منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 11 - 2013, 05:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

تأملات فى أمثال السيد المسيح 2
طبيعة الرسالة
(1-بنو العرس 2- الثوب العتيق 3- الزقاق العتيقة )



مقدمة
الإصحاح التاسع من أنجيل معلمنا متى البشير بيمثل المقاومة لطريق الملكوت ومن هذا الإصحاح أبتدأت المقاومة العلنية تظهر للسيد المسيح وبنشوفها أبتداءا من شفاء المشلول وموقف الكتبة وإتهامهم السيد المسيح بالتجديف ويتبع ذلك دعوة السيد المسيح لمتى العشار لكى يتبعه والذى تبعه بدون أى مناقشة وفى الحال وقام القديس متى بدعوة السيد المسيح وتلاميذه وكذلك بدعوة زملائه العشارين والخطاة وكانوا كثيرين وطبعا منظر السيد المسيح وهو قاعد مع هؤلاء الناس المنبوذين والمحتقرين من المجتمع لأنهم خطاة كانت ملفتة جدا للنظر وبعدين السؤال هنا مين اللى حايقعد مع العشارين , هل الفريسيين ؟ طبعا مش ممكن لأن الفريسى يترفع أن يجلس مع الخطاة لأن الفريسيين أبرار فى أعين نفوسهم وشاعرين أنهم مبررين ولذلك يترفعوا أنهم يدخلوا وليمة متى العشار لأنهم بيشعروا أنها خيانة ودى كانت ضيافة متى اللى عملها أنه جمع فيها كل الناس الخطاة دى علشان يقودهم للى هو وصل إليه وولذلك قالوا الفريسيين للتلاميذ لماذا يأكل معلمكم مع العشارين والخطاة وانتم مش عارفين أن ده نجس ودنس وحرام لأنهم ماقدروش يواجهوا السيد المسيح مباشرة فأتشطروا على التلاميذ اللى قدروا يكلموهم ولما سمع السيد المسيح قال عبارته الشهيرة 12فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. 13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ». ونجد أن السيد المسيح هو اللى بيجاوب مش التلاميذ وكأن السيد المسيح بيقرأ أفكار الكتبة والفريسيين وبيعرفهم كيف يفكرون وفى أى إتجاه ينظرون وهو الذى تولى الدفاع عن التلاميذ وحانلاحظ النقطة دى بالذات فى إنجيل لوقا وكيف يدافع السيد المسيح عن تلاميذه عندما توجه ليهم أى إتهامات؟ وكان هو على طول يشعر بيها وهو اللى بيقوم بالدفاع عن التلاميذ , وهنا السيد المسيح بيعلن أن الخاطى فى نظر ربنا لا يزيد عن كونه مريض ومحتاج لعلاج ومحتاج لمعونة ومش محتاج لإنتقام ومش محتاج لرفض ولا نبذ ولا ترك ولا تخللى ولا إحتقار وآه لو أدرك الخاطى نظرة السيد المسيح إليه وساعات الواحد كده لما يغلط يشعر أن ربنا يعنى بينظر إليه شذرا ومستنى ليه على الواحدة ومستنى الفرصة علشان ينتقم منه ويطلع القديم والجديد , الحقيقة لأ يا أحبائى دى مش نظرة السيد المسيح إطلاقا , فالسيد المسيح لا ينظر إلى الخاطى لكى ما ينتقم منه , لكن السيد المسيح ينظر إلى الخاطى لكون الخاطى إنسان مريض محتاج إلى شفاء ومحتاج إلى إبراء وفى عين خالقه هو مريض يسعى لشفائه لأنه محتاج لهذا الشفاء وهنا السيد المسيح بيظهر فى صورة الطبيب اللى جاى يعطى للمريض صحته وعافيته اللى ضاعت منه واللى فقدها بسبب الخطية , السيد المسيح هو هذا الطبيب اللى جاى يعطى من حياته ومن صحته ومن عافيته وينقلها إلى المريض اللى الخطية أفقدته كل معنى للحياة وكل صحة فى الحياة , والسيد المسيح على الصليب سفك حياته وسفك صحته من أجل الخطاة علشان يمد الخطاة بالصحة والعافية وهو ده اللى عمله على الصليب أنه جاء وأعطى حياته وصحته وعافيته وسلامته للإنسان اللى الخطية جردته من الصحة ومن الحياة ومن العافية , وعلشان كده اللى شاعر أنه تعبان هو اللى يقدر ييجى للسيد المسيح وهو ده اللى يشعر أن السيد المسيح جاء علشانه , لكن اللى شاعر أنه كويس وسليم ما يقدرش يستفيد من عمل السيد المسيح , واللى حاسس أنه غنى وقد إستغنى وبيقول أنا كويس ومافياش حاجة غلط , هذا الإنسان عمره ما يطلب السيد المسيح تماما زى الكتبة والفريسيين , واللى حاسس أنه شبعان مش حايطلب الخبز واللى حاسس أنه سليم مش حايروح للدكتور , وآه من الناس اللى مابيشعروش أنهم محتاجين وبيقولوا أنا محتاج ربنا فى أيه , ده انا عندى وعندى وعندى وبعدين ما بأغلطش يعنى أنا أحسن من غيرى بكثير , فلا أنا بأسرق ولا بأزنى ولا بأقتل ولا بأشتم يعنى أنا أنسان كويس طيب حأحتاج ربنا فى أيه ؟ وناخد بالنا أن الفريسيين كانوا بيشعروا أن صلاحهم مرتبط بدينونة الآخرين وفى أوقات كثيرة أحنا بنعملها وعلشان أشعر أن أنا كويس لازم أدين الآخر وأحقر من الآخر , يعنى علشان الواحد يشعر أنه كويس لازم يشوه اللى قدامه علشان يظهر هو كويس , فالفريسيين هنا بيبنوا صلاحهم على أساس إدانة العشارين والخطاة وإحتقار الآخرين لأن كانت حياتهم كلها إحتقار للآخرين وإدانة للآخرين علشان يتبرروا هم فى عيون أنفسهم ويشعروا أنهم كويسين وياما فى أوقات كثيرة أحنا بنعمل نفس العمل بنحتقر الآخرين وندين الآخرين لكى ما نظهر نحن أبرارولكن اللى حاسس أنه فقير أوأنه تعبان هو ده اللى ليه غنى السيد المسيح وشفاء السيد المسيح وعمل السيد المسيح ولذلك قال السيد المسيح اللى شاعرين ببر نفسيهم أنها لم أجىء لهم ومش حايقدروا ياخدوا منى حاجة لكن اللى شاعرين بخطيتهم هم اللى أنا جئت علشانهم ,وبعدين السيد المسيح قال لهم كلمة لطيفة قوى فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً, أنت يارب بتقول الكلمة دى للكتبة والفريسيين , ده هم أكبر طبقة متعلمة وهم اللى بيكتبوا الناموس وبيعلموه للآخرين وفى جراءة بيجردهم السيد المسيح من كل ما لهم وقال لهم روحوا أتعلموا الأول وأفهموا كويس مش أنه مجرد أنكم تحفظوا وبس فأنى أريد رحمة لا ذبيحة وكان المفروض أنكم تيجوا وتساعدوا وتقربوا منى وتجيبوا الناس العشارين والخطاة وتجيبوهم لى علشان أنا أغفر لهم خطيتهم وأغيرهم وهو ده اللى أنا عايزه ومكتوب فى ناموسكم ( إنى لا أسر بموت الخاطى مثل ما يرجع ويحيا ) روحوا أعرفوا أن أنا قايل لكم كده فى هوشع (إنى أريد رحمة لا ذبيحة) وأنتم عمالين تقدموا فى ذبائح لكن ليس ورائها رحمة وبتقدموا فى صلاة وبتقدموا فى أصوام وبتقدموا فى عبادات وفى طقوس ولكن هذه كلها لم يكن ورائها فى أى وقت من الأوقات رحمة , لا رحمة لأنفسكم ولا رحمة للآخرين , وكانوا الكتبة والفريسيين حريصون كل الحرص أنهم يتجنبوا الناس الخطاة ويبعدوا عنهم لكن ماكانوش حريصين أنهم يتجنبوا الخطية ذاتها , يعنى كانوا بيظهروا أنهم بيبعدوا عن الناس الخطاة لكن عمرهم ما بعدوا عن الخطية وعاشوا حياة الخطية لكن بعدوا عن الخطاة (ليهم صورة التقوى ولكن ينكرون قوتها ) وصورة التقوى هى بعدهم عن الخطاة , وقوتها هى البعد عن الخطية نفسها , فبدلا ما يشوفوا فى العمل اللى عمله السيد المسيح فى قبوله للخطاة والعشارين , أن ده عمل كويس وجميل ومشجع ومفرح , لكن نظروا ليه بنظرة ردية وبنظرة سيئة وبدلا ما يفرحوا بتوبة الناس دى نجد أنهم زعلوا أن السيد المسيح قاعد مع عشارين وخطاة اللى قعد وسطيهم علشان يصلحهم وعلشان يشفيهم وعلشان يغيرهم , و بعدين كلمة أدعو اللى بيقولها السيد المسيح بمعنى عزومة للخطاة وفعلا السيد المسيح عمل لينا هذه العزومة لكل إنسان خاطى , وهى مائدة الإفخاريستيا أو الجسد والدم وهى دى العزومة اللى السيد المسيح عملها للخطاة وعلشان كده جسد ودم السيد المسيح هما ترياق عدم الموت لأنه قال من يأكل جسدى ويشرب دمى يحيا إلى الأبد , كل مرة تأكلون من هذا الخبز وتأكلون من هذه الكأس , يعنى تاخدوا حياتى ويعطى لمغفرة الخطايا , وهو ده كان رد السيد المسيح للفريسيين على العزومة اللى عملها متى أن السيد المسيح صنع عزومة لكل الخطاة أو عزومة جسده ودمه , و بعد كده كانت أحداث أنجيل متى اللى أحنا بصدد التأمل فيه ,وأما الإصحاح الثانى من أنجيل معلمنا مرقس الرسول فبدأ نفس بداية إنجيل متى , وكان القديس مرقس حريصا جدا على إضافة عبارة وللوقت للدلالة على قوة وسلطان السيد المسيح ,مع ذكر القديس مرقس أسم متى قبل أن يسميه السيد المسيح هذا الإسم (متى) الذى معناه عطية الله وأسمه لاوى بن حلفى , أما إالإصحاح الخامس من إنجيل معلمنا لوقا فنجده قد أبتدأ بدعوة التلاميذ الأولين وهم سمعان بطرس ويعقوب وأخيه يوحنا أبنا زبدى , وبعدين ذكر القديس لوقا حادثة شفاء الأبرص وبعدين القديس لوقا بيذكر العددين 15 و16 15فَذَاعَ الْخَبَرُ عَنْهُ أَكْثَرَ. فَاجْتَمَعَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ لِكَيْ يَسْمَعُوا وَيُشْفَوْا بِهِ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ. 16وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي. والحقيقة هذان العددان أستوقفانى لحظة , أن هذا الإنسان اللى كان مليان برص بعد ما أخذ نعمة الشفاء خرج وأذاع الأمرقدام كل الناس فذاع الخبر عنه أكثر وأجتمع ناس كثيرة بعد ما الخبر أنتشر لأنه فى فرحته لم يستطيع أن يكتم مشاعره ومنظره بعد ما كان مليان بالبرص ومنبوذ ومكروه ومرزول أبتدأ يسمع فى كل أرجاء البلد , وشفاء البرص بيحسب عند الشعب أمر خطير جدا وذلك لأن 1- البرص مرض عديم الشفاء ولم يكن له علاج أو مستحيل أن يشفى ويخف بالضبط على نفس مستوى القيامة من الأموات , يعنى شفائه من البرص على نفس مستوى قيامة إنسان من الأموات وكان عند الشعب أن حاجة مستحيلة تمت بالضبط على مستوى القيامة من الأموات لأن كان من المستحيل أن يقوم أحد من الأموات , 2- أن شفاء الأبرص كان علامة أخروية ومسيانية تصاحب زمن المسيا , وده يوضح لنا كلمة (لما ذاع الخبر ) طيب خبر أيه اللى أتذاع ؟ طبعا ليس فقط أن هذا الأبرص شفى لكن الخبر اللى ذاع وأنتشر هو أن المسيا حضر أو أنهم وجدوا المسيا وأن زمن المسيا قد أتى لأن محدش كان يقدر يعمل الحاجات دى إلا المسيا الموعود والمسيا المنتظر , ولذلك كلمة الخبر أتذاع بتساوى على طول أن زمن المسيا قد حضر أو وجدنا مسيا زى ما قال أندراوس أخو بطرس , وبعدين الجموع بدأت تطلب السيد المسيح علشان حاجتين : 1- من أجل انها تسمع كلمته ,2- أنها تأخذ قوة للشفاء لأن كلمة السيد المسيح مش مجرد كلام بيتقال ولكن كلمته كان ليها سلطان أنها تغير فى حياة الناس , وتعبير يشفوا به , هو تعبير جميل جدا ولم يقل الكتاب المقدس يشفوا منه فقط بل بالأولى يشفوا به لأن هو نفسه الشفاء ومش عنده الشفاء ..لأ ده هو الشفاء فى حد ذاته من كل أمراضهم ومن كل أتعابهم ومن كل أوجاعهم , يعنى هم أتوا للسيد المسيح لسماع كلمته والخبر المفرح والبشارة المفرحة والأنجيل المنطوق والأنجيل الفعال والحى علشان يأخذوا قوة لتجديد حياتهم ولكن بنشوف هنا أن السيد المسيح لما شاف الجموع الكثيرة دى بيقول الكتاب المقدس أن السيد المسيح كان بيعتزل فى البرارى وبيصلى , وده اللى بنلاحظه فى أنجيل معلمنا لوقا أنه بيظهر السيد المسيح بيصلى وكمان بيصلى فى البرارى أو فى الصحراء والمناطق الخلاء , وهنا عايز أتوقف عند كلمة السيد المسيح بيصلى لأن العبارة دى بتعثر الكثيرين وللأسف الكثيرين عندما تسألهم هو السيد المسيح بيصلى ليه ولمين وليه بيصلى محدش بيعرف وبتلاقى إجابات عجيبة , الحقيقة لتوضيح هذا أن السيد المسيح عندما يصلى فهو ليس بحاجة ليه للصلاة و مش لأنه محتاج أنه يصلى , أو مش علشان مجرد أنه يعلمنا الصلاة والكلام الخايب بتاع مدارس الأحد , أو أنه بيمثل قدامنا علشان يعلمنا الصلاة , أو لأنه فى عوز معين السيد المسيح بيطلبه , لأ يا أحبائى السيد المسيح هنا بيصلى شفاعة , لأن صلاة السيد المسيح بإستمرار جزء من عمله ورسالته أنه يشفع فى جنس البشرية , فكانت هنا الصلاة اللى بيصليها السيد المسيح كجزء من عمله ورسالته اللى بيقدمها بدلا عن الإنسان ونيابة عن الإنسان والإنسان كان بيصلى فيه وبيه وعلشان كده ساعات الإنسان يتسائل هو السيد المسيح كان بيصلى ليه وبيصلى لمين؟ وهل كان بيكلم نفسه ؟ السيد المسيح بيصلى ليه ؟ طبعا الإجابة أنه بيصلى عنا تماما زى ما صام ليه ؟ لأنه صام عنا , فكان السيد المسيح بالبشرية التى عجزت أنها تصلى وتدخل إلى محضر الآب , فالسيد المسيح والبشرية كلها فى جسمه بيصلى بيها وبيدخل بيها إلى محضر الآب , و الإنسان الذى عجز عن أنه يصلى فالسيد المسيح صلى بدلا منه , وأصبحنا أحنا الآن لما نيجى نصلى ما بنصليش لوحدينا لكن احنا بقينا نصلى فى المسيح وعلشان كده صلاتنا بتقبل خلال السيد المسيح اللى أحنا بنصلى فيه ,والكنيسة بتعلمنا بإستمرار أن أحنا نختم كل صلاة (بالمسيح يسوع ربنا) فى كل عبادة بنقدمها وفى كل ليتورجية بنقدمها بنقول فى الآخر ( خين بيخريستوس أيسوس بنشيوس ) يعنى بنقدم عبادتنا وبنقدم صلاتنا دى فى شخص السيد المسيح لأن السيد المسيح هو الشخص الوحيد المقبول , وقد تقول أن فى ناس تانيين بيصلوا فى الأديان الأخرى , حأقول مالهومش السيد المسيح , لأن السيد المسيح هو الوحيد الذى أستطاع أن يدخل فى حضرة الله , وبدون السيد المسيح لا تستطيع صلاة الإنسان أن تجد قبول أو دالة أو إستجابة , وعلشان كده القديس لوقا إن كان أتكلم عن إنسانية السيد المسيح فبيظهر بإستمرار السيد المسيح بيعتزل فى البرارى حين يصلى .وبعدين أحداث أنجيل معلمنا لوقا بتتسلسل بنفس تسلسل الأحداث فى إنجيلى متى ومرقس .

رد مع اقتباس
قديم 22 - 11 - 2013, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات فى أمثال السيد المسيح 2

وذكرت الأمثال الثلاثة لتوضيح طبيعة رسالة السيد المسيح ومفهوم الصوم فى الأناجيل التالية بالترتيب :

إنجيل متى 9: 14- 17
14حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيراً، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 15فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ. 16لَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ، لأَنَّ الْمِلْءَ يَأْخُذُ مِنَ الثَّوْبِ،فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 17وَلاَ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ، لِئَلَّا تَنْشَقَّ الزِّقَاقُ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعاً».

إنجيل مرقس 2: 18- 22
18 وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ، فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: « لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 19فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. 20 وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. 21 لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 22 وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ».

إنجيل لوقا 5: 33- 39
33وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا كَثِيراً وَيُقَدِّمُونَ طِلْبَاتٍ، وَكَذَلِكَ تَلاَمِيذُ الْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضاً، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟» 34فَقَالَ لَهُمْ: «أَتَقْدِرُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي الْعُرْسِ يَصُومُونَ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ 35وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ». 36وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيدٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ، وَإِلاَّ فَالْجَدِيدُ يَشُقُّهُ، وَالْعَتِيقُ لاَ تُوافِقُهُ الرُّقْعَةُ الَّتِي مِنَ الْجَدِيدِ. 37وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَهِيَ تُهْرَقُ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. 38بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ، فَتُحْفَظُ جَمِيعاً. 39وَلَيْسَ أَحَدٌ إِذَا شَرِبَ الْعَتِيقَ يُرِيدُ لِلْوَقْتِ الْجَدِيدَ، لأَنَّهُ يَقُولُ: الْعَتِيقُ أَطْيَبُ».

الحقيقة الأناجيل الثلاثة أشتركت فى كتابة الأحداث بعد عزومة متى للسيد المسيح وحادثة شفاء الأبرص المذكورة فى أنجيل معلمنا لوقا , وبدأت الأحداث التالية بموضوع الصيام مع إختلاف طريقة أسلوب كتابة كل بشير من البشيرين عن الآخر ولكن المضمون لم يتغير وقد ذكروا الأمثال الثلاثة كما هى .
بنشوف الحوار اللى بيتم بين السيد المسيح وبين الكتبة والفريسيين اللى سألوه بعدة أسئلة بتبدأ بكلمة لماذا , وكأن أول سؤال «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ؟»؟ وده اللى ذكره أنجيل لوقا والسؤال الثانى لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا كَثِيراً وَيُقَدِّمُونَ طِلْبَاتٍ، وَكَذَلِكَ تَلاَمِيذُ الْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضاً، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟» والصاحى يلاحظ حاجة عجيبة هنا فى أحاديث الكتبة والفريسيين أن السؤال الأول مش التلاميذ اللى أكلوا مع العشارين والخطاة ولكن مين اللى أكل مع العشارين والخطاة ؟ طبعا السيد المسيح ويمكن معلمنا متى أوضح ذلك«لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟» وكذلك معلمنا مرقس «مَا بَالُهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟» لكن لم يسألوا السيد المسيح ولكن سألوا التلاميذ عن السيد المسيح , وفى السؤال الثانى سألوا السيد المسيح ولكن سألوه عن التلاميذ وقالوا ليه مابيصومش تلاميذك زى تلاميذ يوحنا والفريسيين , وكأن فى محاولات منهم للإيقاع مابين السيد المسيح وما بين التلاميذ , يعنى يشككوا التلاميذ فى السيد المسيح ويشككوا السيد المسيح فى التلاميذ , لكن فى كل الأحوال كان السيد المسيح متيقظ جدا وواعى فى ردوده أنه يحمى تلاميذه , وإذا أكلوا طيب ليه بتاكلوا وبعدين طيب ليه مابتصوموش , وكان من المعروف أن اليهود بيصوموا يومين فى الأسبوع اللى هم الخميس أو يوم صعود موسى على الجبل لأخذ الوصايا العشرة ويوم الأثنين أو يوم نزوله من على الجبل بعد أن أخذ الوصايا العشرة فكانوا بيصوموا اليومين دى تذكار صعود ونزول موسى من على الجبل ومنهم الأخوة المسلمين أخذوا صيام يوم الأثنين والخميس, وكان الفريسيين مدققين جدا فى هذا اليوم بالرغم أن فى العهد القديم وصية الصوم كانت من أجل يوم واحد فقط وهو يوم الغفران أو يوم كيبور وهو ده كان اليوم الوحيد اللى بيتصام عند اليهود رسمى حسب الشريعة وهو اليوم اللى أستغلته القوات المسلحة المصرية وضربت فيه 6 أكتوبر , وهذا هو اليوم اللى كل نفس بتتذلل فيه وهو ده اليوم اللى كان رئيس الكهنة يدخل إلى قدس الأقداس مرة واحدة فى السنة وبيسمى عيد الكفارة وبعدين بقى يصوموا اليوم السابع واليوم العاشر من الشهر وصيامات كثيرة أخرى يعنى وضعوا أصوام كثيرة جدا من عندهم أو من التقليد وبعد ما وضعوا الأصوام الكثيرة دى أتضايقوا وبعدين وجدوا معلم جديد ما بيصومش تلاميذه طبعا متغاظين, ولذلك نجد أن الفريسيين دخلوا فى موضوع الصيامات وطبعا تلاميذ يوحنا كانوا معاهم ويوحنا لأنه ناسك من الدرجة الأولى ولا يأكل إلا جراد وعسل برى فكان كثير الصيام وماكانش بيشرب خمر خالص وبالتالى علم تلاميذه هذه النسكيات وكان واضح أن يوحنا وتلاميذه كان ليهم قدر كبير من الجهاد زى ما فى طبقة الفريسيين اللى ليها قدر أيضا من الجهاد وهو أنها بتصوم يومى الإثنين والخميس , وهنا فتح السيد المسيح موضوع الصيام ككل ووضع لينا مفاهيم جميلة جدا لموضوع الصوم لأن فى ناس كثيرين مش فاهمين موضوع الصوم للأسف الشديد ومنهم للأسف كهنة كثيرين وبيرشدوا بمفهوم خاطىء وكأن الصوم إجبار وفرض علينا كالأديان الأخرى ,وياريت وأحنا داخلين على الأسبوع الأول من الصيام أن نراجع مفاهيم السيد المسيح ونطلع بيها ونخلص بقى من المفاهيم الغلط اللى أحنا بنعيشها تجاه الصوم والفتاوى الكثيرة اللى الناس بتفتيها فى الصوم وفى معنى الصوم لدرجة أن أنا عايز اقول أن أحنا تأثرنا بالمجتمع اللى أحنا بنعيش فيه وأخذنا أفكار كثيرة منه وهذا ليس فى مسيحيتنا لكن اللى عايز يعرف معنى الصوم يشوفه كما سماه السيد المسيح وكما تكلم عنه السيد المسيح , فلما سألوه كما فى أنجيل لوقا 33وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا كَثِيراً وَيُقَدِّمُونَ طِلْبَاتٍ، وَكَذَلِكَ تَلاَمِيذُ الْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضاً، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟» وكلمة طلبات يعنى صلوات محفوظة زى الأجبية , أحنا وتلاميذ يوحنا بنصوم وتلاميذك ولا بيصوموا ولا بيصلوا وعمالين ياكلوا ويشربوا بس وأنت سايبهم مرحرحين , طيب أحنا بنصوم كثير ليه وطالع عينينا يعنى فى الصيام؟ أحبائى أياكم أن تكونوا بنفس هذا الفكر متضايقين من كتر الصيام لأن احنا بنصومه غصبا عننا ! فقال لهم السيد المسيح ثلاثة أمثال , تعالوا نتأمل فى أول مثل :
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 11 - 2013, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات فى أمثال السيد المسيح 2



1-مثل بَنُو الْعُرْسِ


أنجيل متى 15فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ.
أنجيل مرقس19فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. 20 وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ.
أنجيل لوقا 34فَقَالَ لَهُمْ: «أَتَقْدِرُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي الْعُرْسِ يَصُومُونَ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ 35وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ».

الصوم فى معناه تذلل طيب التذلل ده عايز يقودنا إلى أيه ؟ فى الحقيقة الصوم فى حد ذاته لا يحسب لنا بر والصوم ليس هدف ولكنه وسيلة لنوال بر وماليش غير بر السيد المسيح والصوم ده أنا بأعمله لأنى عايز السيد المسيح وإذا كان الموضوع هو حرمان من الأكل وإذا كنتم بتصوموا فالشيطان لا يأكل خالص ,إذا كان الموضوع هو جوع وحرمان من الأكل , يبقى الشيطان ليه بر كبير قوى لأن الشيطان ما بيأكلش خالص , وعلى الأقل أحنا بنصوم وبنأكل فى الآخر لكن الشيطان ما بيأكلش نهائى إذا بهذا المفهوم ليه بر لو كان الصيام بيتحسب لنا بر , إذا ما هو هدف الصوم تعالوا نشوف .
فى هذا المثل نجد هنا أن السيد المسيح شبه نفسه بالعريس وقال لهم مش ممكن يكون فى فرح والناس صايمة , وفرح معناه أن العريس موجود مع بنى العرس اللى المقصود بيهم التلاميذ وطبعا نحن أولاد الفرح وهو تشبيه جميل جدا من السيد المسيح للناس اللى تبعوا دعوته أو تبعوا ملكوته بيسميهم بنو العرس أو أولاد الفرح وعلشان كده موضوع الفرح فى الحياة المسيحية من المواضيع الحلوة اللى أحنا لازم نختبرها ونعيشها وأن أحنا نعرف أننا مدعون إلى فرح مش لحزن ولا لبكاء , وحتى إذا كنا بنحزن أو بنبكى فى توبتنا لكن هذا الحزن هو حزن للفرح وهو بيقول فى كورونثوس الثانية 7: 10
10لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتاً. (الحزن الذى للتوبة ينشىء فرح) ولذلك قال ما يقدروش يصوموا مادام العريس معاهم لأن مفيش داعى للصوم وإن جائوا تلاميذ يوحنا والفريسيين وهم متغاظين وقالوا لماذا نصوم نحن كثيرا , وهم صحيح بيصوموا لكن شاعرين أن هذا الصوم فرض وأن الصوم قيد وأن الصوم واجب لازم يعملوه وأن هذا الصوم حاجة ثقيلة , ولذلك رد عليهم السيد المسيح بما معناه أنكم فاهمين الصيام غلط والصوم هو إستدعاء للعريس ولكن لما يترفع العريس عنهم وهم يشتاقوا إلى العريس فحينئذ يصومون فى تلك الأيام وكأن الصوم هو طريق يسلكوا من خلاله لكى ما يرجع العريس إليهم وهو طريق للتوبة والعودة بالعريس مرة أخرى وعلشان كده الكنيسة بتقول لنا أن مفيش صيام إنقطاعى بعد ما الإنسان يتناول لأن الإنسان اللى أتناول معناه أنه أخذ العريس والعريس موجود يبقى ما يقدرش يصوم صوم إنقطاعى بعد ما يتناول وكما لا يصح أنه يعمل مطانيات أو يعمل سجدات بعد التناول سواء هو أو الكاهن لأن العريس جواه لأن السجود والصيام معناه طلب لوجود العريس أو إشتياق أن العريس ييجى , وإذا كنت أنت أخذت العريس فأيه معناه أنك تصوم وأيه معناه أنك تعمل مطانية , لأن الإنسان اللى أتناول وأتحد بالسيد المسيح واللى أتحد بالعريس يعنى وصل للفرحة فلا يتفق معاه حياة النوح أو البكاء لكن فى أوقات يرفع العريس عنهم حينئذ يصومون , وكلمة يرفع العريس مش معنى كده أننا بنفقد حضور السيد المسيح لأن السيد المسيح قال (ها أنا معكم كل الأيام وإلى أنقضاء الدهر) لكن الكنيسة بتعلمنا فى الصوم كموسم للتوبة أو موسم لطلب الله ,أى لما الإنسان يبقى فى خطية أو حاسس بالبعد عن الله أو فى أحساس بتغربه عن الله بالرغم من أن السيد المسيح كائن وموجود بإستمرار إلى إنقضاء الدهر, لكن بسبب الخطية أو بسبب التكاسل أو التهاون قد يخفى حضور العريس عن أعيننا وعلشان كده إحنا بنصوم من أجل إستعلان حضور العريس مرة تانية كطريق للتوبة , يعنى السيد المسيح لم يرفض مبدأ الصيام ودى البداية , ولكنه وضع مفهوم جميل للصيام : أول مفهوم للصيام : هو من خلال كلمة العريس وعايز يقول لنا أن الصيام ليس حرمانا بل هو بالدرجة الأولى موضوع حب , وهدف الصوم ليس هو مجرد ممارسة نسكيات وعبادة وإجبار وفضوا التلاجات من الأكل الفطارى أو أتبرعوا بيه لأى حد , بل هدف الصوم هو التمتع بالإتحاد بالعريس وليس الهدف أن أنا آخذ بر أو يتحسب لى حاجة حلوة أنا عملتها , ولذلك جوهر العبادة الحقيقية أن الإنسان يتمتع بشخص السيد المسيح وبشخص العريس وأن يصل للسيد المسيح وحتى وإن كان الصوم جوع ولكن فى واقع الأمر الصوم بينشىء حالة شبع بالعريس ويبقى الإنسان خارج من الصوم وهو شبعان لأنه وجد السيد المسيح , يعنى هدف الصوم اللى أنا بأصومه مش لأنه مفروض عليا أو واجب عليا وأن أنا أقوى إرادتى أو أن أنا معرفش أعمل أيه زى ما الناس بتقول أن أنا أصح أوأن صحتى تتحسن (صوموا تصحوا), الحقيقة يا أحبائى هذا ليس بهدف الصوم إطلاقا , ولكن هدف الصوم هو التمتع بالإتحاد بالعريس وأن أنا أصل إلى العريس , وعلشان كده الصوم ماهواش وسيلة وماهواش هدف ومش نقط حاتتحسب للإنسان يعنى أنت صمت الخمسة وخمسين يوم حاتاخد خمسة وخمسين نقطة وأنت صمت الأربعين حاتاخد أربعين والحسنات تذهبن السيئات زى مابيقولوا يعنى , ولو صمت للساعة 3 بعد الظهر يبقى ثوابك أكبر من اللى صام لحد 12 وأكبر من اللى ماصامش إنقطاعى خالص ! وللأسف دى الفكرة اللى أحنا بنعيشها وبنحاول أن أحنا ننفذها أن الصيام وسيلة لكسب الحسنات أو لكسب بر قدام الله , الحقيقة إطلاقا , الصوم ليس هدف ولا فريضة فرضت على الإنسان لكن الصوم وسيلة وطبعا فى فرق أن الهدف يتحول إلى وسيلة وبين أن الوسيلة تتحول إلى هدف , فمعنى الوسيلة أنها بتقودنا وهى طريقة بتوصلنا مش علشان أن يكون لينا بر لكن علشان نتحد بالسيد المسيح اللى هو البر الحقيقى وعلشان كده الصوم هو عمل يختص بعلاقتنا مع الله وليس عمل يختص بالناس إطلاقا وعلشان كده هو عمل سرى بينى وبين ربنا وهو ده اللى قاله السيد المسيح ( متى صمت فصوم فى الخفاء وأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية) , مش أحنا زى الآخرين اللى بيصوم منهم يقول الحمد لله أنا صايم , هو أنت صايم زيى أصل أنا صايم , وهو عنده ده ثواب وبيدعو للصوم , لكن أحنا عندنا الصوم مش كده , لكن الصوم (لا تظهر للناس صائما) لأن دى علاقة سرية مابينك وبين الله (متى صمت أدهن رأسك وأغسل وجهك لكى لا تظهر للناس صائما) وعلشان كده هو عمل سرى فى الخفاء لا يظهر للآخرين لأنه لو ظهر للآخرين فتكون عندنا أحنا فقد قيمته الروحية , لو أنا أعلنته للآخرين يبقى مالوش أى قيمة , وعلشان كده الصوم ليس عمل لمجاراة الناس , يعنى لقيت الناس صايمة فأنا صمت كمان معاهم , وللأسف حتى لو كانت المجاراة دى للكنيسة ومش علشان الكنيسة صايمة أنا صايم , فأنا مش بأقلد ومش بأحاكى , لكن أنا بأصوم لأن الصوم ده إحتياجى وهو علاقتى السرية للإتحاد بالعريس , وصدقونى لما سألت الكثيرين لماذا يصومون وجدت أيضا إجابات عجيبة , فياترى هو تقصير من الكنيسة المتمثلة فى الآباء الكهنة والخدام وفشلهم فى تعريف الناس لماذا يصومون وما الغرض من الصيام ؟ وصدقونى ما أخطر الناس اللى بتصوم مجرد محاكاة ومجاراة للآخرين أو للكنيسة لو كانت بتفرضه على الناس , فالصوم لابد أن يكون غير منظور كشرط أساسى مايبقاش منظور من الناس علشان ينظر من الله , فهو علاقة سرية لأنها علاقة الإتحاد بالعريس , والصوم ده عمل مقدم لله وحده أو ذبيحة حب من الإنسان لله , وإذا كان الإنسان بيتكون من جسد ونفس وروح , فمعنى الصوم أن الجسد والنفس والروح بتتفرغ تفرغ كامل وتام للإتجاه ناحية العريس أو ناحية الحب , وعلشان كده الصوم أيا كانت درجته حتى لو كان للساعة 6 بالليل لكن خالى من حب ناحية ربنا لا ينظر من الله إطلاقا , فلازم يكون الجسد فى حالة تخصيص لله وممتنع عن الطعام لأنه ملتفت إلى الله , والنفس الصايمة هى اللى ممتنعة عن اللذة أيا أن كانت اللذة والمتعة لأنها ملتفتة إلى الله , والروح ملتصقة بربنا , وعلشان كده زى ما الكنيسة بتعلمنا أن الصوم يرتبط على طول بالصلاة وأن الصلاة هى التى تلزق الروح بالله وتقود النفس للإتحاد بالله , يعنى ماينفعش الإنسان يصوم من غير ما يصلى , فالصوم هو حالة تخصيص للجسد والنفس والروح أنها تكون لهذا العريس , وكلمة تخصيص فى الأنجيل تعنى تقديس , وعلشان كده الإنسان اللى بيصوم الصوم الروحانى كما أوجده الله تصير تلك الروح وهذه النفس وهذا الجسد مخصص لله ومتحد بالله وملتصق بيه , ومن هنا يبقى هذا الصوم إختبار هام وخطير جدا فى حياة كل إنسان مسيحى , ومش لأنه بيجارى الناس أو بيجارى الكنيسة لكن لأنه بيدخل فى هذا الإتحاد السرى بينه وبين العريس , وكأن الصوم نقلة إرادية بإرادة الإنسان من حالة الجسد المتفقة مع العالم وبرغباته وبإهتماماته إلى حالة روحية متفقة مع الله بإهتمامته وبرغباته , والنفس التى تقدست بإتحادها بربنا من خلال الصوم هى التى تستطيع أن تأخذ الكلمة التى قالها السيد المسيح ( هذا الجنس لا يخرج بشىء إلا بالصلاة والصوم ) طيب وما هو المقصود بكلمة هذا الجنس ؟ طبعا الشر والخطية ومش مجرد أنه حايخرج الشياطين اللى فينا , لكن روح الخطية اللى موجودة داخلنا لما النفس تتحد بالمسيح اللى هو العريس تستطيع أنها تتغلب وتطرد روح الشر أو روح الخطية وروح الشيطان وعمل الشيطان اللى مسيطر علينا , ولذلك قال لهم السيد المسيح ما يقدروش يصوموا مادام العريس معاهم , لأنهم متحدين بالعريس وهو معاهم طيب حايصوموا ليه ؟ لأن كان السيد المسيح فعلا فى وسطيهم , وهدف الصوم هو الإتحاد بالعريس والعريس معاهم (انا فى وسطهم) , (ولما كنت معهم فى العالم كنت أحفظهم من الشرير) إذا هم وصلوا لحالات التقديس لأن أنا معاهم فعلا ووجودى معاهم كان بيحفظهم من الخطية وده حسب صلاته فى أنجيل يوحنا 17 , لكن لما يرفع العريس حينئذ يصومون , لما يرفع العريس على الصليب ويطلع فوق فى السماء حايصوموا لكى ما يتحدوا بيه ولكى ما يتقدسوا بيه , لكن أنا دلوقتى معاهم فهم مش محتاجين للصوم وأنا دلوقتى مقدسهم وهو قال لهم فى يوحنا 15: 3 3أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ.
( أنتم أنقياء بسبب الكلام الذى كلمتكم به) وطول ما أنا معاكم أنا بأعمل لكم عملية التنقية والتقديس والتطهير إذا ماهماش محتاجين يصوموا أو إلى هذا الصوم , العريس معاهم إذا أنا بأقدسهم لكن لما يرفع العريس فحينئذ يصومون .
وبعدين السيد المسيح أعطاهم مثلا آخر لتغيير مفاهيم الصوم وهو:

