رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا 2 .. إعلان من الله ( 2) السبت 28 سبتمبر 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث هذا الإعلان الذي كشفه الله ليوحنا أعلنه له ليري عبيده ما لابد أن يكون أي ليعلنه أيضا لغيره. وهكذا قال له أيضاوالذي تراه اكتبه في كتاب وأرسله إلي السبع الكنائس التي في آسيا..رؤ1:11. وقد كتبه يوحنا في سفر الرؤيا وأعلنه للعالم أجمع.. وهنا:هل يحق لنا أم لايحق أن نعاتب معلمنا بولس الرسول لأنه لم يكشف لنا ما رآه وما سمعه في السماء الثالثة التي اختطف إليها؟!لاشك أن له عذره لأنه قال عما سمعه من كلمات إنها كلمات لاينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها2كو12:4 إذن هناك إعلانات خاصة ولم يسمح الله أن تكون للإعلان العام. مثلما حدث للقديس بولس الرسول عن السماء الثالثة أما القديس يوحنا فقد سمح له أن يكشف رؤياه وأن يكتبها. +++ ما أكثر الذين رأوا أشياء ولم يخبروا بشيء منها! مثال ذلك:لعازر أخو مريم ومرثا الذي أقامه الله في اليوم الرابع, لاشك أنه في الأيام التي سبقت إقامته من الموت قد رأي أشياء كثيرة بعد موته ولكنه لم يخبرنا كيف خرجت روحه؟وأين ذهبت بعد خروجها من الجسد؟وماذا كان شعورها وقتذاك وطوال تلك الأيام؟وماذا رأت؟ومن رأت؟وكيف رجعت وكيف اتحدت بجسدها مرة أخري؟لعلها هي أيضا أمور لايسوغ لإنسان أن يتكلم بهاكما قال معلمنا بولس الرسول أنها مختومة بسبعة ختوم. +++ ونحن نشكر الله أن رؤيا يوحنا سمح له أن ينشرها وسمح لنا نحن أيضا أن نقرأها بل قال أكثر من هذا: طوبي للذين يقرأون وللذين يسمعون أقوال هذه النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيهارؤ1:3إذن طوباك أيها القاريء العزيز الذي تقرأ معنا هذه الرؤيا التي من أهميتها نظمت الكنيسة قراءتها في ليلةأبو غالمسيسبعد الجمعة العظيمة أي ليلة سفر الرؤيا....وتردد مع قراءتها من له إذن للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائسرؤ3:22. وكلمةيسمعهنا ليس معناها مجرد سماع الأذن بل معناهامن يسمع ويعملكما قال الرب في آخر عظته علي الجبل مت7:24فلان يسمع الكلام أي يسمع ويطيع.. وهكذا قالالذين يسمعون أقوال هذه النبوءة ويحفظون ما هو مكتوب فيها أي يحفظونه في قلوبهم كما قال داود النبي:خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطيء إليكمز119. +++ القديس يوحنا يبدأ رؤياه بعبارة نعمة لكم وسلام: فيقول:يوحنا إلي السبع الكنائس التي في آسيا:نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي يأتيرؤ1:4وكونها مرسلة إلي السبع الكنائس التي في آسياإنما تعني أيضا أنها مرسلة إلي كل كنائس العالم.مثلما نقول عن رسائل القديس بولس الرسول إن بعضها مرسلة إلي رومية أو كورنثوس أو غلاطية أو أفسس أو فيلبي..وهي في نفس الوقت مرسلة إلي كل بلاد العالم وليست إلي المدن المذكورة وحدها: +++ وعبارة نعمة لكم وسلامتعود الآباء الرسل أن يبدأوا بها كل رسائلهم. نلاحظ هذا في كل رسائل القديس بولس الرسول.. إنها النعمة التي يهبها الرب للإنسان لكي يستلم بها كلمة الله ورسالته إليه والنعمة التي تعطيه فهم ما يقرأ والتي تعطيه القوة علي التنفيذ وتقوده في حياته كلها..... السلام أيضا هو الدعاء الذي يبدأ به كل لقاء وكل زيارة وكل رسالة حسب تعليم الرب وحسب لقائه مع تلاميذه بقوله سلام لكموأيضا حسب قولهسلامي أنا أعطيكم سلامي أتركه لكميو14:27. وأيضا يكون لكم سلام حينما تقرأون في هذه الرؤيا عن الضربات التي ستصيب العالم من الأبواق والجامات التي يحملها الملائكة السبع والتي يصب فيها غضب الله علي العالم +++ هذه النعمة وهذا السلام ليس مصدرهما القديس يوحنا وإنما هما من الله نفسه. ولذلك يقول نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي يأتيرؤ1:4فهو الكائن منذ الأزل والذي كان منكم في القديم وفي فترة تجسده علي الأرض والذي سوف يأتي في مجيئه الثانييسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات ورئيس ملوك الأرضرؤ1:5. فمن نعمة هذا الذي كان ومن سلامهأنه أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه له المجد والسلطان إلي أبد الآبدين آمينرؤ1:6,5. وعبارة ملوكا وكهنةلاتعني هنا المعني الحرفي فكما أن الكل ليسوا ملوكا بالمعني الحرفي كذلك ليسوا كلهم كهنة بالمعني الحرفي. وقد تعني الذين جعل من البشر ملوكا وكهنة وكما قال القديس بطرس الرسول كونوا أنتم مبنيين كحجارة حية بيتا روحيا كهنوتا مقدسا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله...1بط2:5. ++++ أما عن المجيء الثاني للسيد الرب فقالهوذا يأتي علي السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وتنوح عليه جميع قبائل الأرضرؤ1:7وهذا الكلام يخجل شهود يهوه الذين-مخالفين للنص الكتابي-يقولون أن مجيء المسيح الثاني سيكون مجيئا غير منظور!!لاتنظره كل عين والذين طعنوه! +++ جميل بالقديس يوحنا أنه علي الرغم من أسلوبه الروحي في إنجيله ورسائله يتكلم أيضا كلاما في عمق اللاهوتيات حتي لقبوهالقديس يوحنا اللاهوتي. فهو هنا يردد كلام السيد المسيحنعم آمين أنا هو الألف والياء.. البداية والنهاية, يقول السيد الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر علي كل شيءرؤ1:8. وعبارة الذي يأتيتعني السيد المسيح فهو الذي سيأتي علي السحاب.. إذن كل الصفات تنطبق عليه وتدل علي لاهوته. فلا يستطيع كائن مخلوق أن يقول أنا الألف...والبداية إنما يقول ذلك الذي ليس قبله من يخلقه...والذي قال في سفر إشعياء النبيقبلي لم يصور إله وبعدي لايكونأش43:10أنا هو.. أنا الأول وأنا الآخرأش48:12 |
|