أعلنت رواية التَّجَلِّي حقيقة يسوع كإبن الله الذي طال انتظاره، وهو " شُعاعُ مَجْده وصُورةُ جَوهَرِه" (عبرانيين 1: 3). فلم يكن يسوع مُجرد واحد من الأنبياء، بل ابن الله الوحيد الذي يفوق سلطانهم وقوتهم. ومن هذا المنطلق، كشف التَّجَلِّي عن لاهوت يسوع المسيح حول مَجْده أكثر بكثير مما حدث في قانا الجليل بتحويل الماء خمرًا؛ فالتَّجَلِّي هي آية داخلية، أمَّا تحويل الماء خمرًا فهي آية خارجية؛ والتَّجَلِّي هو وحي لتمجيد ابن الله هذا كما فهموا التَّلاميذ "فسَقَطوا على وُجوهِهِم، وقدِ استَولى علَيهِم خَوفٌ شديد" (متى 17: 6). ومن هذا المنطلق، إن التَّجَلِّي هي تعزية ليسوع نفسه استعدادًا لاحتمال آلامه. فانه كان إنسانًا كما كان إلهًا واحتاج باعتبار إنسانيته إلى تعزية، كما حدث في بستان الجسمانية " تَراءَى له مَلاكٌ مِنَ السَّماء يُشَدِّدُ عزيمَتَه" (لوقا 22: 43).