  رد مع اقتباس
قديم 22 - 11 - 2013, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات فى أمثال السيد المسيح 2



2-مثل الثَوْبٍ العَتِيقٍ


أنجيل متى 16لَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ، لأَنَّ الْمِلْءَ يَأْخُذُ مِنَ الثَّوْبِ،فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ.
أنجيل مرقس 21 لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ.
أنجيل لوقا 36وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيدٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ، وَإِلاَّ فَالْجَدِيدُ يَشُقُّهُ، وَالْعَتِيقُ لاَ تُوافِقُهُ الرُّقْعَةُ الَّتِي مِنَ الْجَدِيدِ.

السيد المسيح بيقول لهم ما ينفعش أجيب قطعة قماش قديمة وأرقعها بقطعة قماش جديدة طيب ليه ؟ هو بيقول كده لو رقعت القماشة القديمة بالقماشة الجديدة , أو بمعنى آخر عندى قطعة قماشة قديمة فيها خرم أو خرق وجيت خيطت فيه قطعة قماشة جديدة فبيقول السيد المسيح يصير الخرق أردأ أو أوحش لأن طبيعة القماشة الجديدة لا تتفق مع طبيعة القماشة القديمة طيب ليه ؟ لأن قطعة القماشة القديمة أتغسلت قبل كده وكشت والقماشة الجديدة لسة ما أتغسلتش قبل كدة فلما تيجى تضع القماشة الجديدة فى مكان خرق القماشة القديمة وتيجى تغسلهم فالقماشة الجديدة تكش فتقوم تأكل الحواف أزيد فيصير الخرق أردأ وأوسع لأن طبيعة القماشة الجديدةلا تلائم طبيعة القماشة القديمة , فمسألة أنك تضع قطعة جديدة على قطعة قديمة ما ينفعش ولكن ينبغى أن الكل يكون جديد وعلشان كده لازم الإنسان يتجدد ككل , لكن يجدد حتة ويسيب حتة ونقول نبطل الخطية دى علشان دى ممكن نبطلها يعنى ومش مهمة قوى , لكن الخطية دى مانقدرش نبطلها ومتمسكين بيها ما ينفعش وتضع حتة جديدة على حتة قديمة يصير الخرق أردأ ولكن عايز تتجدد تتجدد ككل ولذلك بيعطيهم مفهوم جديد للصوم وأن الصوم فى حد ذاته ليس برا والصوم مش هدف ولكن الصوم وسيلة لنوال بر المسيح وأن أنا أدخل فى شركة مع العريس وعلشان كده تبقى حياتى كلها جديدة وعايز أصوم بمفهوم جديد يبقى ليا توبة جديدة متجددة كل يوم ويبقى لى حياة جديدة مش بأرقع حياتى الروحية بحتة من هنا وحتة من هنا مش حاتقدر تستحمل . إذا ما ينفعش ترقع جديد فى القديم وما ينفعش ترقع الجديد بالقديم لكن لازم تبقى الحاجة كلها جديد فى جديد ودى أخطر حاجة للإنسان فى حياته الروحية يحاول يعملها أنه ياخد حاجات من الحياة الجديد ويضعها فى حياته القديمة بالرغم أن حياته القديمة هى هى وما غيرش فيها , والقديم والجديد مش بمعنى العهد القديم ووصايا العهد القديم , والجديد هو العهد الجديد , لأ القديم هنا بمعنى الإنسان العتيق أو إنسان الخطية اللى طبيعته لم تتجدد بعد , إذا القديم هنا بيرمز إلى الإنسان العتيق , والجديد يرمز إلى عمل النعمة , وما ينفعش تخلط الأثنين ببعض لأن القديم مش حا يستحمل النعمة , زى ما بولس الرسول بيقول فى كورنثوس الثانية 5: 17 17إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً. فى تجدد الإنسان لازم يتجدد فى الفكر وفى المشاعر وفى الحواس وفى الأحاسيس ويتجدد كله على بعضه , ومش ياخد حاجة ويسيب حاجة , ولازم كل حاجة فيه يبقى لها طبيعة جديدة وعلشان كده بيكلمهم عن عمل النعمة وعن عمل الجديد , فلا يعيش الإنسان حياة الخطية وحياة النعمة فى نفس الوقت , لكن لازم حياة النعمة تجدد القديم كله وتجعله جديد , وتلاميذ يوحنا والفريسيين جايين وهم زعلانين أنهم بيصوموا صيام كثير , لكن السيد المسيح قال لهم الصيام اللى أنتم بتصوموه ده أنتم بتصوموه بالإنسان العتيق وبفكر عتيق , بفكر أن الصيام يحسب بر , بفكر الصيام أنك تظهر للناس أنك صائم علشان تاخد مديح وتاخد بر , وده ما يتفقش مع الطبيعة الجديدة , لكن كل جهاد لينا خارج دائرة النعمة وخارج عمل النعمة باطل , يعنى أن كنت بأصوم وبأصلى وبأعمل جهادات روحية لكن خارج دائرة النعمة وخارج دائرة التجديد يبقى كل اللى أنا بأعمله باطل , والفرق بين العتيق والجديد هو إن الإنسان العتيق عايز يثبت بره الذاتى أنه بيصوم كثيرا جدا وأنه بيصلى كثيرا جدا وأنه بيعطى صدقات كثيرة علشان يقول أن أنا كويس , فالجهاد فى الإنسان العتيق أو فى العهد القديم هو أن أنا أعمل لكى ما أنال , وأن أنا بأتعب علشان آخد حاجة , لكن فى عهد النعمة فى العهد الجديد أنا ما بأعملش علشان أنال ولكن أنا بأعمل لأنى نلت , الإنسان العتيق والإنسان اللى فى الأديان الأخرى بيصوم ويصلى ويحج ويعمل كل الممارسات الروحية ويعطى , وذلك لكى ينال رضاء الله وعلشان ربنا يطبطب عليه ويقول له شاطر أنا مبسوط منك أنت عبد كويس , يعنى بيعمل علشان ينال الرضاء أو يجد نعمة , لكن أحنا فى المسيحية مش كده , أحنا فى المسيحية بنصوم وبنصلى وبنجاهد ليس لكى ننال نعمة ولكن علشان أحنا نلنا نعمة , وطبعا فرق كبير بين الأثنين , فالأولانى واحد بيعافر وبيجاهد وبيتعب ومش لاقى حاجة قدامه وقد يجد وقد لا يجد لكن فى المسيحية أنا ما بأعافرش لكن أنا بأسلك وبأجاهد لأنى أخذت قوة وأخذت نعمة , يعنى فرق بين الإنسان اللى فى حياته الروحية عمال ماشى يتخانق مع نفسه ومع رغباته وبيتخانق علشان يصوم , وبيتخانق علشان يصلى وكله بالعافية وكله بالزق وهو ده الإنسان اللى عايش فى الرقع القديمة او فى الإنسان العتيق , وفرق بين واحد تانى شعر بنعمة ربنا مالياه , وعلشان كده بيقف يصلى مش علشان ينال نعمة لأنه فعلا أخذ نعمة , وفرق كبير جدا بين الأثنين , واحد بيمشى بعصلجة فى حياته الروحية وواحد تانى ماشى مستريح لأنه فاهم أنه أخذ نعمة من ربنا لكى يستطيع أن يصلى ويصوم ويجاهد لأنه أخذ قوة من الله وهو مابيجاهدش خارج دائرة النعمة لكن بيجاهد فى إطار نعمة ربنا اللى بتسنده واللى بتقويه واللى بتشبعه واللى بتعطيله إمكانيات وده واضح فى رسالة أفسس 2: 10 10لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.
لكى ما نسلك فى أعمال صالحة سبق الله فأعدها لنا , ومش هى اللى لسة بتعد الأعمال الصالحة , لكن لا , دى أعمال صالحة سبق الله فأعدها لنا , هذا الموضوع خطير جدا لأن ده هو اللى بيفرق بين واحد فينا ماشى فى طريق الحياة الروحية بعصلجة وبالعافية وبالخناق وبالزق , ومابين واحد تانى ماشى فى حياته الروحية بفرحة وبهدوء وبراحة وبسلام , وتلاقى واحد يصوم وبعد ما يصوم يطلع يتخانق مع الناس , أو يصلى ويطلع يزعق فى اللى حواليه وبين واحد تانى أختبر عمل النعمة فالنعمة هى اللى ساندته وعلشان كده لازم نحفظ هذه العبارة كويس جدا أنا لا أعمل ولا أجاهد لكى ما أنال ولكنى أعمل وأجاهد لأنى نلت , فرق كبير جدا فى جهادى الروحى وصلواتى وأصوامى مش علشان آخذ لكن صلواتى وأصوامى وجهادى لأنى أخذت من نعمة ربنا , وعلشان كده فى واحد ماشى بعمل النعمة بتسنده وبتقويه وبين واحد تانى ماشى بعصلجة وجهاده ببره الذاتى تماما زى تلاميذ يوحنا والفريسيين اللى بيقولوا أشمعنى أحنا بنصوم كثيرا طيب أنتم مجوعينا ليه , وأنت تلاميذك ما عندهومش نسكيات خالص , وقال لهم السيد المسيح أنتم لم تختبروا الفكر الجديد والحياة الجديدة , وأياكم أن ترقعوا فى حياتكم الروحية بشوية ممارسات أو بشوية لطش كده بنضعها فى حياتنا الروحية , لكن الحياة الروحية السليمة الصح هى أن أحنا نجدد كل حاجة ونجدد كل الممارسات ونجدد كل الأفكار ونجدد كل النظرات ونجدد كل الكيان , وهوذا الكل قد صار جديدا , فالإنسان اللى بيرقع فى حياته الروحية مش حايستحمل ومش حايقدر يكمل وحايمشى سنة سنتين ثلاثة وبعد كده يصير الخرق أردأ وتصير حياته أوحش من الأول , لكن الإنسان اللى بنى حياته كلها على الجديد , هو ده الإنسان اللى يقدر يتمتع بالطبيعة الجديدة , فأنا لا أجاهد لكى ما أحصل على نعمة لكن أنا أجاهد لأنى حصلت على النعمة , ولازم تبقى الحتة دى واضحة فى طريق حياتنا الروحية .

وهنا واضح الإختلاف بين النظام القديم والنظام الجديد الذى كان السيد المسيح مزمعا أن ينشئه بحسب هذا المثل , فالنظام الإسرائيلى كان جديدا مرة فى وقت حلولهم عند جبل سيناء , ولكن كلما مضت الأيام عليه عتق وشاخ بسبب شرور الذين كانوا تحته فأصبح كجزء بالى لا يمكن ترقيعه ,وكان يوحنا المعمدان قد إجتهد فى إصلاح حالة إسرائيل لكى يستعدوا لقبول ملكهم وإلههم ولم يطلب أنهم يلبسون ثيابا جديدة بل إنما يزينون أنفسهم بالتوبة وإنكسار القلب , نعم لم يطلب منهم أن يلبسون ثيابا جديدة التى كان يجب أن يلبسوها دائما أمام الله , لكنهم لم يفعلوا ذلك , فسقط نظامهم الذى أفتخروا بيه وأثبت ضعفه وعدم نفعه من سوء حالتهم وعدم إمكان إصلاحهم ,فإحتاجوا إلى نظام جديد يتصف بالنعمة التى أفتقدتهم كالمشرق من العلاء فى السيد المسيح , الذى لا يليق به والحال هكذا معهم أن يضيع وقته فى ترقيع الثوب العتيق .

واضاف السيد المسيح المثل الثالث لتغيير مفاهيم الصوم وهو :


  رد مع اقتباس
قديم 22 - 11 - 2013, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات فى أمثال السيد المسيح 2



3-مثل الزِقَاقٍ العَتِيقَةٍ


أنجيل متى17وَلاَ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ، لِئَلَّا تَنْشَقَّ الزِّقَاقُ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعاً».
أنجيل مرقس22 وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ».
أنجيل لوقا37وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَهِيَ تُهْرَقُ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. 38بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ، فَتُحْفَظُ جَمِيعاً. 39وَلَيْسَ أَحَدٌ إِذَا شَرِبَ الْعَتِيقَ يُرِيدُ لِلْوَقْتِ الْجَدِيدَ، لأَنَّهُ يَقُولُ: الْعَتِيقُ أَطْيَبُ».

