رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التوبة بين الجهاد والنعمة إن كلامنا عن عمل الله في التوبة، ومعونة النعمة، لا تعني أن يتكاسل الإنسان ويتراخي، منتظرًا أن الله يقيمه، فهوذا الرسول يوبخ أمثال هؤلاء قائلًا: لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية (عب 12: 4). إذن من المفروض أن يقاوم الإنسان حتى الدم كل أفكار الخطية، وكل شهواتها، وكل طرقها. ويبعد عن العثرات، ويستخدم كل الوسائط الروحية التي تثبت محبه الله في قلبه. وأيضًا.. يدخل في حرب روحية، ضد أجناد الشر (أف 6). وفي هذه الحرب يقاتل ويصمد للعدو، ويلبس سلاح الله الكامل لكي يقدر أن يثبت ضد مكايد إبليس (أف 6: 11). ويكون في كل ذلك ساهرًا علي خلاص نفسه (أف 6: 18) فالرسول يقول: اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر. فقاوموه راسخين في الإيمان (1 بط 5: 8، 9). إن الله يريد منك أن تقاوم.. وفي مقاومتك سوف تسندك النعمة بكل قوة. ولكن أظهِر محبتك لله بمقاومتك الخطية. وصل ليعطيك الرب قوة علي مقاومتها. وهكذا تشترك مع الله في العمل. الابن الضال لم ينتظر حتى يأتيه الآب في الكورة البعيدة ليأخذه منها، إنما رجع إلي نفسه، وشعر بسوء حالته، وعرف الحل، ونفذ، ورجع إلي الآب فقبله (لو 15). وأهل نينوى صاموا، وتذللوا، وجلسوا علي الرماد، وصرخوا غلي الله بشده ورجعوا عن أفعالهم، فقبلهم الله إليه (يون 3). والله. لكي ينبهنا إلي واجبنا في التوبة، قول: "أرجعوا إلي، فأرجع إليكم" (ملا 3: 7). ويقول علي لسان أشعياء النبي "اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شر أفعالكم.. وهلم نتحاجج يقول الرب.." (أش 1: 6). ويقول في سفر يوئيل النبي "ارجعوا إلي بكل قلوبكم، وبالصوم والبكاء والنوح. ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم.." (يوء 2: 12، 13). إذن هناك واجب علي الإنسان يقوم به في عمل التوبة. ولا يكتفي بأن نفسه عند قدمي الرب، دون جهاد في الداخل والخارج! أو كما يقول البعض "عملك الوحيد هو مجرد تقبل عمل النعمة فيك"! هل هذا الرأي يتفق مع توبيخ الرسول "لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 12، 4)؟! إذن فلنجاهد. ولكن لا نعتمد علي أنفسنا، بل نطلب يد الله العاملة معنا وبجهادنا نثبت رغبتنا في التوبة، وجدية توبتنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الجهاد والنعمة معا |
الجهاد والنعمة معًا |
الجهاد والنعمة |
التوبة والنعمة |
الجهاد والنعمة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث |