الجهاد والنعمة معًا
إن كانت الأعمال لازمة للخلاص فهل يخلص الإنسان بأعماله أم بنعمة الروح القدس العاملة معه؟ لقد تطرف كثيرون في التحمس لأحد الجانبين، فأخطأوا. وسنحاول في هذا المجال أن نجيب عن هذا السؤال الهام وهو كيف يخلص الإنسان؟ بالجهاد أم بالنعمة، أم بكليهما معًا؟
الجهاد والنعمة معًا
لا يمكن للإنسان أن يخلص بجهاده وحده. فقد قال السيد المسيح له المجد (بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا) (يو 15: 15)
إذن فذراعك البشرى وحده -بدون معونة من الله- لا يمكن أن يخلصك، مهما جاهدت ومهما تعبت.
وأيضًا النعمة وحدها الجيش لا تشاء أن تخلصك بدون استجابة أراد تكبها. وما أجمل قول القديس يوحنا ذهبي الفم (إن الله يريدنا أن يكون مستلقين على ظهورنا ويعطينا الملكوت، لذلك فالنعمة لا تعمل كل شيء وحدها). فهي ليست مجالا للكسل والتهاون والتراخي.
فلا تجلس كسلانًا، دون جهاد في حياتك، قائلًا في غير فهم: إني نارك نفسي للنعمة تعمل بي ما تشاء!! إن النعمة فيك يا أخي يسى معناه أن تنام وتتهاون في أداء واجباتك.
مثال يشوع وموسى:
كان يشوع بن نون يقود الجيش ويحارب عماليق، وفي نفس الوقت كان موسى النبي يقف على رأس التلة رافعًا يديه بالصلاة.. (خر 17: 11)
فهل انتصر الشعب عن طريق جيش يشوع المحارب، أم عن طريق صلاة موسى؟ يخطئ من يركز على واحد من الأمرين ويهمل الآخر. لأن يشوع وحده حارب بدون صلاة موسى -أي بدون معونة من الله- ما كان ممكنًا أن ينتصر. وصلاة موسى وحدها لم يكن معناها مطلقًا تشجيع الخيش على أن يتراخى أمام العدو معتمدًا على صلاة موسى! الجهاد والصلاة معًا كانا سائرين جنبًا إلى جنب. هذا يجاهد في الحرب، والآخر يرفع يديه بالصلاة. الاثنان متلازمان.