إذ وصلت الأخبار توافدت الجموع إلى حزقيال تسمع له. لقد عرفوا أنه إنما يتكلم بالحق. وربما أيضًا توافدوا إليه بكثرة وشوق لأنه بعدما كان يحدثهم بكلمات التوبيخ والتوبة قبل سقوط أورشليم بدأ يتحدث عن النقمة من الأشرار الشامتين (ص 25-32) ويعطيرجاء بالعودة والإصلاح. هذا وربما جاءوا إليه أيضًا للاستماع بلفته الأدبية الرائعة.
لقد خشي النبي أن يأتوا إليه يسمعون لمجرد اللذة الفكرية أو البهجة المؤقتة لا التوبة الصادقة، إذ قال له الرب "يأتون إليك كما يأتي الشعب ويجلسون أمامك كشعبي ويسمعون كلامك ولا يعملون به، لأنهم بأفواههم يظهرون أشواقًا وقلبهم وراء كسبهم" [31].صارت كلماته كشعر موزون يُقدم بصوت جميل على نغمات الموسيقي يستمتعون به إلى حين ولا يعملون! الله لا يريد مجرد الاستمتاع إنما يريد العمل... التوبة الصادقة الخارجةمن القلب، والعملية!