رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم العذراء في روحانية القديس فرنسيس
كان فرنسيس مغرما بالمسيح ويندهش, خصوصا امام تواضعه في سر التجسد وحبه في سر الفداء, يريد ان يتشبه كليا حتى يصبح يسوع حقا اساس حياته الروحية. محبته ليسوع حملته الى العذراء مريم فقد حظيت ام يسوع بمحبة فائقة واحترام يفوقان الوصف, من قبل مار فرنسيس وذلك لانها جعلت من رب السماء أخا لنا جميعا إكراما لها كان القديس فرنسيس يرتل الترانيم الخاصة بها ويرفع الصلوات والتسابيح ويقدمها بعراطف حارة جدا يعجز اللسان البشري عن وصفها , ولعل ما يملاء القلب فرحا انه جعل منها محامية للرهبنة فوضع تحت جناحيها أبناءه حيث كان على وشك مفارقتهم , ليجدوا فيها الدفء والحماية حتى النهاية. إكرام فرنسيس لمريم العذراء : لقد أقام القديس فرنسيس علاقة مليئة بالحب والتقوى مع مريم العذراء لأنه أيقن كم لدورها من أهمية في مشروع حب الله الخلاصي للبشرية, نقرأ في القانون الأول * نشكرك لأنك مثلما خلقتنا بابنك كذلك بحبك القدوس الذي به أحببتنا جعلته يولد إلها حقا وإانسانا حقا, من الكلية القداسة, القديسة مريم المجيدة والدائمة البتولية * هذا ما جعل القديس فرنسيس يكرم العذراء مريم ويمدحها ويتخذها مثالا له, ويتشبه بفضائلها : التواضع, والخدمة, وتسبيح الله وتمجيده, والفقر والتجرد, والاستسلام لمشيئة الله. ابتدأت دعوة فرنسيس وانتهت في حمى العذراء سلم ذاته بين يديها متكلا عليها لتلهمه كيفية عيش الإنجيل بشكل أقوى وأعمق. كتب القديس بونافينتورا : ( كان فرنسيس يتوسل بتنهدات متواصلة إلى تلك التي حبلت بالكلمة المملوءة بالنعمة, وأن تتنازل وتكون شفيعة له واستجابت أم الرحمة لصلواته وكما أعطي لها نعهة الحبل بلا دنس, هو نفسه ويلد روح الحق الإنجيلي ) كذلك اتخذ منها المدبرة والمحامية لرهبنته التي أسسها والتي بقيت على مر العصور تحت رعايتها. لقد عرف مار فرنسيس بان العبادة موجبة للرب وحده لأنه هو وحده قدوس بينما مريم العذراء تشترك في قداسته إذ وضعها في التاريخ الخلاصي شريكة له . في حياته و حبه وملكه: رافقت يسوع في حياته على الأرض وشاركته بفرحه بالسماء وبالفداء البشري, لقد فهم القديس فرنسيس علاقة مريم المميزة بكل من الأقانيم الثلاثة. فهو يقول لها في إحدى صلواته: أيتها القديسة مريم العذراء لم يولد في العالم مثلك بين النساء يا بنت العلي, الملك الأسمى, الآب السماوي, وأمته يا مريم ام ربنا يسوع المسيح الكلي القداسة يا عروسة الروح القدس. ومن جهة أخرى يرى فرنسيس في مريم مثالا للكنيسة, في بتولتها وأمومتها , ويرى فيها الأيقونة لما يريد الله أن يحققه في الشخص كل مؤمن. فالكنيسة, في مفهوم فرنسيس باتحادها بالروح القدس, هي : - ذلك الحشا البتولي - الأم التي تحفظ كلمة الله حفظا امينا - البتول التي تحفظ عهد الروح وتحافظ على كمال الإيمان أم يسوع في تمجيدها في السماء بجسدها وروحها هي صورة وبدء الكنيسة التي ستبلغ كمالها في الدهر الآتي. تجعل البتولية والأمومية مريم العذراء والكنيسة شخصا واحدا العذراء صارت كنيسة... إنّ الأُخوّة مدرسة روحيّة أساسيّة، وبإمكانها أن تكون منارةًً لكثير من الناس الغارقين في همومهم. فالحياة الأخويّة المنغلقة على ذاتها ينقصها عمل الروح القدس. لذا فيحارب كلّ أخ، في ذاته، أيّ ميلٍ أنانيّ لكي يقبل الآخر، كما الأم تقبل ابنها |
|