بين نعمان السريانى وإليشع
إنه رئيس جيش ملك أرام،
رجلا قويّا مبادرا بطلا في المعارك وطموحا في التقدم إلى الأمام، ومرفوع الوجه عند سيده جبار بأس،
فعلى يديه حصل انتصارا لآرام،
هو نعمان السرياني ذلك الرجل الأبرص
الذي كان له أمنية واحدة في الحياة
أن يشفى من مرضه الذي كان عارا عليه.
وحكمة الله القديرة
جعلت أن يكون عند زوجة نعمان فتاة صغيرة
من شعب الله من جراء السبي الآرامي،
فوشوشت الفتاة مولاتها بصوت خفيف وناعم في أذنها،
" يا ليت سيدي أمام النبي في السامرة
فإنه كان يشفيه من برصه"
(الملوك الثاني 3:5)،
فحصل تواصل بين ملك آرام وملك اسرائيل
بخصوص نعمان السرياني عن موضوع شفائه من البرص،
عندها مزق ملك اسرائيل ثيابه من الخوف والرهبة
لأن الأمر يتطلب قوّة أكبر بكثير
من التي كانت بين يديه فتراجع
"..وقال هل أنا الله لكي أميت وأحي
حتى إن هذا يرسل اليّ أن اشفي رجلا من مرضه،
فاعلموا وانظروا أنه إنما يتعرّض لي"
(الملوك الثاني 7:5).
ولكن أليشع رجل الله المميز صاحب العلاقة المتينة مع الله الحي، طلب من الملك أن يأتي نعمان إليه
فيعلم أنه يوجد نبي بين شعب الله.
وفي تلك الساعة كان المكان هادىء لا يسمع فيه أي صوت
سوى أصوات بعض الطيور المحلقة
بين الأشجار أو يمكنك أن تجد بعض فراخ الدجاج
الذين يبحثون عن مأكل في تراب الأرض،
وفجأة حضرت مركبات الخيل
يترأسها نعمان بأصوات رهيبة ووقف عند باب أليشع
"فأرسل اليشع رسولا يقول
اذهب واغتسل سبع مرات في الأردن
فيرجع لحمك إليك وتطهر"
(الملوك الثاني 10:5).
نزلت هذه الكلمات كصاعقة في قلب نعمان
الذي يظن نفسه بطلا لا يسحق ولا يجابه،
فغضب وثار وكادت المركبات والخيول تتخابط مع بعضها البعض من شدة الغضب،
وتحول المكان من الهدوء إلى أصوات عالية وصراخ وتذمر واندهاش
من الذي قاله أليشع لنعمان،
عندها تراجع نعمان إلى الوراء
وأراد التوجه إلى بلاده من جديد من دون أن يتحقق حلمه في الشفاء،
لولا ذكاء رجاله وخدامه الذين أقنعوا نعمان بالبقاء والنزول إلى الماء،
ففعل كما أمره النبي اليشع،
نعمان تواضع وانسحق ونزل إلى الماء وغطس في الأردن سبع مرات،
وهنا تدخل الله العلي بقوته في هذا الحدث نعمان يشفى من برصه
"فرجع لحمه كلحم صبيّ صغير وطهّر"
(الملوك الثاني 44:5).
بين نعمان والنبي أليشع نتعلم كيف نتواضع وكيف نخضع لمشيئة الله، ونتعلم عظمة تدخل الله في حياة الفرد،
فالمسيح مستعد أن يطهرك من البرص القلبي
لكي يجعل منك انسانا جديدا
فتكون كنعمان السرياني
الذي غطس في نهر الأردن 7 مرات
ولكنك تحتاج لكي تغطس بالإيمان والتوبة
في نهر غفران الله
ومحبته فتنال حياة أبدية عبر المسيح يسوع،
فهل تقبل؟