رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العبادة الحقيقية بالروح والحق تقتضي الشريعة ان العبادة لله وحده (تكوين 23: 7) وتحظّر بشدة أي وضع من أوضاع العبادة لأي كائن يمكن اعتباره منافسا لله كالأصنام (تثنية الاشتراع 4: 19). او الآلهة الغريبة (خروج 34: 14). وقد أكد يسوع على ذلك بإجابته لإبليس المُجرب " لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسجُد وايَّاهُ وَحدَه تَعبُد " (متى 4: 10). وتعبّر العبادة عن ردود الفعل المتعددة للإنسان لقُربه من الله، وهي مزيج من وعيه بضعفه وخطيئته من ناحية، ومن احترام مُشبع بالرهبة (مزمور 5: 8)، وبعرفان الجميل (التكوين 24: 48) وبالتسبيح يغمر كيان الانسان كله (مزمور 96: 1-6) من ناحية أخرى. وبما أن رد فعل الانسان يغمر كيان الانسان كله، فلا بد من اشتراك الجسد في التعبير عن إيمانه بسلطان الله على خليقته وولائه. ولكن الانسان الخاطئ يحاول ان يقتصر على المظاهر الخارجية، لذلك فان العبادة الوحيدة التي ترضى الله هي التي تصدر من القلب. والجديد الذي جاء به السيد المسيح في العبادة في حواره مع السامرية، هو العبادة بالروح والحق. بما ان في "الله روح"، انه يحوّل العبادة ويسمو بها الى كمالها. فيستطيع كل مولود من الروح (يوحنا 3: 8) ان يعبد بالروح والحق" (يوحنا 4: 24). والعبادة بالروح لا تعني الاقتصار على عبادة داخلية دون علامات خارجية، انما تنطلق من تكريس الكيان كله من روح ونفس وجسد كما صرّح بولس الرسول "قَدَّسَكم إِلهُ السَّلامِ نَفْسُه تَقديسًا تامًّا وحَفِظَكم سالِمينَ رُوحًا ونَفْسًا وجَسَدًا" (1 تسالونيقي 5: 23). وصل الحوار بين يسوع والمرأة السامرية الى ذروته بالتكلم عن العبادة بالروح والحق (يوحنا 4:19-26): فالعبادة غير مرتبطة بمكان وزمان. وإذ نادى يسوع بسمو الايمان اليهودي (22) بمقارنته بالإيمان السامري الا ان العبادة الحقيقية شخصية وروحية تُقدَّم الى الله عن طريق الروح القدس. هذا الروح يُعرّفنا بالله كأب فنعبده، إذ يصلي فينا ومن أجلنا " إِنَّ الرُّوحَ أَيضاً يَأتي لِنَجدَةِ ضُعْفِنا لأَنَّنا لا نُحسِنُ الصَّلاةَ كما يَجب، ولكِنَّ الرُّوحَ نَفسَه يَشفَعُ لَنا بأَنَّاتٍ لا تُوصَف "(رومة 8: 26) ويعلمنا أقوال المسيح "الرُّوحَ القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم " (يوحنا 14: 26). وهكذا العبادة في المسيحية لا ترتبط بمكان ولا زمان ولا أجناس، بل الكل يسجدون للآب، من خلال إيمانهم بابنه المسيح، وقوة الروح القدس الذي يحل فيهم ليقودهم في العبادة الروحية. وتتم العبادة الحقيقية بالروح في داخل الانسان حيث يسكن الله كما جاء في تعليم بولس الرسول "أَوَ ما تَعلَمونَ أَنَّ أَجسادَكُم هي هَيكَلُ الرُّوحِ القُدُس، وهو فيكُم قد نِلتُمُوه مِنَ الله، وأَنَّكُم لَستُم لأَنفُسِكُم؟ (1 قورنتس 6: 19)، وهي العبادة الوحيدة التي ترضي الآب (متى 3: 17) وفيها العابدون الحقيقيون يرفعون أصواتهم "أبا أيها الآب" (غلاطية 4: 4-9). وأمَّا في السماء لن يكون هناك هيكل وإنما يكون الله والحمل (رؤيا 21: 22) وتستمر العبادة ليلا نهارا (رؤية 4: 8) لتقديم الكرامة والمجد لذاك الذي يحيا الى الابد (الرؤية 4: 10). والعبادة الجديدة التي يعلنها يسوع ليست عبادة باطنية بحثه وفردية بدون طقوس وبدون هيكل وبدون ابعاد اجتماعية، إنما نعني روحية أي إنها من صنع روح الله، وليس من صنع الخليقة الجسدية. فمن قلب الانسان المُتجدد بالماء والروح (يوحنا 3: 5) تصعد الصلاة البنويَّة " يا ابتاه (رومة 8: 15) التي وحدها ترضي الله لان بها وحدها يعرف الله روحه. فهذه الديانة هي "في الحق" لأنها مبنية على وحي الآب عن ذاته وعن حبِّه في ابنه الذي هو الحق " (يوحنا 14: 6). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صلي واعبده بالروح والحق |
أتعبد لك بالروح والحق |
مزمور 50 - العبادة بالروح والحق |
كيف نسجد بالروح والحق؟ |
نعبده بالروح والحق |