، كليّ الحكمة وكلي المحبة، فنستطيع أن نقول مع داود: «وَيَفْرَحُ جَمِيعُ ٱلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى ٱلأَبَدِ يَهْتِفُونَ، وَتُظَلِّلُهُمْ. وَيَبْتَهِجُ بِكَ مُحِبُّو ٱسْمِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ تُبَارِكُ ٱلصِّدِّيقَ يَا رَبُّ. كَأَنَّهُ بِتُرْسٍ تُحِيطُهُ بِٱلرِّضَا» (مزمور 5: 11 ، 12). النبي ايليا الغيور قصة حياة إيليا النبي - دراما تمثيلية مسموعة _ من قصص الكتاب المقدس قصة ايليا النبي قصة النبي إيليا ( الياس الحي) من الكتاب المقدس فيلم ايليا النبي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا أصاب اليأس كل الأغلبية |
لماذا أصاب اليأس كل الأغلبية |
إليشع النبي ينظر إلي إيليا النبي في المركبة النارية |
إيليا وعلاج اليأس |
عيد النبي إيليا |