رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات فى أمثال السيد المسيح 2 طبيعة الرسالة (1-بنو العرس 2- الثوب العتيق 3- الزقاق العتيقة ) مقدمة الإصحاح التاسع من أنجيل معلمنا متى البشير بيمثل المقاومة لطريق الملكوت ومن هذا الإصحاح أبتدأت المقاومة العلنية تظهر للسيد المسيح وبنشوفها أبتداءا من شفاء المشلول وموقف الكتبة وإتهامهم السيد المسيح بالتجديف ويتبع ذلك دعوة السيد المسيح لمتى العشار لكى يتبعه والذى تبعه بدون أى مناقشة وفى الحال وقام القديس متى بدعوة السيد المسيح وتلاميذه وكذلك بدعوة زملائه العشارين والخطاة وكانوا كثيرين وطبعا منظر السيد المسيح وهو قاعد مع هؤلاء الناس المنبوذين والمحتقرين من المجتمع لأنهم خطاة كانت ملفتة جدا للنظر وبعدين السؤال هنا مين اللى حايقعد مع العشارين , هل الفريسيين ؟ طبعا مش ممكن لأن الفريسى يترفع أن يجلس مع الخطاة لأن الفريسيين أبرار فى أعين نفوسهم وشاعرين أنهم مبررين ولذلك يترفعوا أنهم يدخلوا وليمة متى العشار لأنهم بيشعروا أنها خيانة ودى كانت ضيافة متى اللى عملها أنه جمع فيها كل الناس الخطاة دى علشان يقودهم للى هو وصل إليه وولذلك قالوا الفريسيين للتلاميذ لماذا يأكل معلمكم مع العشارين والخطاة وانتم مش عارفين أن ده نجس ودنس وحرام لأنهم ماقدروش يواجهوا السيد المسيح مباشرة فأتشطروا على التلاميذ اللى قدروا يكلموهم ولما سمع السيد المسيح قال عبارته الشهيرة 12فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. 13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ». ونجد أن السيد المسيح هو اللى بيجاوب مش التلاميذ وكأن السيد المسيح بيقرأ أفكار الكتبة والفريسيين وبيعرفهم كيف يفكرون وفى أى إتجاه ينظرون وهو الذى تولى الدفاع عن التلاميذ وحانلاحظ النقطة دى بالذات فى إنجيل لوقا وكيف يدافع السيد المسيح عن تلاميذه عندما توجه ليهم أى إتهامات؟ وكان هو على طول يشعر بيها وهو اللى بيقوم بالدفاع عن التلاميذ , وهنا السيد المسيح بيعلن أن الخاطى فى نظر ربنا لا يزيد عن كونه مريض ومحتاج لعلاج ومحتاج لمعونة ومش محتاج لإنتقام ومش محتاج لرفض ولا نبذ ولا ترك ولا تخللى ولا إحتقار وآه لو أدرك الخاطى نظرة السيد المسيح إليه وساعات الواحد كده لما يغلط يشعر أن ربنا يعنى بينظر إليه شذرا ومستنى ليه على الواحدة ومستنى الفرصة علشان ينتقم منه ويطلع القديم والجديد , الحقيقة لأ يا أحبائى دى مش نظرة السيد المسيح إطلاقا , فالسيد المسيح لا ينظر إلى الخاطى لكى ما ينتقم منه , لكن السيد المسيح ينظر إلى الخاطى لكون الخاطى إنسان مريض محتاج إلى شفاء ومحتاج إلى إبراء وفى عين خالقه هو مريض يسعى لشفائه لأنه محتاج لهذا الشفاء وهنا السيد المسيح بيظهر فى صورة الطبيب اللى جاى يعطى للمريض صحته وعافيته اللى ضاعت منه واللى فقدها بسبب الخطية , السيد المسيح هو هذا الطبيب اللى جاى يعطى من حياته ومن صحته ومن عافيته وينقلها إلى المريض اللى الخطية أفقدته كل معنى للحياة وكل صحة فى الحياة , والسيد المسيح على الصليب سفك حياته وسفك صحته من أجل الخطاة علشان يمد الخطاة بالصحة والعافية وهو ده اللى عمله على الصليب أنه جاء وأعطى حياته وصحته وعافيته وسلامته للإنسان اللى الخطية جردته من الصحة ومن الحياة ومن