رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَقْطَعُ كَلاَمَ الأُمَنَاء،ِ وَيَنْزِعُ ذَوْقَ الشُّيُوخِ [20]. إذ يعتز أصحاب الفصاحة والخطابة والفلسفات على إبداعهم اللغوي أو جاذبية شخصياتهم، هؤلاء يقفون أحيانًا كخرس، ليس من كلمة في فمهم، لأنهم أهانوا الذين وهبهم العقل وأعطاهم موهبة الكلمة وخلق أفواههم. * "يغير شفاه الأمناء، وينزع تعاليم الشيوخ" [20]. عندما لا يمارس الكاهن الصلاح الذي يخبر به، فإن ذات عمل شفتيه يُنزع منه، فلا يجسر أن ينطق بما لا يمارس. قيل بالنبي: "وللشرير قال الله: مالك تحدث بفرائضي، وتحمل عهدي على فمك؟" (مز 50: 16). أيضًا يسأله: "لا تنزع من فمي كلام الحق كل النزع، (مز 119: 43). إذ يظهر أن الله القدير يعطي كلمة الحق للذين يمارسونها، وينزعها عمن لا يمارسوها... يقول الحق في الإنجيل: "من فضلة القلب يتكلم الفم. الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات. والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور" (مت 12: 34- 35).. أيضا يقول يوحنا: "هم من العالم، من أجل ذلك يتكلمون من العالم"(1 يو 4: 5). حسنًا قيل: "الذي يغير شفاه الأمناء، وينزع تعاليم الشيوخ". البابا غريغوريوس (الكبير) إن كان الفصحاء يعرِّفون الخطيب بأنه "إنسان صالح قادر على الكلام" إذ يلزمه أن يكون بلا عيب في سلوكه كما في شفتيه (خَطابته) حتى يكون مستحقًا للمديح، لأن المدرس الذي كلماته لا تسندها أفعاله يفقد كل تأثير على سامعيه. القديس إيرونيموس القديس يوحنا الذهبي الفم |
|