أن توجعها من أجل آلام أبنها يسوع فقط قد وجد كافياً لأن يجعلها شهيدةً لفضيلة الصبر. ومن ثم يقول عنها القديس بوناونتورا:" أنها قد صلبت منذ حبلها بالمصلوب". فكم أحتملت هذه السيدة بعد ذلك في هربها الى مصر. وفي مدة أقامتها هناك، وكذلك في كل الزمان الذي عاشت هي فيه مع أبنها داخل دكان النجارة في مدينة الناصرة. فعن هذا وذاك قد أشرنا بكفايةٍ في المقالة السابقة بتكلمنا عن أحزان والدة الإله بوجه العموم والخصوص. ويكفي ما تلألأت به فضيلة صبرها في حين وجودها على جبل الجلجلة تحت صليب ابنها، ومشاهدتها آلامه وموته. وكم ظهرت بذلك شجاعتها وثباتها في الصبر، حيث أنها، كما يقول الطوباوي ألبارتوس الكبير: لأجل صبرها هذا العجيب قد أستحقت أن تصير أمنا أجمعين.*