رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا22 ..عرش الله (2) السبت 09 اغسطس 2014 - بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث ما رآه يوحنا كان مجرد رمز لعظمة الله, كان قبسا بسيطا من عظمته فالله أعظم وأكبر من أن يراه إنسان محدود. لقد أراد الله أن يعطينا شيئا من المعرفة عن ذاته بما تستطيع عقولنا أن تدركه وكفي...مجرد فكرة بسيطة. ولكي نفهم هذا الأمر بأسلوب بسيط أضرب مثلا:لنفرض أن عالما عظيما في الرياضيات كأينشتاين مثلا أتاه تلميذ في التعليم الابتدائي يسأله سؤالا هل يستطيع أينشتاين العظيم أن يفرغ علمه في الرياضيات في عقل طفل كهذا؟!كلا بل لكي يفهمه هذا الطفل يظل أينشتاين ينزل إلي مستواه وينزل إلي الحد الذي يفهمه هذا الصغير. وعلي هذا القياس عندما يكشف لنا الله ذاته:يكشف لنا شيئا بسيطا من نوره ومن مجده ومن جلاله,ومن كمال صفاته علي قدر ما تحتمل قلوبنا الرضيعة أن تنهل ولو قطرة من لبن معرفته. +++ قال يوحنا:نظرت وإذا عرش في السماء وعلي العرش جالس.. هذا الجالس لا أستطيع أن أدركه, فإدراكه فوق طاقتي. وطبعا لايوجد في السماء عرش يجلس عليه أحد سوي الله.هنا نري الله في السماء ملكا يجلس علي عرشه وليس كما رأيناه عندما أخلي ذاته وتجسد :في مذود أو علي جبل التجلي أو علي شاطيء البحيرة أو علي جبل الجلجثة وعلي خشبة الصليب...لاصورة له ولاجمال ولا منظر فنشتهيهأش53:2. إنما نراه هنا علي عرشه مثل صورة الـPantokrator ضابط الكل الذي نراه في شرقية الهيكل وعرشه محمول علي الأربعة أحياء:الأول شبه أسد والثاني شبه الثور,والثالث شبه نسر والرابع شبه إنسان محمولا علي الشاروبيم. يقول القديس يوحنا:وكان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب والعقيق وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد. اليشب والعقيق والزمرد كلها أحجار كريمة ثمينة جدا لست أدري كيف وصل القديس يوحنا الرسول إلي معرفتها وقد كان صيادا فقيرا بعيدا عن هذه الجواهر لعله كشف من الله له. وهكذا نري سفر الرؤيا فيه اشارات كثيرة إلي هذه الأحجار الكريمة وبخاصة حينما تحدث عنالمدينة المقدسةأورشليم الجديدة في الإصحاح الحادي والعشرين,فذكر اثني عشر نوعا من الجواهر في أساسات المدينة وقال إن كل باب من أبوابها الاثني عشر من لؤلؤة واحدة والمدينة ذهب نقي رؤ21:18-21هذا ما رآه وما كشفه له الله. +++ منظر الجالس شبه حجر اليشب والعقيق تذكرنا بسفر النشيد حيث تقول العروس عن الرب حبيبي أبيض وأحمرنش5:10 فحجر اليشب حجر شديد الشفافية والعقيق حجر كريم أحمر اللون وهكذا يكون وصف الجالس علي العرش-كما في سفر النشيد أبيض وأحمر.أبيض في نقاوته وأحمر في فدائه أبيض في نوره وأيضا أحمر في ناره. لأن إلهنا نور ونار. ويقول عن السيد المسيح إنه نور من نور نور مولود من نور والله نار كما يقول الكتابالهنا نار آكلهعب12:29والروح القدس روح الله يشبه بالنار... +++ وقال القديس يوحنا:وقوس قزح حول العرش شبه الزمرد,وحديثه عن قوس قزح يذكر بوعد الله بعد رسو فلك نوح. أبونا نوح قدم محرقات واشتم منها الله رائحة الرضاتك8:20-21 وقال اللهأقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد أيضا بمياه الطوفانوضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض..فمتي كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقا أبديا بين الله وبين كل نفس حية في كل جسد علي الأرضفلا تكون المياه أيضا طوفانا لتهلك كل ذي جسدتك9:11-16. إذن قوس قزح هو رمز أنه لايكون فناء للبشرية فيما بعد وحسن أن القديس يوحنا رآه حول عرش الله ليذكرنا بميثاق الله الذي يرمز إلي الخلاص من الفناء وهو شبه الزمرد,والزمرد لونه أخضر والخضرة رمز للهدوء وللسلام. +++ ثم تحدث القديس يوحنا عن الأربعة وعشرين الجلوس عند عرش الله علي كراسيهم وأربعة وعشرين أكليلا من ذهب علي رؤوسهم . حقا إن كان مجد ليوحنا الرسول أن يصعد ويري عرش الله فكم هو أعظم بالأكثر أولئك المقيمون بصفة مستمرة حول العرش الإلهي,ولهم عروش حوله ويتمتعون بصحبة الرب علي الدوام وليس بلقاء عابر كما حدث ليوحنا في رؤياه في يوم ما صعد فيه إلي السماء! إنني أشعر بهيبة كبيرة أمام هؤلاء القديسين الأربعة والعشرين قسيسا الجالسين علي عروشهم في حضرة الله. وعجيب أنهم جلوس بينما نقول للربأنت هو القيام حولكأي الوقوفالملائكة ورؤساء الملائكة والسلاطين والأرباب... إذن ما أعظم هؤلاء الجالسين حول عرش الله... +++ ومما يزيد عظمتهم أن لهم أكاليلا من ذهب علي رؤوسهم أي يلبسون تيجانا فهم إذن ملوك أو هي تيجان الكهنوت أو هم بذلك ملوك وكهنة كما قيل في أول سفر الرؤيا وجعلنا ملوكا وكهنةرؤ1:6هم ملوك لأنهم يجلسون علي عروش ولأنهم يلبسون تيجانا بل قيل عن تيجانهم إنها من ذهب رمزا إلي عظمتها أما عن كونهم كهنة فأنة قيل عنهمولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملودة بخورا هي صلوات القديسينرؤ5:8. وقد احتار البعض في من يكونون هؤلاء الأربعة والعشرون؟ +++ قيل إن رقم 24 يرمز إلي12 سبطا في العهد القديم و12 رسولا في العهد الجديد أي إلي القيادات الدينية في العهدين. وقد وعد الرب تلاميذه بأنهم يجلسون علي كراسي ليدينوا أسباط إسرائيل الاثني عشرلو22:30وفي سفر الرؤيا ذكر عن أورشليم السمائية إن لها أساسات المدينة الـ12 عليها أسماء رسل المسيح الاثني عشر رؤ21:14,12 الأبواب لأن المدخل إلي العهد الجديد هو العهد القديم ,والأساسات في العهد الجديد . لأن الرسل هم الذين أسسوا الكنيسة, كما قيل مبنيين علي أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاويةأف2:30. |
|