رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وظَهَرَ غَمَام قد ظَلَّلَهم، وانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ الغَمَام يَقول: هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيب، فلَهُ اسمَعوا. "هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيب" فتشير إلى البنوَّة الإلهيّة، وقد اقتبسه مرقس الإنجيلي من النَّبي أشعيا (42: 1). وقد ورد هذا اللقب في المؤلفات الرُّؤيويّة اليهوديّة. حيث أنه لدى اعتماد يسوع (متى 3: 17) أشار الصَّوت السَّماوي إلى يسوع أنَّه الابن (مزمور 2: 7) والعبد المتألم (أشعيا 42: 1). أمَّا في التَّجَلِّي، فإنه يشير، قبل كل شيء، إلى أن يسوع هو النَّبي الذي يجب على الشَّعب كله أن يسمع له (أعمال الرُّسل 3: 22) والذي يستند إلى قول النَّبي موسى "يُقيمُ لَكَ الرَّبّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِثْلي مِن وَسْطِكَ، مِن إِخوَتكَ، فلَه تَسْمَعون"(تثنيّة الاشتراع 18: 15). ويشهد موسى بظهوره يوم التَّجَلِّي أن يسوع هو النَّبي الذي تنبأ عنه، وإيليا بالنِّيابة عن الأنبياء بظهوره الآن يُقدَّم المسيح على أنه هو محور النَّبوءات، وها هو الآب يشهد بحقيقة المسيح أنه ابنه الحبيب. وعبارة "الابن الحَبيب" تخلق رابطًا هامًا مع محرقة إبراهيم حيث يقول الرَّبُّ له: "خُذِ اَبنَكَ وَحيدَكَ الَّذي تُحِبُّه، إِسحق، وآمضِ إِلى أَرضِ المورِيِّا وأَصعِدْه هُناكَ مُحرَقَةً على أَحَدِ الجِبالِ الَّذي أريكَ" (التكوني 22: 2). فالله لمّ يشفق على ابنه يسوع بل منحه عطيَّة حياة لنا جميعًا. وعليه جاءت كلمة الآب لتؤكِّد صحة تعاليم يسوع خاصة حول تألمه وموته وقيامته. إنَّه الطَّريق الجديد للحريّة الجديدة، للفصح الجديد والنِّهائي. |
|