رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دخل يسوع احتفاليا إلى أورَشَليم ليفتتح العهد المسيحاني دخل يسوع ظافرًا إلى أورَشَليم لتدشين زمنًا جديدًا، يسوده عدل الرَّبّ وسلامه في الأرض كلّها، وذلك بتقريب جسده ذبيحةً ذ كَفَّارةٍ لِلخَطايا على الصَّليب على جبل الجُلجُلة في أورَشَليم (عبرانيين10: 37) كي يصالحنا مع الله، كما صرّح بولس الرَّسول: " فإِن صالَحَنا اللهُ بِمَوتِ َابِنه ونَحنُ أَعداؤُه! " (رومة 5: 10). لقد جاء حاملًا معه سلام الأزمنة المسيحانية، كما وَرَدَ في الكِتاب: "لا تَخافي يا بِنتَ صِهْيون هُوَذا مَلِكُكِ " (يوحنا 12: 15). يسوع هو سيّد لمصيره وقراره تَمَّم نبوءة زكريا: "ابتَهِجي جِدًّا يا بِنتَ صِهْيون وآهتِفي يا بنتَ ُأورَشَليم هُوَذا مَلِكُكَ آتِيًا إِلَيكِ بارًّا مُخَلِّصًا وَضيعًا راكِبًا على حِمَار وعلى جَحشٍ آبنِ أتان"(زكريا 9: 9). نستنتج مما سبق أنّ عيد الشَّعانين، هو استباق للنّصر الأخير الذي سيتمّمه الرَّبّ في مجيئه الثَّاني الأخير، حيث سيفتح سفر الحياة، ويظهر جليّا لكلّ بني بشر، فتتجدّد الخليقة الّتي تئنّ شوقًا إليه. بالمسيح وحده يتمّ الخلاص الحقيقيّ والكامل لنا ولكلّ إنسان. كما تنبَّأ يوحنا الحبيب: "رَأَيتُ بَعدَ ذلِكَ جَمعًا كَثيرًا لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يُحصِيَه، مِن كُلِّ أُمَّةٍ وقَبيلَةٍ وشَعبٍ ولِسان، وكانوا قائمينَ أَمامَ العَرشِ وأَمامَ الحَمَل، لابِسينَ حُلَلًا بَيضاء، بِأَيديهم سَعَفُ النَّخلِ، وهم يَصيحونَ بِأَعلى أَصْواتِهم فيَقولون: الخَلاصُ لإِلهِنا الجالِسِ على العَرشِ ولِلحَمَل!" (رؤيا 7، 9-10). إنَّها دعوة الشَّعب الجديد الذي يُولد عند قدم الصَّليب، حيث يجذب المسيح المرفوع على الصَّليب الجميع إليه (يوحنّا 12، 32). وبكلمة وجيزة، جاء يسوع إلى أورَشَليم ليحمل الخلاص والسَّلام المسيحاني لها للبشريَّة جمعاء. ينبغي ألاَّ نتردَّد بالهُتَاف معًا ليسوع المسيح المَلك والمُخلّص، ليس بالأقوال فقط، إنَّمَا بالأعمال الصَّالحة، وأن نعلن إيماننا به وانتماءنا لملكوتهَ، ونبحث عن خلاصنا، فيُنعِمَ الرَّبّ المخلّص، بالبركة والنِّعمة والفرح والأمان على عَالَمنا الذي يريد حقًّا الخلاص. ولنهتف بكلّ قوّة وإيمان وتقوى "هوشعنا هوشعنا"، خلّصنا يا ربّ من الرَّذائل والآلام ومن الكآبة والقلق والخوف والتَّشاؤم من الغد، بإعطائنا الأمان والطُّمأنينة والعُمق الرَّوحيّ والارتياح النَّفسيّ، لكيّ نحقّق خلاصنا وسلامنا بمُخلصنا يسوع المسيح الملك؛ أجل! هوشعنا، خلّصنا يا رب! |
|