رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مكان العبادة الحقيقية لما رأت المرأة السامرية في يسوع انه نبي، رجل الله، سألته ان يحل المشكلة القائمة بين اليهود والسامريين: "تَعَبَّدَ آباؤُنا في هذا الجَبَل، وأَنتُم تَقولونَ إِنَّ المَكانَ الَّذي فيه يَجِبُ التَّعَبُّد هو في أُورَشَليم" (يوحنا 4: 20). فالسامريون يعتبرون جبل جرزيم هو المكان الذي قدّم فيه إبراهيم محرقته (التكوين 22: 2) "في ارض مورة بالقرب من شكيم كما جاء في التوراة (تكوين 12: 6)، ليس في ارض مورية (التكوين 22: 2) وفيه التقى إبراهيم بالكاهن الأعظم مَلْكيصادَق. وكان يعقوب قد اقام فيه مذبحا (التكوين 33: 20)، وفيه تمَّت أول تقدمة عبرانية في الأرض المقدسة بحسب اعتقاد السامريين وليس على جبل عيبال (تثنية الاشتراع ع 27: 4)، وكان يعتبر جبل البركات (تثنية الاشتراع 27: 11-14) ألم يكن هذا المكان المقدس هو المكان الذي اختاره الرب ليُعبد فيه؟ (تثنية الاشتراع 12: 5-12). العبادة لا ترتبط بمكان، هي مرتبطة بشخص، وهذا الشخص حاضر في كل مكان ويرافق الساجدين له بالروح والحق. " قالَ لَها يسوع: "صَدِّقيني أَيَّتُها المَرأَة تَأتي ساعةٌ فيها تَعبُدونَ الآب لا في هذا الجَبَل ولا في أُورَشَليم (يوحنا 4: 21). ولَّى زمن العبادة على الجبل مهما كان مقدساً، وبطل الخلاف المعابد: اورشليم او جرزيم. ان يسوع هو فوق هذا الصراع، وقد جمع اليهود والسامريين بدون تمييز، إذ أعلن "تَأتي ساعةٌ -وقد حَضَرتِ الآن -فيها العِبادُ الصادِقون يَعبُدونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ فمِثْلَ أُولِئكَ العِبادِ يُريدُ الآب" (يوحنا 4: 23). لقد أتت ساعة البشارة بالعهد الجديد، فبصلب المسيح لم يعد هناك داعٍ للذبائح. وبالتالي أصبح واجبًا إلغاء الهيكل اليهودي والسامري. وصارت العبادة والسجود لأب الجميع. وعوض التنافر بين اليهود والسامريين ستصبح هناك عبادة واحدة، لواحد فقط هو الآب. وما يهم الله، ليس المكان، إنما طبيعة العبادة " إِنَّ اللهَ رُوح فعَلَى العِبادِ أَن يَعبُدوهُ بِالرُّوحِ والحَقّ"(يوحنا 4: 24). الله يعبد في كل مكان تنبأ عنه الأنبياء " لِأَنَّه مِن مَشرِقِ الشَّمسِ إِلى مَغرِبِها آسْمي عَظيمٌ في الأُمَم، وفي كُلِّ مَكانٍ تُحرَقُ وتُقَرَّبُ لِآسْمي تَقدِمَةٌ طاهرَة، لِأَنَّ آسْمي عَظيمٌ في الأُمَم، قالَ رَبُّ القُوَّات" (ملاخي 11:1). ولم يأت يسوع الى السامرة ليبيّن للناس ضلالهم الديني، بل جاء بدافع الحب يبحث عن الانسان لجذبه الى العبادة الحقَّة. موضوع العبادة له قيمته الكبيرة في الحوار بين الأديان. والحوار جرى حول مكان العبادة. فاليهود يجب ان يقدموا الذبائح في هيكل اورشليم، أمَّا السامريون فمكان تقديم الذبائح والعبادة هو جبل جرزيم. أمَّا يسوع فيكشف ان العبادة الحقة لا تتعلق بمكان خاص، كما يصرِّح " العِبادُ الصادِقون يَعبُدونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ "(يوحنا 4: 23) فيفتح آفاق العبادة والخلاص أمام كل البشر وفي كل مكان، لا تتعلق العبادة بشعب معيّن ولا بمكان معيّن. اظهر يسوع عمليا شمولية العبادة "في الروح والحق" التي جاء يؤسسها ولأجل ذلك أعلنها عند السامريين خارج حدود الديانة اليهودية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قصة عن العبادة المسيحية الحقيقية |
العبادة الحقيقية بالروح والحق |
العبادة الحقيقية |
علمني يارب معنى العبادة الحقيقية... |
العبادة الحقيقية: إتحاد روحك بروح الله |