|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إستفانوس وشهادته كان إستفانوس رجل ذو رؤية، رجل يعرف ما سيكون عليه مستقبل الكنيسة المسيحية من انتشار يصل برسالة المسيح لجميع الأمم، كان يدرك أن الديانة اليهودية بما تمثله من محدودية الفكر والعبادة، لا تصلح لأن تستوعب فكر الحرية التي في المسيح، كان الهيكل والناموس من الثوابت الأساسية في الفكر اليهودي، بينما كان يرى إستفانوس أن العبادة الحقيقية لله لا تتقيد بمكان، كان يعرف أن "اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا" (يوحنا 4 : 24). فلابد إذاً للهيكل أن ينتهي، أما الناموس فما هو إلا مرحلة تقود الإنسان لإنجيل المسيح، لم يؤمن إستفانوس بهذه الحقائق وحسب بل جاهر بإيمانه هذا، ففي كل المجامع التي كان يُعلِّم فيها كان يُنادي بما يؤمن به، وحين حاوره علماء اليهود والعارفين بالكتب، لم يقدروا أن يجاوبوه، "حِينَئِذٍ دَسُّوا لِرِجَالٍ يَقُولُونَ: «إِنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ تَجْدِيفٍ عَلَى مُوسَى وَعَلَى اللهِ" (أعمال 6: 11). نستطيع أن نرى إستفانوس الذي قدَّم نموذجاً حياً لإعلان ما يؤمن به من خلال حياته الشاهدة للمسيح، كما قدَّم المثل الرائع الذي يجب أن يكون عليه أسلوب الكارز، كان كلامه وسيلة أخرى لإعلان كرازته بالمسيح، قد يكتفي البعض بالكرازة من خلال أسلوب حياتهم، أما إستفانوس فعرف كيف يجمع بين الحياة الشاهدة، والتعبير عن هذه الحياة بالكلام والقول، كما أنه لم ينتظر مَن يأتيه، بل كان يمتلك المبادرة، كان يتحرك متنقلاً بين المجامع للشهادة بالمسيح، وكان يعرف في أي موضوع يتكلم، لم يكن حديثه في الفلسفة وعلوم المنطق، لم يكن يتكلم عن ماهية الدين والعبادة، بل كان يتكلم عن رب العبادة، يسوع البار الذي مات لأجل خلاص البشر. كان إستفانوس نِعمَ الشاهد الأمين بحياته وبكلامه، لم يدع الأمور الإدارية تثنيه أو تعطله عن عمله الأساسي، إرساليته العظمى التي أخذها من سيده حين قال "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ" (متى 28 : 19 - 20). يا رب : علمنا أن نكون شهوداً لك بالحياة والكلام، بالقـول وبالعمل،أن تكون حياتنا رسالة حية تشهد عن محبتك وغفرانك، وأن يكون كلامنا وسيلة فعالة في إعلان إيماننا، دعنا نتحرك إلى العالم المحتاج لرسالتك وخلاصك، دعنا لا نخشى الناس، ولا نصدق أكاذيب إبليس، أعطنا أن نتحدث عنك أنت، لا عن نفوسنا .. ولا عن أعمالنا .. ولا كنائسنا .. بل عن يسوع المسيح وحده. الذي "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ .." (أعمال 4 : 12). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يُوسُف وشهادته الحية |
المعمدان وشهادته للمسيح |
كالب وشهادته الأمينة |
إستفانوس من هو؟ |
شخصية إستفانوس |