|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ناحت (جفت) يهوذا، وأبوابها ذبلت، حزنت إلى الأرض (اسودت إلى الأرض)، وصعد عويل أورشليم" [2]. جاء هذا النص في العبرية في تسع كلمات قدمت لنا القحط في أبشع صورة. أ. الكلمة العبرية الأولى تحمل معنيين: "ناحت" و"جفت"، فتظهر مملكة يهوذا كسيدةٍ تنوح بسبب ما حلّ بها، وكحقلٍ جافٍ تشققت أرضه بسبب الحرمان من المياه. ناحت للأسف لا على خطاياها، بل على امتناع المطر وحلول القحط. إنها صورة للنفس التي تذلها الخطية، فتفقد فرحها الداخلي لحرمانها من مياه الروح، وتعيش في حالة كآبة داخلية وفقدان للسلام. تتحول جنتها إلى برية قاحلة، بلا ثمر روحي! يليق بمثل هذه النفس أن تنوح على خطاياها فتستدر حب الله وتتقبل عطية الروح المبكت واهب السلام، والذي يحولها إلى فردوسٍ مثمر. ب. أبوابها ذبلت، أو صارت هزيلة تئن من الضعف الشديد، لأن شعبها خرج إلى بلاد أخرى يبحثون عن ماءٍ يشربونه أو عن خبزٍ يأكلونه. ُيقصد بالأبواب هنا مدن يهوذا، فقد انهارت أبواب أسوارها الحصينة، لأن شعبها صار في جوعٍ شديدٍ لا يقدر حتى على الحياة... فما الحاجة لأبواب حصينة تحميه وهو يموت جوعًا وظمًأ في الداخل. هذا هو حال النفس وقد حُرمت من الشبع بكلمة الله، فهزلت جدًا، وفقدت تقديس حواسها "أبواب النفس والجسد"، فصارت مفتوحة لكل فكرٍ شرير، ونظرةٍ بطالة، وإحساسٍ فاسد. كان الشيوخ عادة يجتمعون عند أبواب أسوار المدن للفصل في قضايا الشعب والتشاور الجاد معًا فيما لحق بالشعب ككل، أما وقد تحولت إلى أماكن اجتماع الرجال للتسلية والترف، ذبلت هذه الأبواب. إنها تمثل حالة النفس المدللة التي ُيقال عنها: "وأما المتنعمة فقد ماتت وهي حية" (1 تي 5: 6). ج."حزنت إلى الأرض"، أو بحسب الترجمة الحرفية "اسودت الأرض"، أي ارتدت ثياب الحداد السوداء الطويلة (مرا 2: 10)، فصارت أبواب المدينة أشبه بأشباح خارجة من الجحيم! صارت أبواب صهيون، ليست أبواب ملكوت الله المفرح، بل أبواب الجحيم، حيث العويل غير المنقطع، أو أبواب الموت التي يقول عنها المرتل: "يا رافعي من أبواب الموت، لكي أحدث بكل تسابيحك في أبواب ابنة صهيون مبتهجًا بخلاصك" (مز 9: 13-14). ما أخطر أن تتحول أبواب ابنة صهيون من مصدر بهجة بخلاص الرب إلى أبواب عويلٍ مستمرٍ وهلاكٍ وموتٍ! هذا العويل هو مزيج من الصرخات المرّة بسبب الحرمان من الشراب والطعام، والصراخ إلى الله ليخلصهم من هذه الكارثة، لكنها صرخات صلاةٍ غير مقبولة، لأنهم لا يهتمون بخلاص أنفسهم إنما يطلبون المطر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | انزل إلى بيت ملك يهوذا |
آرميا النبي | الله نفسه ضد يهوذا |
آرميا النبي | خطايا يهوذا |
آرميا النبي | هل رفضت يهوذا رفضًا |
آرميا النبي | يطلب النبي من يهوذا أن تجز شعرها |