قداسة البابا تواضروس الثانى
على الأسقف أن يكون أبًا للكل لأن الأبوة الروحية تشمل كل الشعب.. وبالتالي تحتاج كأسقف أن تتعامل مع كل ابن بالطريقة المناسبة له: «فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ. وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ للهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا» (1كو9: 20-22)أمّا الانشغال عن الأبوة الحقيقية فينتج عنه مشكلة كبيرة وهي فقدان الأبناء.. يذهبون وراء آخر.. أيّ آخر يبدي لهم اهتمامًا بأحوالهم وقضاياهم.. انشغال داود عن الشعب أعطى الفرصة لـ"أبشالوم" لسرقة قلوب الشعب إذ كان أبشالوم يتواصل مع مَنْ يأتي لداود ويقول لهم: «انْظُرْ. أُمُورُكَ صَالِحَةٌ وَمُسْتَقِيمَةٌ، وَلكِنْ لَيْسَ مَنْ يَسْمَعُ لَكَ مِنْ قِبَلِ الْمَلِكِ» (2صم15: 3). وكانت النتيجة أن 200 من الشعب ساروا وراء أبشالوم ببساطة ودون تمييز: «وَانْطَلَقَ مَعَ أَبْشَالُومَ مِئَتَا رَجُل مِنْ أُورُشَلِيمَ قَدْ دُعُوا وَذَهَبُوا بِبَسَاطَةٍ، وَلَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ شَيْئًا» (2صم15: 11).