الزقاق عبارة عن إربة من جلد الماعز , وكلنا نعرف أن الجلد مرن عنده خاصية أنه ممكن يتمدد لما بيكون جديد والخمر الجديدة لما بيضعوها بيتركوها لحد ما تختمر , يعنى بتطلع غازات وبتزيد فى الحجم وتكبر فى الحجم , فلو الزقاق المصنوعة من الجلد قديمة يعنى بتكون مشققة ونشفت وما تقدرش تتمط , فلما الخمر يتخمر بتكبر فى الحجم فحاتروح مفرقعاها فيحصل أن الخمر تنسكب والزقاق تتلف وتتقطع , لكن الخمر الجديد لازم توضع فى زقاق جديدة علشان لما تختمر وتزيد فى الحجم يستطيع الجلد أن يتمدد معاها , يعنى ما ينفعش الواحد يرقع فى حياته الروحية قديم على جديد ولازم الإنسان كله يبقى جديد , قلبه جديد وفكره جديد وعقله جديد وحواسه جديدة , لكن اللى يحاول ياخد حتة من هنا وحتة من هنا وحتة من هنا مايقدرش يطلع حاجة ليها فايدة .
أيه معنى القديم والجديد ؟ هو أن السيد المسيح عايز يقول لهم بإختصار أن تعاليم الفريسيين وحتى تعاليم يوحنا المعمدان هى دى القديم , لكن أنا تعاليمى هى الجديدة وعلشان تقبلوا تعاليمى وتفهموها لازم أنتم تاخدوا طبيعة جديدة , فلو أخذتم النعاليم الجيدة وأردتم تركيبها على تعاليمكم القديمة مش حاتنفع وحاتفرقع زى الزقاق العتيقة , وهو ده فعلا اللى حصل مع الكتبة والفريسيين لما حاولوا يفهموا السيد المسيح ماقدروش يستحملوا وعلشان كده مسكوا السيد المسيح وصلبوه , والتعاليم القديمة مثلا عين بعين وسن بسن , وتحب قريبك وتبغض عدوك , وهم بيدققوا قوى فى الوصايا , لكن السيد المسيح جاء وقال من لطمك على خدك الأيمن حول له الآخر ,من سخرك ميل أذهب معه ميلين , وحبوا أعدائكم , ولذلك الطبيعة القديمة ما تقدرش تقبل تعليم جديد , خمر جديد أو تعاليم مفرحة ولكن طبيعة الإنسان طبيعة عتيقة فلازم هذه الطبيعة العتيقة تتغير , وهذا فعلا اللى السيد المسيح عمله جعلنا نخلع القديم وألبسنا الجديد , وده واضح لو رحنا لرسالة كولوسى 3: 9- 10
9لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، اذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ اعْمَالِهِ، 10وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ،وهو ده اللى عمله السيد المسيح أنه نزع الطبيعة العتيقة اللى فينا وألبسنا الطبيعة الجديدة , والزقاق القديمة هى تعاليم موسى أو تعاليم العهد القديم , لكن الخمر الجديدة المفرحة هى تعاليم السيد المسيح , وبعدين بيقول السيد المسيح اللى أتعود على العتيق ما يحبش يغيره , وهؤلاء الكتبة والفريسيين أتعودوا أن يعيشوا بالفكر القديم بالعادات والتقاليد بتاعتهم وهو ده اللى بيحصل فى كنائس اليوم أتعودوا على عادات وتقاليد غير صحيحة , واللى أتعود على حاجة ما بيغيرهاش حتى لو كانت غلط وهو مقتنع تماما أنها غلط , ولذلك نرى الكتبة والفريسيين قد رضوا بكدة وأستقروا بكدة وتمسكوا بهذا , وقالوا لأ كل ما هو عتيق هو شهى ولذيذ ومن المعروف للناس أن الخمر المعتقة طعمها حلو ! لكن فى خمر جديدة اللى قام بتحويلها السيد المسيح فى عرس قانا الحليل اللى لما ذاقوها وجدوا أن هى أطيب وأحلى وأحسن , بالرغم من الغير متعارف عليه عند هؤلاء اليهود , فأحنا فى الأول كنا بنشرب هذه الخمر العتيقة أى ما يعده الجسد لنا , لكن دلوقتى أحنا مش عايزين الخمر العتيقة تفسد شهيتنا للخمر الجديدة , والإنسان العتيق أيا أن كان لأننا ساعات بنفتكر أن الإنسان العتيق هو إنسان الشهوات , ولكن الإنسان العتيق اللى كان فى الكتبة والفريسيين لم يكن الشهوات لكن كان البر الذاتى أو الإنسان اللى فرحان ببره الذاتى , وهو ده الإنسان العتيق سواء إن كان شهوات ورغبات أو إحساس بالبر الذاتى والقداسة الذاتية , ودى تفسد شهوة الإنسان وتعطل الإنسان عن نوال الخمر الجديدة أو الحياة الجديدة فى السيد المسيح , وعلشان كده بنلاقى فى أوقات كثيرة الناس مش عايزة تقرب من ربنا ومش عايزة تقرأ فى الكتاب المقدس ومش عايزة تصلى ومش عايزة تتقدس وبتميل بسهولة جدا ناحية الخمر العتيقة لأن الطبيعة لم تتجدد بعد لأنها محتاجة لنعمة السيد المسيح اللى بتجددها وتقدسها وعلشان كده فى سؤال أحب أسأله يا ترى أنا من أى نوع وبأتذوق أى خمر ؟ هل العتيقة أم الجديدة ؟ القديم بيعتمد على الممارسات والشكليات , بينما الجديد بيعتمد على الإيمان والنعمة , طبعا فى فرق كبير بين الأثنين , فالحياة الروحية هل بتعتمد على صمت كم يوم وكم ساعة أو بتعتمد على نعمة ربنا وإيمانى وثقتى فى ربنا , فالعهد الجديد قائم على الإيمان والنعمة بينما العهد القديم كله كان قائم على الممارسات , ويا ترى كنيستنا هى كنيسة ممارسات وشكليات أو كنيستنا قائمة على الإيمان والنعمة ؟ والعهد القديم أو الإنسان العتيق زى ما شفنا ماكانش فى ذبيحة تقدم عن الخطية العمد وكل ذبائح العهد القديم كانت تقدم عن الخطايا المعمولة سهوا أو غصب عن الإنسان , ولكن الخطية اللى الإنسان بيعملها متعمد مالهاش ذبيحة ومالهاش غفران لكن ليها رجم وليها موت , والسيد المسيح جاء فى العهد الجديد يعالج الناس الخطاة اللى هم عاشوا فى الخطية متعمدين واللى محكوم عليهم بالموت وبالرفض وعلشان كده شفناه قاعد فى وسط العشارين والخطاة لأن مفيش حد بيعشر وبيزنى غصب عنه دى خطية عمد ومتعمدين , وفى العهد القديم ماكانش ليها ذبيحة لكن فى العهد الجديد بنشوف أن السيد المسيح بيعالج الخطية العمد اللى مالهاش ذبيحة ويقدم نفسه ذبيحة عن الخطاة لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ
والفريسيين ماقدروش يشعروا بخطيتهم , وإن كانوا فعلا ما بيزنوش ومابيقتلوش ومابيسرقوش لكن شكليا و وعلشان كده عمرهم ما شعروا أنهم خطاة , لكن السيد المسيح جاء وأراهم , لأ ده أنت يا فريسى بتقتل والدليل على كده أن من يغضب على أخيه ويقول له يا أحمق يكون قاتل نفس , وصحيح يمكن ما بتزنيش جسديا لكن من نظر إلى أمرأة وأشتهاها فى قلبه زنى بها , إذا فى هذا الوقت الفريسيين أبرارا بحيث أنهم ما فعلوش أى فعل علنى , لكن خطاة جدا بسبب الخطايا اللى بيعملوها فى السر , وعلشان كده السيد المسيح جاء مش لكى يجدد الشكل الخارجى أو يضع رقعة على الثياب القديمة , لكن جاء علشان يقدم حياة جديدة للكل , ويضع خمر جديدة وتعاليم جديدة فى زقاق جديدة , ويجدد الطبيعة البشرية , ويجدد الفكر ويجدد التعاليم ويجدد كل شىء , وهو ده اللى ماقدرش الكتبة والفريسيين أنهم يفهموه ومن هذه اللحظة أبتدأت الصراعات بينهم وبين السيد المسيح .
من المعلوم أن عمل الروح القدس تحت العهد القديم يختلف عن عمله تحت العهد الجديد , كان حينئذ يلد للعبودية فى المؤمنين الحقيقيين كما فى روميه 8: 15
15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ»., ثم فى معاملة الآخرين كان يأمر ويسمح بأمور كثيرة لا يجوز عملها الآن , فالروح المعطى لتلاميذ السيد المسيح لا يعمل كما عمل سابقا ,وهذا واضح فى روميه 4: 1- 7 1 فَمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِيمَ قَدْ وَجَدَ حَسَبَ الْجَسَدِ؟2لأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ، وَلَكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ.3لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً». 4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ.5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.6كَمَا يَقُولُ دَاوُدُ أَيْضاً فِي تَطْوِيبِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَحْسِبُ لَهُ اللهُ بِرّاً بِدُونِ أَعْمَالٍ :7«طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ.
وعلى ذلك فأن أتقى يهودى حسب الناموس لا يقدر أن يصير تلميذا للسيد المسيح إن لم يتغير تغييرا عظيما جدا , العهد القديم لا يحتمل الجديد كأنهما نظام واحد أو أن العهد الجديد إنما هو إمتداد العهد القديم وإتساعه , فالمسيحى الذى يظهر الروح الناموسى إنما يخسر كل شىء فإنه لا يقدر أن يحفظ الخمر الجديدة فى الزقاق العتيقة , وكان يجب على اليهودى أن يحافظ على التقوى حسب الشريعة وقت وجودها ولا أحد يلومه ولا أحد يلوم الشريعة أيضا , ولكن يجب علينا أن نكون مسيحيين الآن بموجب نسبتنا للسيد المسيح ونسلك كما سلك هو ونحافظ على روح النعمة فى كل أمورنا .
الحقيقة فى إنجيل معلمنا لوقا ذكرت أية 39
39وَلَيْسَ أَحَدٌ إِذَا شَرِبَ الْعَتِيقَ يُرِيدُ لِلْوَقْتِ الْجَدِيدَ، لأَنَّهُ يَقُولُ: الْعَتِيقُ أَطْيَبُ».
والتى لم يذكرها البشيرين متى ومرقس وهنا من هذه الآية نجد إختلاف الذوق أو المشرب , ومن المعلوم أن عوائد الإنسان تفعل فيه فعلا قويا , وكلما تعود على شىء يستصعب تركه وهذا يصدق علينا من كل الأوجه فى الدين وفى الدنيا معا , وكان اليهود قد تعودوا على أحوالهم القديمة وإستاءوا أن يغيروا العادة ويقبلوا النظام الجديد والروح الجديد الذين أتى بهما السيد المسيح , فالناموسى يتمسك بالناموس لأنه تعود عليه . وفى سفر الأعمال والرسائل نرى عند الدراسة كم كان صعبا على اليهود حتى المؤمنين بالسيد المسيح أن يبدلوا عوائدهم القديمة بما يناسب إيمانهم الجديد وهذا للأسف ما يحدث فى الكنيسة الآن من تأليه للقديسين والتمسك بما كتب فى بعض كتب ابو كريفا العهد الجديد والتى يحتويها السنكسار, والحقيقة ده موضوع آخر سأتطرق إليه فى تأمل مستقل .
ولكن تعليم السيد المسيح هنا يفيدنا فائدة عامة ودائمة على جميع الأحوال بحيث أنه يرينا قوة العادة السابقة فى الإنسان وكم يعسر عليه ترك كل ما تعلمه من صباه ليخضع لكلمة الله وبالحق يستحيل عليه ذلك إن لم يولد من فوق كما يقول أرميا 13: 23
23هَلْ يُغَيِّرُ الْكُوشِيُّ جِلْدَهُ أَوِ النَّمِرُ رُقَطَهُ؟ فَأَنْتُمْ أَيْضاً تَقْدِرُونَ أَنْ تَصْنَعُوا خَيْراً أَيُّهَا الْمُتَعَلِّمُونَ الشَّرَّ! وينبغى أيضا أن نذكر أنه يوجد فينا نوعان من الذوق بإعتبار ولادتنا من فوق , عرفنا الشر لأننا تعلمناه من صبانا , وإنما ذقنا الخمر الجديدة حين أبتدأنا أن نشترك مع الآب ومع أبنه بواسطة الروح القدس ,ولكن الجسد الفاسد مع ميوله وشهواته لم يزل باقيا فينا وإذ أتغلبنا فى وقت ما نرجع حالا إلى الخمر العتيقة يعنى الشر الذى كنا معتادين عليه من قبل وكمان نفضله على الشركة الروحية , آه كم وكم أحزنا الروح القدس اللى هو القوة الوحيدة فينا للمحافظة على الشركة , بل سقطنا ورجعنا بأسرع وقت إلى الأشياء التى كنا نظن أننا قد تركناها إلى الأبد , وعلشان كده يمكن لنا أن نمتحن أنفسنا دائما بهذا القانون البسيط ونسأل ما هى صفات الأشياء التى تلذ لذوقنا الآن وهل هى من الروح أو من الجسد أو من السماء أو من الأرض , أو بإختصار هل هى ما يتعلق بشركة الآب والأبن أو هى الخمر العتيقة التى شربناها من صبانا ؟ , وعلى كل حال لا يمكن أن نستطيب نوعين فى وقت واحد. وهذا ما يقوله القديس بولس الرسول فى روميه 13: 14 14بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ.

  رد مع اقتباس
قديم 22 - 11 - 2013, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات فى أمثال السيد المسيح 2

تعالوا نجاوب على سؤال بيدور فى أذهاننا ما هو الفرق بين الجديد والعتيق ؟

أن ربنا وإلهنا السيد المسيح هو وسيط العهد الجديد وهو أسمى من موسى بمقدار كون السيد المسيح هو إبن الله وهو سيد على البيت , بينما موسى هو خادم الله الذى كان أمينا فى البيت , والسيد المسيح هو العريس الحقيقى للكنيسة , بينما العتيق موسى كان خادما فى بيت العريس , ونحن فى السيد المسيح قد ولدنا ثانية بروح الله من المعمودية ونستطيع أن ندعوا الله أبانا , بل ويستطيع هو له المجد أن يخاطبنا نحن الذين صرنا بنعمته من الله فى السيد المسيح أى الذين قمنا معه من بعد معموديتنا لأنه عندما قام من الأموات قام بصفته البكر بين أخوة كثيرين وهو يدعوهم (أخوة قديسين) وده واضح من رسالة كولوسى 1: 21- 22 21وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ، لأنه على أساس هذه الحقيقة قد تقدسنا وهذا ما يقوله بولس الرسول فى العبرانيين 2: 11 11لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهَذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً، (المقدس والمقدسين جميعهم واحد) , وإذ قد تخصصنا بدم السيد المسيح لخدمة الله وعبادته , فقد صرنا مقدسين إلى الأبد بتلك الذبيحة الواحدة التى قدمها السيد المسيح على خشبة الصليب والتى تعمل عملها الدائم فى غفران خطايانا كلما نتوب .
أن السيد المسيح وهو الخمر الجديد (فى المثل) قد جاء لنا بالخلاص وبالأخبار الطيبة من القدس السماوى ليصير لنا الخلاص , والأخبار من نصيبنا , فقد أخبرنا الروح بأنه جاء ليسكن فى الناس بصفتهم أبناء الله الكثيرين الذين سيؤتى بهم إلى المجد , وأن الروح والصفة والغرض الذى يتميزون به ليس طبقا للعتيق أو القديم بل طبقا لذلك الجديد وتلك المدينة (أورشليم السماوية) التى يتوجونها.
إن السيد المسيح وهو العريس السماوى هو وسيط العهد الجديد وواهب الحياة الجديدة , وطبعا لم يكن من السهل على اليهود وخاصة الذين كانوا يسمعونه فى ذلك الوقت وهم من تلاميذ يوحنا والفريسيين أن يقبلوا الخمر الجديدة , لأن العتيق بالنسبة لهم كان يشكل أمرا خطيرا , فكل حياتهم الدينية وكل أفكارهم عن الله وكل طقوسهم ومواسمهم وكل أمالهم المستقبلة وبالإختصار كل شىء متعلق بالله هو عندهم متعلق بالقديم أو بموسى والشريعة , فموسى كان الرسول العظيم إليهم أو الرجل المرسل إليهم من عند الله , وهو وسيط العهد القديم , ونحن لا يمكن أن نندهش من هذا الإحترام والتبجيل وذلك الحب العميق الذى يشعرون به نحو موسى لأن ذلك كان مجدهم وفخرهم , ومع أن السيد المسيح لم يأتى ليناقض موسى أو ينقض الشريعة , ولكنه يضع إستحالة المزج بين القديم والجديد .
الحقيقة لم يكن العهد القديم ولا الإنسان فى ظل هذا العهد فى حالة قبول أمام الله , ولذلك أتى الله بعهد جديد للبركة , وصار الإنسان فى ذلك العهد فى تمام القبول أمام الله .
إن الثوب الذى يسر الله بأنه يلبسه للإنسان يرى فى النعمة الظاهرة فى إعلان الله عن نفسه فى شخص السيد المسيح وفى كمال عمله على خشبة الصليب وفى عطية الروح القدس للإنسان , لقد كان الكتبة والفريسيين يلبسون الثوب العتيق , وإن كانوا بحسب مستوى تفكيرهم يفهمون إلى حد ما صيام تلاميذ يوحنا , ولكن لم يكن لهم أى تقدير لمجىء ربنا وإلهنا السيد المسيح , ولا للثوب الجديد ولا للخمر الجديدة , لم يكونوا يستطيعون أن يفهموا الفرح العجيب الذى يملأ التلاميذ كبنى العرس ,كان العريس هناك وكان كل شىء جديدا , ثوب جديد وخمر جديدة وأوانى جديدة , فكانوا هم فى العتيق أما السيد المسيح وتلاميذه فكانوا فى الفرح بما هو جديد .
إذا أحبائى الخمر الجديدة هى فرح الله فى نعمته التى يهبها للإنسان بقوة روحه وفرح المؤمن بمعرفته بما أوصلته إليه نعمة الله وبغنى أمجاد هذه النعمة , وصدقونى ذلك عن تجربة شخصية لمستها وألمسها كل يوم , وهذا الفرح الذى يملأ القلب بقوة الروح القدس وهو ده اللى قاله سفر أعمال الرسل عن التلاميذ 13: 52 52وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ الْفَرَحِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.

سامحونى للإطالة ولكن هذه الأمثال من الأهمية لنا أن نعيها ونفهمها ولا تمر علينا بدون أن نتعمق فيها ونعرف معناها الروحى اللى حايعطينا قوة ويساعدنا فى طريقنا الروحى.

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 04 - 2017, 10:09 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
MenA M.G Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية MenA M.G

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123114
تـاريخ التسجيـل : Aug 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 109,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

MenA M.G غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات فى أمثال السيد المسيح 2

أمين
ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات فى أمثال السيد المسيح 1
تأملات فى أمثال السيد المسيح 1
سلسلة تأملات في أمثال السيد المسيح - القمص داود لمعي
أمثال السيد المسيح
تأملات فى أمثال السيد المسيح كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 12:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024