في المعجزة السابقة ضرب الشيطان عقل ولسان الإنسان. وهنا ضرب عينيه أيضًا كي لا يبصر «إله هذا الدهر أعمى أذهان غير المؤمنين» (2كورنثوس4: 4). فهو لا يترك شيئًا للإنسان؛ فيسلبه عقله حتى لا يفكِّر في مصيره، ولا يرى الطريق للهروب منه ولا يطلب المساعدة من أحد. لقد صار الجنس البشري موضوعًا في الشرير، وتحت سلطانه. لكن المسيح الأقوى، دخل بيت القوي، ونهب أمتعته؛ وكل من يؤمن به يقول مع نبوخذنصر: «رفعت عيني إلى السماء (بعد أن كان أعمى)، فرجع إليَّ عقلي (بعد أن كان مجنونًا)، وباركت وسبحت وحمدت الحي إلى الأبد (بعد أن كان أخرس)» (دانيال4: 34).
نتيجة المعجزة: الجموع تعجَّبت، ثم بدأوا يعترفون به كابن داود. أما الفريسيون فقد احتقروا المسيح وجدَّفوا على معجزاته مدّعين أن خروج الشياطين هو بإرادتهم لا بقوة المسيح لتحالفه مع رئيسهم.