عن كون مريم العذراء وجدت شهيدةً حقيقيةً، فهذا لا ريب فيه ولا أشكال، ويبرهن عنه بأثباتٍ العلماء كارتوزيانوس وبالبارتوس وكاتارينوس وآخرون غيرهم. على أنه لحكمٌ عامٌ هو أنه يكفي لحقيقة الأستشهاد أن يحتمل الشهيد عذاباً وألماً كافياً لأن يعدمه الحياة الجسدية، ولئن لم يكن هو يموت من مجرد هذا العذاب، فهكذا القديس يوحنا الأنجيلي قد كرم من الكنيسة الجامعة بصفة شهيد ولئن لم يكن مات هذا الرسول ضمن خلقين الزيت المغلي، حينما هو وضع فيها بأمر الملك دوميتسيانوس، بل خرج من تلك الخلقين أشد قوةً من ذي قبل (كما هو مدون تحت اليوم السادس من شهر أيار في كتاب الفرض الروماني)