|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة الخدمة4 وأيضا الخادم الروحي بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الخادم الروحي هو مغناطيس شديد الجاذبية كل من يدخل في مجاله,ينجذب إلي حياة الروح,وتكون له القدرة علي جذب غيره أيضا إلي نفس المجال الروحي إنه يجذب الناس إلي أبوة الله وأمومة الكنيسة,بكل ما تحمله من مشاعر الحنان والعطف وكل أساليب الرعاية والاهتمام وهكذا يلتصقون بالله المحب,ويرتوون بلبن التعليم من الكنيسة. الخادم الروحي: له كلمة الله الحية الفعالةعب4:12 هذه التي تترك تأثيرها في السامعين,ولا ترجع فارغة أشإنه يشع علي الآخرين نورا,وكل من يختلط به يستنير,ويأخذ شيئا إلهيا..إنه بركة تتدفق علي كل أحد,ليس في الكنيسة فقط,وإنما أيضا في البيت ومكان العمل وفي الطريق,هو خادم إينما وجد.الخدمة عنده لايحدها مكان ولا زمان2تي40ولا رسميات إنما روح الخدمة عنده تجعله يخدم كل من يصادفه أو يختلط به ليس هدفه أن يكون مدرسا ناجحا,فربما يكون هذا تركيزا علي الذات.إنما كل اهتمامه هو خلاص أنفس مخدوميه: إنه ينسي ذاته من فرط تفكيره فيهم.ويقول كما قال القديس بولس الرسول كنت أود لو أكون أنا نفسي مرفوضا من المسيح ,من أجل إخوتي وانسبائي حسب الجسدرو9:3. الخادم الروحي: يجاهد باستمرار مع الله من أجل أولاده يسكب نفسه أمام الله في خدمته,لكي يقود الله الخدمة..لكي يعطيه الرب الغذاء الروحي اللازم له ولمخدوميه,ويعطيهم القوة للسير في طريق الرب..ويظل يبلل قدمي الله بدموعه,إلي أن ينال منه استجابة صلواته لخير هؤلاء. وفي كل ذلك هو إنسان فدائي,يفتدي غيره بنفسه وبراحته.. الخادم الروحي: هو إنسان أمين يتعب بكل جهده في الخدمة يضع أمامه باستمرار قول الكتابملعون من يعمل عمل الرب برخاوةأر48:10فهو يتعب لكي يستحق أن يعمل الله معه,يتعب لكي ينظر الله إلي ذله وتعبه,فيحمل عنه العمل كله.وهكذا يستجيب الرب إلي صلوات الآباء الكهنة,وهم يقولون له متضرعيناشترك في العمل مع عبيدك. الخادم الروحي: لا يعمل بقدراته الخاصة,إنما بمواهب الروح القدس العامل فيه, هو مجرد أداة يحركها الروح في خدمة الملكوت ,إنه يعيش علي الدوام في شركة الروح القدس..الروح القدس يعمل فيه,ويعمل به,ويعمل معه.إنه إنسان امتلأ بالروح,إن تكلم لايكون هو المتكلم وإنما روح أبيه يتكلم فيهمت10:20هكذا عمل تلاميذ المسيح كخدام للكلمة. فكانت لكلماتهم قوتها وثمارها .. الخادم الروحي: ينمو باستمرار في محبة ربنا يسوع المسيح,وباستمرار يكون مستواه أعلي من تلاميذه بكثير,بل فيما هو ينمو في حياة الروح,ينمو تلاميذه معه في المعرفة وفي المحبة والارتباط بالله. إنه ليس إنسانا يتدرب علي حياة التوبة,بل هو يتدرب علي حياة الكمال. وكلما يزداد اتضاعا ,شاعرا أن الطريق طويل قدامه أطول بكثير من قدرة خطواته,لذلك يشعر في كل حين باحتياجه المستمر إلي الله. الخادم الروحي يهدف إلي روحانية أولاده, ولذلك فدروسه دسمة وعملية وتقربهم إلي الله,وهم يثقون بكلامه,كأنه كلام الله,لأنهم يؤمنون أنه يأخذ من الله ويعطيهم بعكس الخدام الذين فقدوا روحياتهم وأصبحت لهم مجرد صورة التقوي..