رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عودة الحياة للعظام: إذ تنبأ حزقيال النبي كما أمره الرب صار صوت فرعش وعندئذ تقاربت العظام، كل عظم إلى عظمه [7]. لعل الصوت يشير إلى "كلمة الله" أو الصوت الإلهي الذي يهب الحياة والقيامة، أما الرعش فيشير إلى تدخل روح الله. أما تقارب العظام كل عظم إلى عظمه فيتم بخطة إلهية دقيقة، فيه إشارة إلى تجميع الشعب اليهودي من الشتات وضم أفراد كل سبط معًا. وفيه أيضًا إعلان عن تكامل جسد المسيح الذي هو الكنيسة التي تجمعت من كل جنس ولسان وأمة وكأنها عظام مبعثرة يابسة، ضمها الروح القدس معًا لتصير جسد المسيح المقدس الواحد، العامل معًا. وفي هذا العمل أيضًا صورة حيَّة لعمل الروح القدس في النفس البشرية وقد صارت حطامًا، فإنه يضم العظام معًا بطريقة فائقة لتعمل طاقات الإنسان ومواهبه معًا في انسجام بخطة إلهية. "قال السيد الرب: هلم يا روح... وهُبَّ على هؤلاء القتلى ليحيوا" [9]. إنه عمل الله الذي يرسل روحه القدوس على النفس وقد صارت كالقتيل فيهبها حياة. وهنا لا يقف عمل الروح عند ذلك، وإنما يجعلها تحمل قوة عمل وخدمة، إذ يجعل منها "جيشًا عظيمًا جدًا جدًا" [10]. وكأن الإنسان في موته يكون مجموعة عظام كثيرة ويابسة جدًا، وفي قيامته بالله يصير جيشًا عظيمًا جدًا جدًا. حياتنا الروحية لا يعرف فيها أنصاف الحلول، إما موت قاتل أو حياة قوية وفعالة. ففي مزمور التوبة إذ التقى المرتل بالله مخلصه لم يكتف بتوبته ورجوعه إلى الحياة بعد الموت بل قال "أعلم الأثمة طرقك والمنافقون إليك يرجعون (مز 51: 13)... لقد ذاق الحياة بعد الموت فلا يكف على أن يكرز بهذه الحياة لكل أثيم ومنافق لكي يدخل الكل معه إلى هذه الحياة الجديدة. |
|