العافية , وعلشان كده اللى شاعر أنه تعبان هو اللى يقدر ييجى للسيد المسيح وهو ده اللى يشعر أن السيد المسيح جاء علشانه , لكن اللى شاعر أنه كويس وسليم ما يقدرش يستفيد من عمل السيد المسيح , واللى حاسس أنه غنى وقد إستغنى وبيقول أنا كويس ومافياش حاجة غلط , هذا الإنسان عمره ما يطلب السيد المسيح تماما زى الكتبة والفريسيين , واللى حاسس أنه شبعان مش حايطلب الخبز واللى حاسس أنه سليم مش حايروح للدكتور , وآه من الناس اللى مابيشعروش أنهم محتاجين وبيقولوا أنا محتاج ربنا فى أيه , ده انا عندى وعندى وعندى وبعدين ما بأغلطش يعنى أنا أحسن من غيرى بكثير , فلا أنا بأسرق ولا بأزنى ولا بأقتل ولا بأشتم يعنى أنا أنسان كويس طيب حأحتاج ربنا فى أيه ؟ وناخد بالنا أن الفريسيين كانوا بيشعروا أن صلاحهم مرتبط بدينونة الآخرين وفى أوقات كثيرة أحنا بنعملها وعلشان أشعر أن أنا كويس لازم أدين الآخر وأحقر من الآخر , يعنى علشان الواحد يشعر أنه كويس لازم يشوه اللى قدامه علشان يظهر هو كويس , فالفريسيين هنا بيبنوا صلاحهم على أساس إدانة العشارين والخطاة وإحتقار الآخرين لأن كانت حياتهم كلها إحتقار للآخرين وإدانة للآخرين علشان يتبرروا هم فى عيون أنفسهم ويشعروا أنهم كويسين وياما فى أوقات كثيرة أحنا بنعمل نفس العمل بنحتقر الآخرين وندين الآخرين لكى ما نظهر نحن أبرارولكن اللى حاسس أنه فقير أوأنه تعبان هو ده اللى ليه غنى السيد المسيح وشفاء السيد المسيح وعمل السيد المسيح ولذلك قال السيد المسيح اللى شاعرين ببر نفسيهم أنها لم أجىء لهم ومش حايقدروا ياخدوا منى حاجة لكن اللى شاعرين بخطيتهم هم اللى أنا جئت علشانهم ,وبعدين السيد المسيح قال لهم كلمة لطيفة قوى فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً, أنت يارب بتقول الكلمة دى للكتبة والفريسيين , ده هم أكبر طبقة متعلمة وهم اللى بيكتبوا الناموس وبيعلموه للآخرين وفى جراءة بيجردهم السيد المسيح من كل ما لهم وقال لهم روحوا أتعلموا الأول وأفهموا كويس مش أنه مجرد أنكم تحفظوا وبس فأنى أريد رحمة لا ذبيحة وكان المفروض أنكم تيجوا وتساعدوا وتقربوا منى وتجيبوا الناس العشارين والخطاة وتجيبوهم لى علشان أنا أغفر لهم خطيتهم وأغيرهم وهو ده اللى أنا عايزه ومكتوب فى ناموسكم ( إنى لا أسر بموت الخاطى مثل ما يرجع ويحيا ) روحوا أعرفوا أن أنا قايل لكم كده فى هوشع (إنى أريد رحمة لا ذبيحة) وأنتم عمالين تقدموا فى ذبائح لكن ليس ورائها رحمة وبتقدموا فى صلاة وبتقدموا فى أصوام وبتقدموا فى عبادات وفى طقوس ولكن هذه كلها لم يكن ورائها فى أى وقت من الأوقات رحمة , لا رحمة لأنفسكم ولا رحمة للآخرين , وكانوا الكتبة والفريسيين حريصون كل الحرص أنهم يتجنبوا الناس الخطاة ويبعدوا عنهم لكن ماكانوش حريصين أنهم يتجنبوا الخطية ذاتها , يعنى كانوا بيظهروا أنهم بيبعدوا عن الناس الخطاة لكن عمرهم ما بعدوا عن الخطية وعاشوا حياة الخطية لكن بعدوا عن الخطاة (ليهم صورة التقوى ولكن ينكرون قوتها ) وصورة التقوى هى بعدهم عن الخطاة , وقوتها هى البعد عن الخطية نفسها , فبدلا ما يشوفوا فى العمل اللى عمله السيد المسيح فى قبوله للخطاة والعشارين , أن ده عمل كويس وجميل ومشجع ومفرح , لكن نظروا ليه بنظرة ردية وبنظرة سيئة وبدلا ما يفرحوا