لا قوتها. الخادم الروحي: لايترك أمور العالم تشغله عن روحياته وإذا استمر في التركيز علي مافيه خلاص نفسه,فقد ينتهي به الأمر إلي التفرغ الكامل لخدمة الرب,أعني حياة التكريس. الخادم الروحي: لايشعر في خدمته أنه يعطي: بل إنه باستمرار-في كل مرة يذهب إلي الخدمة-يشعر أنه يأخذ شيئا جديدا من الله أثناء خدمته-ويري أن الخدمة تعطيه أكثر مما يعطيها,أن الخدمة بالنسبة إليه واسطة من وسائط النعمة,تقويه وتسنده وتقدم له وسطا روحيا يلزمه باستمرار أن يعيش فيه,كما تعطيه حياة الحرص والتدقيق والبعد عن العثرة. الخادم الروحي: يحيا أثناء خدمته حياة التلمذة: لايظن أن تلمذته قد انتهت بتعيينه خادما في مدارس الأحد,أو ببدء عمله كواعظ أو كمعلم,إنما يستمر حياته كلها في التلمذة-في كل يوم يتعلم شيئا جديدا ويختبر شيئا جديدا ومن واقع خبراته يكلم مخدوميه, إنه إنسان عاش مع الله,واختبر الطريق الموصل إليه وهو يحكي للناس هذا الطريق الذي اختبره وسار فيه زمانا,وعرف علاماته وحروبه ومطباته,وبركاته أيضا ويد الله العاملة فيه-يحكي كل ذلك بطريقة موضوعية بعيدة عن الذات. حياة التلمذة عند الخادم الروحي هي موضوع طويل,ربما أعرض له بتفصيل أكثر,حينما أتحدث عن التواضع في الخدمة. الخادم الروحي: هو إنسان بعيد عنالذات ذاته لاتشغله ,ولاتحرك طريقه في الخدمة..إنه إنسان روحي لاتعنيه ذاته,لقد مات عنها منذ زمان,وأصبح كل تفكيره في ملكوت الله,في روحيات تلاميذه وفي راحة الناس وخدمتهم. إنه إنسان اتحدت مشيئته بمشيئة الله كل مشيئته أن يحقق مشيئة الرب في الوجود,ومشيئة الله هي أنجميع الناس يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون1تي 2:4لذا هو يعمل مع الله في هذا المجال وليست له مشيئة خاصة,إنه يسعي إلي تحقيق المشيئة الإلهية في نفسه وفي أولاده..يعمل ذلك بكل مشاعره وكل إرادته وكل القوة الممنوحة له. ملكوت الله هو شغله الشاغل ,يلهج فيه نهارا وليلا يشعر بمقدار المسئولية الملقاة عليه..وبأهمية النفوس التي تركها الله أمانة في يديه,سيعطي عنها حسابا أمام الديان العادل,لذلك هو يسلك في الخدمة بكل أمانة وجدية ليس فقط من أجل تلك المسئولية عن مخدوميه,بل بالأكثر بسبب محبته لهم واهتمامه بهم. الخادم الروحي: هو قلب كبير,يتسع للكل,ولا يضيق بأحد.. هو وكيل أمين حكيم,أوكله الله علي أولاده,لكي يعطيهم طعامهم في حينهلو12:42ينطبق عليه قول الكتابرابح النفوس حكيمأم11:30وفي حكمة خدمته نراه خبيرا بالنفس البشرية:بطبيعتها ونزعاتها وحروبها وسقطاتها,ومتاعبها وآلامها,وهو في كل ذلك يذكر قول القديس بولس الرسولاذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم,واذكروا المذلين كأنكم أنتم أيضا في الجسدعب13:3. الخادم الروحي: هو لهيب نار مشتعل في خدمته إنه إنسان حار في الروحرو12:11دخلت فيه النار المقدسة التي ألهبت التلاميذ في يوم البندكسطي:لهذا فهو يعمل عمل الرب بحرارة بكل القلب بكل الرغبة بكل حماس..هو أمين في خدمته حتي الموترؤ2:10يتعب فيها,ويجد لذة في تعبه.ويجد لذة أيضا في عمله مع الله. الروح القدس يعمل في الناس لأجل خلاصهم وهو يعمل مع الروح القدس لهذا الغرض نفسه,كما قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زميله أبولسنحن عاملان مع الله1كو3:9نشترك معه في العمل,أو نصبح أداة في يديه يعمل بها. الخادم الروحي: يحتفظ بطفولته الروحيةمت18:3ويرفض أن يفطم نفسه عن ثدي التعليم, إنه باستمرار يقرأ ويتعلم ومهما نما تلاميذه يقدم لهم شيئا جديدا.. إنه كالأشجار الدائمة الخضرة,لايذبل أبدا ولا يصفر ولا تتساقط أوراقه..الخضرة دائما تجري في عروقه.لذلك هو دائم الزهر أو الثمر دائم الحياة دائم النضرة والخضرة إنه لايعطي من ذاته,وإنما ما يأخذه من الروح فإياه يعطي.يقول للرب. الكلام الذي أعطيتني,قد أعطيتهميو17:8 إنه راكع دائما,يطلب لأولاده من الرب غذاء يوم بيوم يقول للرب دائمالست أريد أن أعطيهم من بشريتي ومن جهلي,بل الكلام الذي تضعه أنت في فمي,هو الذي أقوله لهم. إنه إذن حساسة لفم الله. يميز صوت الله,ويعلن مشيئته للناس لذلك ترتبط خدمته بالصلاة..لأنها ليست عملا بشريا . الخادم الروحي: يهتم بالغذاء الروحي لأولاده فهو يأخذ غنيماته الصغيرات إلي موارد المياه وإلي المراعي الخضراء يرعاها بين السوسننش6:3 إنه يهتم بروحياتها ولا يقتصر علي معلومات يحشو بها عقلها ولكن ليس معني هذا أن نهمل المعرفة وإنما نأخذ منها مايبني الروح,ولا نركز علي بناء العقل فقط . الخالدم الروحي:حتي إن تكلم في موضوع لاهوتي أو عقيدي أو طقسي يتكلم كلاما روحيا. أما الخادم العقلاني,فحتي إن تكلم في الروحيات يحولها إلي علم ونظريات وأفكار!!بعض الخدام ابتدأوا بالروح وانتهوا كعلماء يقدمون علما للنفس,مجرد أفكار مرتبة خالية من الروح ولم تعد في كلماتهم المسحة الروحية التي تؤثر في الناس وتقربهم إلي الله..!! كونوا إذن خداما روحيين,واخدموا خدمة روحية أقول هذا لأني خائف علي هذا الجيل,الذي كثرت فيه المعرفة جدا,وضعفت الروح. وأختلف عن الجيل الماضي,التي كانت فيه مراكز الخدمة كأبراج الحمام تهدل بنشيد الحب الإلهي, اسمحوا لي أن أقف عند هذه النقطة,وأرجو أن نكمل موضوع الخادم الروحي في الأعداد المقبلة,إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلسلة الخدمة (2) 06 ديسمبر 2009 |
سلسلة الخدمة (5) الاحد,ديسمبر 27 ,2009 |
سلسلة الخدمة (3) 13 ديسمبر 2009 |
سلسلة الخدمة(19) |
سلسلة الخدمة (9) بقلم - البابا شنودة 24-1 -2010 |