رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا لا يتركنا الله بحريتنا؟ ماذا ينتفع بسلوكنا في حياة قدسية؟ لكى نفهم سرّ اهتمام الله بطهارة أولاده نقدم مثالًا بسيطًا. عندما يُولد طفل، قد يعلق الطبيب قائلًا بأنه يشبه والدته. وإذ يسمع الأب ذلك يجتاح في نفسه شعور بالغيرة، إذ يود أن يحمل الطفل شبهه هو. هكذا خلال الحب الوالدي كل من الأب والأم يشتهيان أن يكون الطفل على شبههما. هذه المشاعر في الواقع هي ظل لحب الله الأبوي. رغبة الوالدين في رؤية ابنهما صورة لهما ليس فقط في الشكل وإنما في مفاهيمهما وسلوكهما ينبع عن ارتباطهما القوى به، أو قل هو ثمرة الحب الطاهر المشترك، دون حرمان الابن من حرية إرادته. لأن الحب يجعل إرادة الابن على شبه إرادة أبيه. هكذا بالحب تصير إرادة الإنسان متفقة مع إرادة الله أبيه. لهذا يليق بأبناء الله أن يصيروا مرآة لصورته، لا أن يصيروا أناسًا نبلاء ذا أخلاق عالية، بل يصيروا هيكل الله يسكنه الروح القدوس. منذ سقوط أدم، فسدت صورة الله في الإنسان، فجاء آدم الثاني، ربنا يسوع المسيح مخلصنا ليصلح الصورة الفاسدة، ويخلق الإنسان الجديد الداخلى، فيمارس بنوته لله أبينا السماوي، حاملًا شبه المسيح مخلصه. جاءت رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس تؤكد هذه "الطبيعة الجديدة" التي قُدمت لنا كأبناء لله، خلالها صرنا هيكل الله، يسكن الروح القدس في قلوبنا. "لأننا عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" 10:2. "فلستم إذًا بعد غرباء ونزلاء، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله. مبنيين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية... الذي فيه أنتم أيضًا مبنيون معًا مسكنًا لله في الروح" 19:2-22. "إلى إنسان كامل، إلى قياس قامة المسيح" 13:4. |
|