بتوبة الناس دى نجد أنهم زعلوا أن السيد المسيح قاعد مع عشارين وخطاة اللى قعد وسطيهم علشان يصلحهم وعلشان يشفيهم وعلشان يغيرهم , و بعدين كلمة أدعو اللى بيقولها السيد المسيح بمعنى عزومة للخطاة وفعلا السيد المسيح عمل لينا هذه العزومة لكل إنسان خاطى , وهى مائدة الإفخاريستيا أو الجسد والدم وهى دى العزومة اللى السيد المسيح عملها للخطاة وعلشان كده جسد ودم السيد المسيح هما ترياق عدم الموت لأنه قال من يأكل جسدى ويشرب دمى يحيا إلى الأبد , كل مرة تأكلون من هذا الخبز وتأكلون من هذه الكأس , يعنى تاخدوا حياتى ويعطى لمغفرة الخطايا , وهو ده كان رد السيد المسيح للفريسيين على العزومة اللى عملها متى أن السيد المسيح صنع عزومة لكل الخطاة أو عزومة جسده ودمه , و بعد كده كانت أحداث أنجيل متى اللى أحنا بصدد التأمل فيه ,وأما الإصحاح الثانى من أنجيل معلمنا مرقس الرسول فبدأ نفس بداية إنجيل متى , وكان القديس مرقس حريصا جدا على إضافة عبارة وللوقت للدلالة على قوة وسلطان السيد المسيح ,مع ذكر القديس مرقس أسم متى قبل أن يسميه السيد المسيح هذا الإسم (متى) الذى معناه عطية الله وأسمه لاوى بن حلفى , أما إالإصحاح الخامس من إنجيل معلمنا لوقا فنجده قد أبتدأ بدعوة التلاميذ الأولين وهم سمعان بطرس ويعقوب وأخيه يوحنا أبنا زبدى , وبعدين ذكر القديس لوقا حادثة شفاء الأبرص وبعدين القديس لوقا بيذكر العددين 15 و16 15فَذَاعَ الْخَبَرُ عَنْهُ أَكْثَرَ. فَاجْتَمَعَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ لِكَيْ يَسْمَعُوا وَيُشْفَوْا بِهِ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ. 16وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي. والحقيقة هذان العددان أستوقفانى لحظة , أن هذا الإنسان اللى كان مليان برص بعد ما أخذ نعمة الشفاء خرج وأذاع الأمرقدام كل الناس فذاع الخبر عنه أكثر وأجتمع ناس كثيرة بعد ما الخبر أنتشر لأنه فى فرحته لم يستطيع أن يكتم مشاعره ومنظره بعد ما كان مليان بالبرص ومنبوذ ومكروه ومرزول أبتدأ يسمع فى كل أرجاء البلد , وشفاء البرص بيحسب عند الشعب أمر خطير جدا وذلك لأن 1- البرص مرض عديم الشفاء ولم يكن له علاج أو مستحيل أن يشفى ويخف بالضبط على نفس مستوى القيامة من الأموات , يعنى شفائه من البرص على نفس مستوى قيامة إنسان من الأموات وكان عند الشعب أن حاجة مستحيلة تمت بالضبط على مستوى القيامة من الأموات لأن كان من المستحيل أن يقوم أحد من الأموات , 2- أن شفاء الأبرص كان علامة أخروية ومسيانية تصاحب زمن المسيا , وده يوضح لنا كلمة (لما ذاع الخبر ) طيب خبر أيه اللى أتذاع ؟ طبعا ليس فقط أن هذا الأبرص شفى لكن الخبر اللى ذاع وأنتشر هو أن المسيا حضر أو أنهم وجدوا المسيا وأن زمن المسيا قد أتى لأن محدش كان يقدر يعمل الحاجات دى إلا المسيا الموعود والمسيا المنتظر , ولذلك كلمة الخبر أتذاع بتساوى على طول أن زمن المسيا قد حضر أو وجدنا مسيا زى ما قال أندراوس أخو بطرس , وبعدين الجموع بدأت تطلب السيد المسيح علشان حاجتين : 1- من أجل انها تسمع كلمته ,2- أنها تأخذ قوة للشفاء لأن كلمة السيد المسيح مش مجرد كلام بيتقال ولكن كلمته كان ليها سلطان أنها تغير فى حياة الناس , وتعبير يشفوا به , هو تعبير جميل جدا ولم يقل الكتاب المقدس يشفوا منه فقط بل بالأولى يشفوا به لأن هو نفسه الشفاء ومش عنده الشفاء ..لأ ده هو الشفاء فى حد ذاته من كل أمراضهم ومن كل أتعابهم ومن كل أوجاعهم , يعنى هم أتوا للسيد المسيح لسماع كلمته والخبر المفرح والبشارة المفرحة والأنجيل المنطوق والأنجيل الفعال والحى علشان يأخذوا قوة لتجديد حياتهم ولكن بنشوف هنا أن السيد المسيح لما شاف الجموع الكثيرة دى بيقول الكتاب المقدس أن السيد المسيح كان بيعتزل فى البرارى وبيصلى , وده اللى بنلاحظه فى أنجيل معلمنا لوقا أنه بيظهر السيد المسيح بيصلى وكمان بيصلى فى البرارى أو فى الصحراء والمناطق الخلاء , وهنا عايز أتوقف عند كلمة السيد المسيح بيصلى لأن العبارة دى بتعثر الكثيرين وللأسف الكثيرين عندما تسألهم هو السيد المسيح بيصلى ليه ولمين وليه بيصلى محدش بيعرف وبتلاقى إجابات عجيبة , الحقيقة لتوضيح هذا أن السيد المسيح عندما يصلى فهو ليس بحاجة ليه للصلاة و مش لأنه محتاج أنه يصلى , أو مش علشان مجرد أنه يعلمنا الصلاة والكلام الخايب بتاع مدارس الأحد , أو أنه بيمثل قدامنا علشان يعلمنا الصلاة , أو لأنه فى عوز معين السيد المسيح بيطلبه , لأ يا أحبائى السيد المسيح هنا بيصلى شفاعة , لأن صلاة السيد المسيح بإستمرار جزء من عمله ورسالته أنه يشفع فى جنس البشرية , فكانت هنا الصلاة اللى بيصليها السيد المسيح كجزء من عمله ورسالته اللى بيقدمها بدلا عن الإنسان ونيابة عن الإنسان والإنسان كان بيصلى فيه وبيه وعلشان كده ساعات الإنسان يتسائل هو السيد المسيح كان بيصلى ليه وبيصلى لمين؟ وهل كان بيكلم نفسه ؟ السيد المسيح بيصلى ليه ؟ طبعا الإجابة أنه بيصلى عنا تماما زى ما صام ليه ؟ لأنه صام عنا , فكان السيد المسيح بالبشرية التى عجزت أنها تصلى وتدخل إلى محضر الآب , فالسيد المسيح والبشرية كلها فى جسمه بيصلى بيها وبيدخل بيها إلى محضر الآب , و الإنسان الذى عجز عن أنه يصلى فالسيد المسيح صلى بدلا منه , وأصبحنا أحنا الآن لما نيجى نصلى ما بنصليش لوحدينا لكن احنا بقينا نصلى فى المسيح وعلشان كده صلاتنا بتقبل خلال السيد المسيح اللى أحنا بنصلى فيه ,والكنيسة بتعلمنا بإستمرار أن أحنا نختم كل صلاة (بالمسيح يسوع ربنا) فى كل عبادة بنقدمها وفى كل ليتورجية بنقدمها بنقول فى الآخر ( خين بيخريستوس أيسوس بنشيوس ) يعنى بنقدم عبادتنا وبنقدم صلاتنا دى فى شخص السيد المسيح لأن السيد المسيح هو الشخص الوحيد المقبول , وقد تقول أن فى ناس تانيين بيصلوا فى الأديان الأخرى , حأقول مالهومش السيد المسيح , لأن السيد المسيح هو الوحيد الذى أستطاع أن يدخل فى حضرة الله , وبدون السيد المسيح لا تستطيع صلاة الإنسان أن تجد قبول أو دالة أو إستجابة , وعلشان كده القديس لوقا إن كان أتكلم عن إنسانية السيد المسيح فبيظهر بإستمرار السيد المسيح بيعتزل فى البرارى حين يصلى .وبعدين أحداث أنجيل معلمنا لوقا بتتسلسل بنفس تسلسل الأحداث فى إنجيلى متى ومرقس . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تأملات فى أمثال السيد المسيح 1 |
تأملات فى أمثال السيد المسيح 1 |
سلسلة تأملات في أمثال السيد المسيح - القمص داود لمعي |
أمثال السيد المسيح |
تأملات فى أمثال السيد المسيح كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث |